أقلام حرة

جودت العاني: تلك الايام وليس هذه الايام.. لماذا؟!

إتقي شر من أحسنت إليه..

ليس غريبا ان يتم التركيز على (تلك الأيام) وليس على (هذه الأيام).. لأن الحديث عن الأولى له هدف، وكذلك الحديث عن الثانية.. فما الفرق بين الحديثين وما هو مغزى التركيز على تلك الايام؟ ليس ذلك من باب التاريخ ومن باب الحياد في الموقف ولا من باب سردية الحديث الصحفي، إنما من باب السياسة.

إذاً، ما هو الهدف الذي يختفي وراء برنامج (تلك الايام) والصمت المطبق حيال هذه الايام المزرية والكوارث وتراكماتها وسياسات الفوضى المتعمدة اقليمياً بتشجيع ومساعدة خارجية وما الهدف من التعمد والاصرار على البقاء في برناهج تلك الأيام والحديث عن السلبيات وتضخيمها والنيل من صناعها الوطنيين: ؟!

- إن نبش الماضي والغوص في تفاصيله يجعل ذهنية الناس (محشورة) في تلك الايام و(محبوسة) في نقاشاتها و(أسيرة) لجدالاتها.. وهو هدف مركزي يمنع الناس من معرفة ما يجري الآن وإلهائهم عن المطالبة بحقوقهم الراهنة.

- إن الصمت المطبق عن إيجابيات تلك الأيام التي بنت دولة حديثة وعصرية والتركيز على السلبيات البسيطة التي رافقت تلك المشاريع العملاقة غرضه خبيث بتوجيه خارجي؟

- ينتج عن ذلك نشر الفوضى العامة وخلط الاوراق، أوراق الماضي بإيجابياته وأوراق الحاضر بسلبياته.

- تكريس بيئة يسودها الشك والتربص والفوضى.

- العمل على إفراغ البلاد من كامل عناصر قوتها الحيوية.

- تدمير البنية التحتية التي تعتبر قاعدة أساسية لأي بناء مستقبلي.

- جعل البلاد تعتمد على دولة واحدة أو عدة دول من أجل إضعافها وإستنزافها.

- تصفير البلاد من أية مشاريع إنتاجية تمهيداً لإبتلاعها على مراحل.

- التهديد بإشعال النيران في الفناء الأمامي لتلك الدولة الاقليمية التوسعية لمنع التدخل الخارجي.

هذه البيئة المفروضة على العراق، تستدعي التساؤل، لماذا تلك الأيام وليس هذه الايام.. لماذا هذا الاسلوب المراوغ وغير الوطني، ألم يكن نفعياً ورخيصاً..؟!!

***

د. جودت صالح

3 / 7 / 2025

في المثقف اليوم