تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: التشظي والتحدي!!

دول الدنيا عندما تواجه تهديدا مصيريا تتحد مجتمعاتها وتتناسى ما بينها من إشكالات، وتركز على أهمية الوعاء الوطني وسلامته، والحفاظ على سيادته وقدرته على إبقاء حياة المواطنين السعيدة.

أما مجتمعات دول الأمة فأنها تتشظى أمام أبسط التحديات التي تواجهها، وتصبح فرقا وجماعات وفئات وتحزبات، تتوسل بأعداء وطنها للنيل من أبناء الوطن الآخرين.

وهذا سلوك واضح إلا ما شذ وندر.

فهل وجدتم دولة لم تتمزق أمام التحديات؟!!

لا يمكن تفسير هذه الظاهرة السلوكية الغريبة، فحتى القطعان في الغاب عندما تداهمها الوحوش، تتجمع وتتكاتف لتكون جبهة واحدة ضدها.

فدول الأمة متأهبة للتفرق والتمزق وكأنها تسعى لذلك!!

ولهذا فالصراعات البينية متواصلة منذ تأسيسها، وفي القرن الحادي والعشرين أصبحت الصراعات داخل الدولة الواحدة، كما هو الحال، في العراق واليمن والسودان وليبيا وحتى لبنان.

وتلك حقيقة واقع مأزوم سيأخذ الأمة بدولها لسوء المصير، خصوصا بعد أن تحقق الإستثمار بالدين، وإمتطائه لصناعة الوجود المتشظي الإستنزافي الخسراني، القاضي بالقتل المباح للآخرين من أبناء الوطن، بفتوى قاضية بمحقهم والتخلص من وجودهم المرفوض بموجب هذه الفئة أو تلك.

والغريب في الأمر، أن لا أحد ينهض بوجه التفاعلات السلبية، ومعظم الرموز تسعى للإستثمار بالتمزيق والتفريق وإذكاء الصراعات البينية.

فلماذا يُلام الطامعون بالأمة؟!!

"وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"!!

فهل نتعاون أم نتكاون؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم