روافد أدبية
دُخَان
وأرهَـبوا عـبقَ مُروجِـكِ
في شَهرِ نَيسانِ
دُخَان / كوثر الحكيم
لا تَـبخَلي الوَصلَ عَـنّي
فَـإنَّ البُـعدَ أضنانـي
أهـواكِ في الصُّـبحِ
وأشواقي في الليل تَـرعاني
فَـكوني اليـومَ قُــربـانـاً
يَـهـيمُ فَــوقَ أزماني
البُـــعدُ يَـقـتُـلُـني
وجَــوُّ الرُّعـبِ والتَـفخـيـخِ والحِـرمانِ،
أيـقَّـظَ فِـيَّ أحـزاني وأدمـاني
يُــدمِّــرُ التَــفجـيـرُ في رُبوعِ مَــديـنَـتِــنا
فَــيخْـتَــنِـقُ الهَـوَاءُ وتَــموتُ أمَانِــيـنــا
وتَـصْبَـحُ بَـعدَها الـدُّنْـيَـا
دُخَاناً فِي ثَـوَانِ
فَلا فَـرْقَ لَـدَى قـاتِـلٍ
قَـد ماتَ ضَميـرُهُ
إنْ أراقَ دَمـاً
أو هَــدَّ مَسجِـداً بِـميدانِ
فَـلا تُـميِّــزُ النِـيرانُ
طِـفــلاً أوْ امْرَأةً
ولا ما بَــيْنَ حَـديـقَـةٍ
أو شَـيْخٍ وحَـيوانِ
فَـفي الأُفُــقِ دَمـارٌ
يَـلوحُ حَـولَ المَكانِ
يَا لَـعَـصْرٍ لا يَـعرِفُ عَــدالَـةً ورَحمَةً
يُـدفَـنُ الشَّرفُ الرَّفيعُ
في الوَحلِ والأطيانِ
غَـدَروك يا بَـغدادُ
وضَاعَ مِـنكِ الأمانُ
وأرهَـبوا عِـبقَ مُروجِـكِ
في شَهرِ نَيسانِ
يا لَـزمانٍ بـائِـسٍ..
عُـنفٌ وفَــقـرٌ مُـدقِـعٌ
أرواحٌ جَــمَـةٌ تُــزهَــقُ
بِـعُـذرِةِ الأديــانِ