تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: كيف نقرأ!!

لا يوجد درس أو حصة في مدارسنا وجامعاتنا بعنوان "كيف تقرأ"

فما تعلمنا كيف نقرأ!!

في المرحلة الإبتدائية علمونا الحفظ أو بالعامية "الدرخ"، وكان صديقي "يدرخ"، فيحفظ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، ويتعجب كيف تكون درجاتي أعلى منه.

مرة إستشاط غضبا، وصرخ بوجهي، "حفظت المادة كاملة، ورسبت فيها، فكيف أخذت درجة كاملة"؟!!

لا أدري كيف تعلمت القراءة، لكن دماغي كان يتفكر ويتدبر بالكلمات التي أقرؤها أو أحفظها.

لم أكن سبورة أو ورقة إستساخ، بل ما أقرأه يتحول إلى مادة للتمثل والهضم، وإعادة الصياغة، قد يكون ذلك مرضا أو إغراقا إدراكيا، حتى أذكر عندما قرأت رواية (في بيتنا رجل) لنجيب محفوظ، رحت أكتب مثلها في خيالي.

وأول مرة أواجه  "كيف نقرأ"، في المرحلة الأولى من كلية الطب، وكان أستاذنا في الكيمياء الحياتية مصري إسمه "طلعت"، والكتاب المقرر من تأليفه، وكانت محاضرته الأولى بعنوان "كيف نقرأ الكتاب"، فعلمنا مهارات القراءة.

وبعدها قرأت أو إستمعت لمقابلة مع (سهير القلماوي)، وذكرت فيها آليات القراءة السريعة.

ومضيت أبحث عن أسرار كيف نقرأ، حتى صارت القراءة نشاط يومي، يستوعب عددا من الكتب كل يوم.

إنها القراءة السريعة المتفكرة المتمعنة، التي تلتقط جوهر فكرة الكتاب.

فهل لدينا كتب وكتابات عن كيف نقرأ؟

ما أحوج واقعنا الثقافي إلى ذلك، فالشعوب تعرف كيف تقرأ فتقدمت، وشعوبنا لا تعرف كيف تقرأ فتأخرت، حتى القرآن لا نعرف كيف نقرأه فصار عضينا!!

و"اقرأ باسم ربك الذي خلق،..."!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم