الرئيسية
لاوكوون وأولاده: ضحايا من اجل طروادة .. لمحات مضيئة من تاريخ الفن (25)
لاوكوون واولاده Laocoon and his Sons
من اشهر القطع النحتية واكثرها غموضا في تاريخ الفن تمثال لاوكوون واولاده الذي اكتشف بالصدفة عام 1506 وكان مدفونا بالقرب من روما.
وعندما علم البابا يوليوس الثاني Julius II باكتشاف التمثال ارسل فريقا متخصصا للاشراف على الحفر والنقل وكان الفريق قد ضم معمار الفاتيكان جيليانو سانگلو Giuliano da Sangallo ونحات شاب اسمه مايكل انجلو Michelangelo.
وبهذا تم نقل التمثال الى الفاتيكان التي لاتزال تحتفظ به في متحفها الى اليوم.
لم يعرف احد آنذاك اي شئ عن التمثال الى ان اهتدى الخبراء الى مطابقته مع الوصف الذي ورد في كتاب الكاتب الايطالي "الشيخ پلني Pliny the Elder. وبموجب هذا المصدر فان التمثال يمثل قصة انتقام وتضحية .. قصة غدر وبطولة في آن واحد .
الغدر كان من جانب پوسيدن Poseidon ، الاله الاغريقي الذي اراد الانتقام من القس الطروادي لاوكوون. والسبب هو ان لاوكوون كشف خدعة حصان طروادة في الحرب الطروادية التي دارت بين اسبارطة وطروادة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد والتي وصفها هومر في الالياذة.
اما قصة البطولة فكانت في التضحية والشهادة من جانب القس الذي دفع حياته وحياة ولديه ثمنا لحبه وحرصه على مدينته طروادة التي واجهت حربا طاحنة آنذاك.
كان الكاتب الشيخ پلني قد روى في كتابه الذي كتبه بحدود 70 سنة بعد الميلاد بان پوسيدن ارسل زوجا من افاعي البحر الضخمة لافتراس القس لاوكوون مع ولديه انتفانتس Antiphantus وثايمبرسThymprus . يذهب پلني في كتابه الى وصف التمثال وصفا دقيقا وينسب نحته الى ثلاثة نحاتين هم اگساندر Agesander واثينودورس Athenodoros وپوليدورس Polydorus .
يقف التمثال بطول مترين وهو مصنوع من الرخام الابيض. يحصر الخبراء زمن صنع التمثال تقديرا في مابين ثلاثين سنة قبل المسيح وثلاثين سنة بعده.