أقلام حرة

بديعة النعيمي: الحرب على غزة (92): عن الشماتة أتحدث

الشماتة من الأمور المخالفة للأخلاق الدينية والإنسانية،  وقد حرصت الشرائع جميعها على احترام الميت وإكرامه. وحتى السيئ منهم حثت على إكرامه وعدم التطرق لماضيه السلبي وتجاوزاته في الحياة. ومما جاء في الحديث الشريف على لسان القائد الأعظم ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم "اذكروا محاسن موتاكم".

لكن ما رأيناه من قادة دولة الاحتلال ومن القوى السياسية من شماتة ومن فرح وسرور حين يموت أحد الزعماء الفلسطينيين أو القادة أو المؤثرين على مدى عقود منذ قيام دولتهم المزعومة، أقل ما يمكن وصفه بالشيء اللاأخلاقي.

فعلى سبيل المثال عندما رحل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قامت بعض القيادات اليهودية من شدة فرحها بالخبر "بالرقص على السطوح".

وقال وقتها "يحائيل حزان" وهو أحد زعماء حزب "الليكود" والذي كان قد وصف الفلسطينيين "بالديدان" وأنه "يحمد الله على موت عرفات".

كما قامت ما تسمى ب "دور العبادة" في مناطق مختلفة من بينها مستوطنات غلاف غزة بتأدية ما سموه "صلاة الشكر على موته".

فأية أخلاق هذه وأي نهج متخلف ولاحضاري ممن يدعون الحضارة؟ وأين ما تنادي به كتبهم الدينية التي ورد بها توصيات مثل " حين يموت الشخص يقال عنه الكلمات الإيجابية" وكذلك " في موت عدوك لا تفرح"؟؟

واليوم في حربها على غزة،  استهدف جيش الاحتلال ضمن عملية اغتيال مخطط لها مسبقا مع جهاز الأمن الداخلي"الشاباك" عن طريق طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، يوم عيد الفطر الموافق ٨/نيسان/٢٠٢٤ سيارة تقل ثلاثة من أبناء رئيس حركة حماس السيد اسماعيل هنية مع أطفالهم يتنقلون لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر المبارك.

وقد ادعت دولة الاحتلال كاذبة بأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ نشاط مسلح وسط قطاع غزة. والسؤال الذي يطرح نفسه،  كيف لآباء اصطحاب صغارهم وعندهم نية القيام بعمل مسلح؟؟

وكان قد ورد تصريح يحمل الكثير من الحقد والشماتة لعضو الكنيست "ألموغ كوهين" قال فيه "إنه تلقى خبرا ممتازا باغتيال ثلاثة من أبناء هنيةواثنين من أحفاده".

كما علق وزير المالية اليهودي "بتسئيل سموتريتش" على خبر الاغتيال وهنأ الجيش بالعملية قائلاً "لا أحد من قادة حماس بمنأى عن يد الجيش الطويلة".

وهنا لا يسعنا إلا أن نقول أن ما حصل هو قدر الله وحكمته وتفضيل قوم على قوم باختيارهم شهداء ابرار إلى جواره تعالى.

والايام يا أعداء الله تدور فلا حزن يدوم ولا سرور،  من مات منا شهيد في الجنة بإذن الله، ومن مات منكم فهو فطيسة وحطب لنار جهنم.

"يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد"

***

بديعة النعيمي

 

في المثقف اليوم