روافد أدبية

لصوصُ النهار

kareem abdulahلغةُ المرآيا

والنصّ الفسيفسائي

 


 

لصوصُ النهار / كريم عبد الله

 

سرقوا النشيدَ الوطنيّ مِنْ جيوبنا الباذخاتِ بالخيبةِ،

والأيامَ الباقيّةِ لنا وزّعوها

ما بينَ السيّاراتِ المفخخةِ وجبهاتِ الأقتتال،

أكّدوا لنا بانَّ الموتَ في زمنِ

الفتنةِ وتحتَ العَلَمِ فرصةً لاتعوّض

فاستبقوا المكرمات،

طَوَوا أحلامنا الكثيرة

وكثيراً ما حلمنا خلفها بمدينتنا الفاضلة،

إكتضّتْ خرائبُ تواريخنا بخساراتٍ تلاحقنا

أيّنما نولّي فثمّةَ فجيعة،

حتى الايمان زحزحوا أركانهُ

فخذلتنا السماء حينَ إستيقنتْ

بأنَّ دعواتنا محض إفتراء.

متأخرةً دوماً تشرقُ شمسنا

وكأنّهم تعاهدوا معها بألاّ تشفي

جراحاتنا المزمنةِ،

يرطنونَ بالأمجادِ

التي حصدناها مؤخراً والفتوحاتِ المدنّسةِ،

ما يربكنا أكثر هذا الصباحِ الملثّمَ

في طرقاتٍ علّقوا في مفتراقتها تصاويرن االمجعّدةِ،

بالكادِ نعودُ لبيوتنا

بعدما نقرأُ آيةَ الكرسيّ أكثرَ مِنْ مرّةٍ بمرارةٍ،

تذوّقنا الموتَ كثيراً

بعدما وزّعوهُ علينا في بطاقاتِ التموينِ،

جاهزٌمعنا نكدّسهُ في غرفِ المعيشةِ

بدلاً مِنَ الطعام ينتظرنا متململاً .

غنِّ أيّها الشعبُ المنتفخ بالوعودِ الكاذبة،

مرحى لهديركَ يحتشدُ صفّاً واحداَ يسدُّ منافذَ الدعارةِ،

إخلعْ ثيابَ الصمتِ والخنوعَ

وتعمّدْ بحريتكِ المستباحة في زنازينهم،

الساكنون في بروجهم إقتحمْ أسوارَ قداستهم المستوردة،

المجدُ لكَ أيّتها المدنُ المفجوعةِ بالطاعونِ

أخرجْي منْ كهوفِ العزلةِ،

فقوافل العودةِ لاحتْ في الأفقِ

تطرّزُ خارطةً جديدةً

وتفتحُ مزاراتكِ تهتفُ

وتمزّقُ ليلهم الأرعن .

 

 

بقلم كريم عبدالله بغداد العراق

في نصوص اليوم