تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

روافد أدبية

لماذا تكتب..

احمد بلقاسموهو يسلمها نسخة من مخطوط مجموعته القصصية الجديدة؛ سألته سكرتيرة المطبعة بعدما تصفحت أوراق المخطوط بنظرة شاملة، تروم من خلالها معرفة عدد الصفحات إجمالا.

- أستاذ هل تسمح لي أن أسألك سؤالا؟

- تفضلي.

- لماذا تكتب؟

- سؤال كبير؛ والإجابة عنه تختلف من كاتب لآخر، لكن لا بأس من أن أدلي بدلوي لأجيب عنه؛ وأرجو أن أوفق في ذلك، ببساطة فأنا أكتب لأساهم في اقتصاد البلاد فقط.

- تساهم في اقتصاد البلاد بالكتابة ههه..

- لم تضحكين؟

- لأنك بجوابك هذا، تذكرني بعبارة إشهارية قديمة على صفحة علبة عود الثقاب وجدتها مؤخرا بين التحف النادرة التي يحتفظ بها أبي في دولابه إلى جانب ساعته اليدوية دوغما.

- أجل؛ بالكتابة سأحرك من جانبي عجلة التنمية في هذا البلد.

- لو تفضلت بشيء من التفصيل..

- ما علينا سأشرح لك هذا..

- شكرا أستاذ.

- عندما أطبع الكتاب، سأوزعه على المكتبات أليس كذلك؟

- طبعا طبعا.

- طيب؛ آنستي تذهبين إلى المكتبة؟

- مسألة مفروغ منها.

- جميل.

- الله يجمل أيامك.

- العفو؛ عندما يسرق نظرك عنوان كتاب من المحتمل أنك ستقتنيه، أليس كذلك؟

- طبعا طبعا سأشتريه.

- جميل؛ وعندما تأخذينه ستقرئينه أليس كذلك آنستي؟

- طبعا طبعا سأقرؤه.

- حسنا؛ من هنا سيبدأ دوري في المساهمة في اقتصاد البلاد،وستكونين أنت ومجموعة من الأشخاص ضمن هذا المشروع..

- طبعا طبعا..لكن هلا شرحت لي كيف؟

- طبعا طبعا..لكن ليس قبل أن تصحبيني إلى السيد غارسيا ماركيز لننتزع منه جوابا على سؤالك هذا، مارأيك؟

- طبعا طبعا؛ أوافقك الرأي..

- هيا بنا؛ لعله يكون الآن قد استفاق من قيلولته، فهو يقيل كل يوم تحت شجرتي التوت العملاقتين الوارفتي الظلال على سريره الهزاز..

- سرير هزاز!

- طبعا طبعا لا؛ لنقل سرير أرجوحة.

- أرجوحة!

- طبعا طبعا لا؛ لنقل قطعة قماش مشدودة من طرفيها إلى جذعي شجرتين، هل فهمت؟

- طبعا طبعا لا..

- لا!

- بل نعم.

- ها قد وصلنا إنه مستيقظ ومستغرق في القراءة، يمكنك أن تسأليه بنفسك..

- طبعا طبعا سأسأله بنفسي، لكن أخشى أن أزعجه وهو مستغرق في القراءة..

- لا عليك؛ ليس الحال كما لو كان منهمكا في الكتابة.

- عمت مساء سيدي.

- مرحبا؛ تفضلا هل من خدمة؟

- أريد فقط أن أعرف لماذا تكتب؟

- أكتب لكي أنال المزيد من حب أصدقائي.

***

أحمد بلقاسم - المغرب

بركان، يونيو 2017 .

 

 

في نصوص اليوم