حوارات عامة

حوار مع د. هاشم عبود الموسوي في العمارة والعمران (5)

بأن هناك قناعة واسعة الانتشار حالياً مفادها أن المدن الجديدة المصطنعة والمخططة حديثاً، تنقصها بعض المكونات الأساسية، عندما نقارنها مع المدن القديمة والتي إتسمت بطابع الحيوية، نجد أن محاولاتنا الحديثة لخلق المدن بطريقة اصطناعية هي من وجهة النظر الإنسانية غير ناضجة علىالإطلاق، فهل هذا صحيح وينطبق على المدن الجديدة ؟

د. هاشم: إن المدن التي ظهرت بصورة عفوية تقريباً على مدى سنوات طويلة هي (مدن طبيعية)، أما المدن أو أجزاء المدن التي أوجدها المصممون والمخططون بشكل سريع فهي (مدن مصطنعة) ومن أمثلة المدن الطبيعية عواصم أكثر الدول العربية، كالقاهرة ودمشق وصنعاء وأما الأمثلة على المدن المصطنعة فهناك سينا (Siena) وليفربول (Liverpool) في بريطانيا وكيوتو في اليابان (Kyoto) وشاندريجار في الهند (Chandigarh)، ومدينتي البريقة ورأس الأنوف في ليبيا، ولا أستثني من ذلك بعض المدن في الخليج العربي.

 

م.صبا: هذا يعني بأننا يمكننا أن نتعلم كثيرا من المناطق التي نعيش فيها، ومن أمثلة في أماكن أخرى. وهذا يعني بأن المدن والمباني التقليدية كانت قد رُتبّت بشكل أفضل من مثيلاتها الحديثة. لماذا تعمل هذه المدن والمباني بشكل أفضل حسب رأيكم؟ ولماذا يفضلها الناس؟

د. هاشم: السبب في اعتقادي، بشكل مبسط، هو أنها تحتوي علي مميزات أساسية جيدة مثل وضوح الأنماط والثراء في التنظيم. إن السؤال الذي يطرح نفسه إذا، لماذا لا تحتوى المشاريع الجديدة علي نفس الثراء والشخصية المتميزة والدقة والاستيعاب الجيد للنشاطات التي تتحلي بها الأماكن الحالية.

 

م.صبا: عندما نزور مدنا تقليدية محببة للناس- خصوصا في الدول الأوربية- نجدها غالبا ما تكون جذابة ومألوفة ومريحة، ما السر في ذلك؟

د. هاشم: قد يعود ذلك في بعض الأحيان لكونها صغيرة، وبالتالي سهلة الفهم والتعود. وهناك أيضا صفات أخرى تدل على ذلك، مثل الاستغلال الممتع لمختلف المستويات، والاستعمالات المختلطة؛ والسكن الفعلي لأناس عاديين في مركز المدينة، وأحيانا في أماكن عملهم أو محلاتهم التجارية؛ والتجانس في مواد البناء المستخدمة مثل الحجر المستخدم لتعبيد الشوارع في المدن الإيطالية، والذي يشعر بالراحة أكثر من المناطق المرصوفة بالبلوكات الخرسانية أو الأسفلت أو بالطوب الأحمر الذي يستخدم بكثرة في ممرات المشاة في المملكة المتحدة؛ وتحديد واضح لمركز المدينة علي سبيل المثال باستخدام الأسوار والمداخل كالأبواب والأقواس، والتي يمكن استخدامها وظيفيا للحد من مرور بعض أنواع السيارات؛ وتميز بخط سماء المدينة؛ وشبكة مرور نافذة من الأزقة والممرات التي غالبا ما تحتوى على? أقواس أو عقود فوقها؛ ومبان صغيرة الحجم بأطوال ثابتة تُكوّن خلفية متباينة لمبان مهمة واستخدامات كبيرة في مبان متواضعة، كما هو الحال في الدكاكين الضيقة الواجهات والغائرة من الداخل، والتي تستغل عمق كتلة البناء كما هو الحال في مدينة فلورانسا (Florence) ومناظر إلي الخارج؛ وإمكانية استراق بعض النظرات إلي داخل الأفنية المنزلية؛ ونقلات بصرية مختلفة، وحدائق وأفنية مرئية من قبل المارة من عموم الناس؛ والاشتراك في الفراغات الخاصة؛ وشيوع الأماكن العامة.

كما يغلب على الأماكن العمرانية الشهيرة والجذابة أن تستخدم فيها الطريقة المتجانسة، والتي أعني بها عملية استيعاب المدينة والحاضرة كوحدة واحدة تربط التغيرات والتطوير الجديد بالوضع الأصلي للمدينة بكل حساسية وعناية. يشمل ذلك إلقاء نظرة شاملة، ليس بمعني إعادة التطوير الشامل (Comprehensive redevelopment planning ) الذي كان شائعا في الستينيات من القرن الماضي، والذي يظهر كما لو كان نتيجة لمبضع طبيب جراح معصوب العينين.

من المفترض أن تكون الغاية تصحيحا عمرانيا، بمعني الحفاظ- بقدر الإمكان – بما هو جيد وله قيمة، والإضافة إليه وإثرائه بهدف إيجاد بيئة شاملة جديدة تكون أعظم من مجموع مكوناتها منفردة.

لقد توصلت إلي قناعة مفادها أن المدن والمباني التقليدية جُمّعت في الغالب بطريقة أفضل كثيرا من مثيلاتها الحديثة. بحيث يبدو لتلك الأماكن التقليدية ثراءٌ ودقة في الصناعة، وخصائص ملائمة للمستخدمين، طُورّت على? مدى سنوات، بل قرون من التكيف. لا يعني ذلك أنني أريد البيئات الحديثة أن تحاكي القديم. ما أريده فحسب هو أن ندرس المدن القديمة، ونعرف كيف تعمل، ولماذا يحبها الناس، وبعد ذلك نُخطط ونصمم أشكالا عمرانية ومبان جديدة تتحلي بنفس الصفات الإيجابية التقليدية ، ولكنها بوضوح من صنع الحاضر.

ينبغي أن تكون المباني الجديدة نتيجة خيال مبدع ، وذات جودة عالية وان تكون ذات علاقة قوية بالوسط التاريخي الذي توجد فيه ، كما ينبغي في نفس الوقت ان تعكس عصرها وزمانها.

لذلك، يجب أن تحوي قدرا من الزخرفة والإمتاع للناظر إليها، لا أن تكون واجهات مملة مثل الأنماط الورقية المطبوعة التي كانت شائعة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.

 

م.صبا: ماذا تعني بذلك؟

د. هاشم: أعني يجب ألا تكون خليطا غير متناسق من الأشكال الزخرفية الكلاسيكية التي تحط من قيمة التاريخ. إن العمارة المتميزة في مختلف العصور يمكن أن تتعايش بعضها مع بعض رغم الاختلاف في الطراز والحجم ومواد البناء المستخدمة. فوق كل شي يجب أن نبتعد عن الطراز العالمي (International style) الذي جعل الكثير من العواصم في العالم تتشابه إلي حدٍ كبير.

تدعو الحاجة أيضا إلي رؤية محيطيه وتقدير كامل للوسط الذي يوجد فيه المشروع. ويشمل هذا تاريخه، ومنظره الحالي، وتضاريسه، ووضعه التخطيطي، ووضعه الاقتصادي الحالي والمستقبلي.

كما أن اعتبارات الرؤية المحيطية والوسط تشمل أيضا غايات صاحب المشروع من الموقع والمنطقة.

ويجب أن تختلف المدن بعضها عن بعض حيث تعكس زمانها ومكانها وثقافة بنائها.

تبدو المباني الجديدة كالتالي في دوكلاند في مدينة لندن Olondon's Docklands معبرة بوضوح عن عصرها، حيث لا ينبغي أن تحتوي علي واجهات خالية من الخيال الفني مثل تلك التي ترسم على? الأوراق.

 

م.صبا: أراك تميل إلى حث المعماريين والمخططين إلى دراسة حالات المدن القديمة للاستفادة من إيجابياتها ؟

د. هاشم: نعم يمكننا تعلم الكثير من مدن مثل أصفهان Osfahan  في إيران وأمستردام Amsterdam في هولندا وناشز في لندن (Nash's London) التي احتضنت – إما عن قصد أو بمحض الصدفة – تكوينة مترابطة بشكل متناسق.

عبرت لنا مدن مثل باريس كيف أن بلوكات المباني المتشابهة يمكن استخدامها لإنتاج تجانس ووحدة وتنوع في البنية العمرانية في نفس الوقت.

أنتشرت في الكثير من المدن حول العالم مشاريع غريبة الطراز ورديئة الجودة، مما جعل مراكز هذه المدن تبدو متشابهة إلي درجة كبيرة. وتبدو بعض المراكز المصممة وكأنها مجموعة من المباني المنفردة الممتازة التي صممها معماريون معروفون، لكنها في مجملها فشلت في تكوين وحدة إنسانية متكاملة ذات معنى. ومن الأمثلة التي تتبادر إلي الذهن : برازيليا (Brasilia)، ومنطقة لاديفينس (La Defence) في باريس، ومركز لينكولن (Lincoln center) في مدينة نيويورك.

 

م.صبا: ما هي الصفات التي يجب أن تتوفر في المدن لتصبح جذابة ومألوفة للناس؟

د. هاشم: هناك مجموعة من الصفات البسيطة الأساسية التي تشترك فيها مراكز الكثير من المدن المحببة في العالم بغض النظر عما إذا كان نموها نتيجة تخطيط أو تطور عفوي- فإنها تتحلى بترتيب إجمالي مكون من بلوكات، وشوارع، وميادين، وأفنية تتكامل لتكون نمطا ذا كثافة عالية من المباني وطرق المرور. أدى هذا إلي إنتاج بيئة عمرانية مكونة من عدد محدود من الوحدات القياسية أو الحلول. وبجمعها بعضها مع بعض كونت البنية الشاملة للمدينة بأشكالها وأنماطها المختلفة مع تكاملها بعضها مع بعض.

تتصف هذه المُدن بكبر المساحة، والتدرج  في ترتيب الاستعمالات الرئيسية وشبكات الاتصالات، بالإضافة إلي المرونة في تحريك تلك الاستعمالات ضمن النظام الذي يحكمها. وقد تشكل بين المناطق التي تكون المدينة خليط من تناسق مزدحم، وتباعد في البنية العمرانية كما أن النسيج العمراني ذو كثافة كافية ساهم في توفير مسافات مشي قصيرة تسمح للمشاة بالحركة بسهولة وراحة من مكان لآخر بالقرب من المباني.

ويمكن للمبنى الجديد، أن يكون جُزءاً من استمرارية الفراغ التقليدي للمدينة من غير الحاجة إلي اللجوء للتقليد المزيف.

تشكل الفراغات العامة ذات العلاقة القطرية، في بعض المدن الإيطالية، تكوينات عمرانية ناجحة يمكن تعقبها في التخطيط الحضري للمدينة عبر القرون الماضية، كما يمكن ملاحظتها في التطوير الحالي لـ برودجيت (Broadgate) في لندن.

تحتوي المباني في المدن والبلدان الناجحة علي تجانس في تصميماتها ومواد بنائها مما يبرز التنوع والاختلاف عبر عدد محدود من الأفكار. أن مستوى الجودة في تصميم المدينة ينبع بشكل أكبر من طبيعة وخصائص الفراغات والأماكن المفتوحة بين المباني وليس من المباني نفسها. ويعد الشارع والساحة العامة الرئيسية للمدينة والاهتمام بتحديده وتصميمه يعتبر العنصر الرئيسي في التصميم العمراني. لذلك يجب أنْ تصمم المباني الخاصة في الشوارع الرئيسية وتختار مواقعها بعناية. وبصورة عامة، ينبغي أن تستغل إمكانيات الموقع الطبيعية والطبوغرافية مع التركيز على? إيجاد نظام حركة مرن لا يقتصر على طريقة نقل واحدة.

 

م.صبا: في فترة الحداثة تم الفصل بين الوظائف في داخل المدينة بشكل صارم فهل كان ذلك إيجابياً أم سلبياً؟

د. هاشم: أنا أعني بالإضافة إلي الجودة العالية للبيئة، نجد أن المدن الناجحة والجذابة تتميز أيضا بتنوع المقاييس المصاحب بمزج الاستعمالات والنشاطات بطريقة متدرجة، وبشبكة اتصالات في كل جزء منها مقارنة بأنظمة التخطيط الحديثة التي تحتم الفصل الأفقي بين الاستعمالات والنشاطات. إن تعدد الخيارات  في إمكانية السكن، والعمل، والترفيه، والتسوق، وحتى إمكانية العزلة في نفس المنطقة هو بالضبط ما يعطي المدن والبلدان تغيرها وتجددها المتميز وشهرتها. إن هذا الخليط بين العام والخاص، والمتميز والمألوف، بطريقة طبيعية هو ما أنتج مدنا وبلداناً يحبها الناس ويستمتعون بالسكنى فيها. لا بد أن يكون هذا الخلط في الاستعمالات، والمشاريع التجارية الخاصة، ومباني المؤسسات الحكومية والنشاطات اليومية والليلية هو الهدف الأساسي عند تصميم وبناء أماكن ملائمة للناس.

كما ينبغي أن تكون المشاريع الجديدة استمرارية لتقليد دائم في بناء المدن والبلدان.

من ناحية أخرى هناك خطر يتهدد البيئات العمرانية الغنية تاريخيا وتراثيا نتيجة التقليد السطحي لذلك التراث.

يجب أن توفر المشاريع الجديدة الاحتياجات المعاصرة وتكون متلائمة مع الوسط الذي تنشأ فيه، لا أن تكون شاذة ومختلفة عن غيرها. وليس من السهل تقدير مكانة المباني التاريخية الجيدة التي تلائم حجم وطبيعة الاستعمالات المناسبة لمراكز المدن في القرن الحادي والعشرين. وقد شاهدنا بأنه في غالب الأحيان ولأسباب وظيفية واقتصادية وتقنية، أن تكون المباني الحديثة أكبر وأعلى? من المباني التقليدية.

 

م.صبا: هل يمكن للمباني الحديثة أن تتكيف مع الاستعمالات المتعددة ؟

د. هاشم: إن قابلية المباني الحديثة للتكيف مع الاستعمالات المتعددة أقل قدرة من قابلية المباني القديمة للتكيف.

لقد احتلت العديد من المدن الشهيرة مثل طوكيو وباريس ولندن المباني العالية المتشابهة، لقد صار تأثير كل من الاقتصاد، والتجارة، والتقنية الحديثة، وأنماط الحياة، والعمل اليومي، بالإضافة إلي الموضات المعمارية، مسيطرا على? الطبيعة الخاصة بكل مدينة ترتفع فيها هذه المباني التي صنعت نمطا خاصا جعل المدن الحديثة تشبه بعضها بعضا في جميع أنحاء العالم.

لذلك، لا بد لنا أن نتلافى الحلول العالمية المكررة، وألا نتجاهل أو ندمر القيم التقليدية الرائعة، وذلك بالاستفادة من المباني التاريخية.

 

م.صبا: هل يمكن أن ينتج تنوع الطرز واختلاطها والارتفاعات والأحجام بيئة غنية جدا ؟

د. هاشم: نعم إن ذلك ممكناً .. إضافة إلى أن الاستعمالات الجديدة تكون أكثر قبولا إذا ما بنيت بمواد البناء التقليدية. لذلك يجب ألا نتردد في ابتكار أساليب جديدة لاستخدام الحجر، والطوب، والبلاط ما أمكن ذلك.

في نفس الوقت ينبغي أن نستغل إمكانيات الخرسانة المسلحة، والزجاج، والسيراميك، والحديد، والبلاستيك، وهي مواد لم تكن متوفرة لبنائي المدن القديمة.

هناك عدة أفكار ونظريات تصميمية تم تجربتها وأثبتت صحتها خلال العديد من السنوات،

 

م.صبا: ما هي أهم هذه النظريات؟

د. هاشم: أهم هذه النظريات والأفكار الشاملة هي الإحساس بالنظام والوحدة، أننا بحاجة إلي فراغات وأماكن ترسخ في ذاكرة الناس. كيف يمكن أن ينجح كثيرا التدرج الفراغي مثل ما هو الحال في الفرساي (Versailles). وميادين سان جيمجنانو (San Gimignano)، والبندقية (Venice)، وحتى في برودجيت (Broadgate) في لندن. إلي جانب ذلك هناك التباين القوي بين المواد الخشنة والمواد اللينة المستخدمة في التنسيق البيئي، وبين الشوارع الضيقة والأماكن العامة الفسيحة، وبين المباني الملونة المزخرفة والمباني الباهتة الألوان، وبين المدن والريف، وبين المباني الثانوية التي تقع في الشوارع الخلفية والمباني الخاصة ذات المعالم البارزة. إن المركز المكون بصورة رئيسية من المباني الحكومية والمؤسسات العامة ينبغي أن يتسع للاستعمالات المتواضعة مثل المقاهي والأكشاك، والاستعمالات المؤقتة مثل المعارض والخيام والاحتفالات.

 

م.صبا: هل هناك أفكار أخرى بهذا الخصوص؟

د. هاشم: هناك فكرة أخرى ذات علاقة قوية بموضوع التباين (Contrasts)، وهي التنوع والمزج تؤكد الشواهد التاريخية في روما وباريس والمدن الجورجية (Georgian towns) والرجينسية (Regency towns) في إنجلترا واسكتلندا على? أن ثراء البيئة والتنوع ينتج من الاختلاف والتباين في ترتيب المباني واستعمالات الأراضي أكثر مما ينتج من شكل المباني نفسها التي بدورها ينبغي أن تحترم في شكلها قدرا من التجانس في مواد البناء والتفاصيل وتصميم الواجهات. ويتكون الاختلاف والتنوع  في البيئة من الفراغات المفتوحة بين المباني وشبكة ممرات المشاة الكثيفة والمنتشرة، وكثرة المحلات، والاختلافات في مستوى مناسيب الأرض، وتبني مزيج من الأحجام والاستعمالات، وتطوير المناطق المدنية المختلفة كسلسة من الأماكن المرتبطة بعضها مع بعض، والتدرج الرسمي، والأنظمة المرجعية (Referencing system) التي تربط أجزاء المدينة بعضها ببعض، والمناظر القريبة والبعيدة التي يشاهدها المقيم أو الزائر أثناء تنقله في المدينة.

إن تحقيق الإحساس بالنضج في فترة مبكرة هو أحد مواضيع التصميم الذي يؤدي إلي توسع في الخيال والابتكار والمهارة للمصممين العمرانيين. لا بد أن يهدف التصميم في مرحلتي وضع الفكرة وإعداد التفاصيل إلي تقليص الفترة التي قد تبدو فيها المشاريع جديدة المظهر، بحيث تبدو وكأنها تطورت بطريقة طبيعية وعضوية من المحيط الواقعة فيه. إن توفير قدر من الفراغات الخارجية المنسقة بالخضرة والفرش المناسب غالبا ما تساعد علي تحقيق ذلك. كما أن تنظيم وتقسيم عمليات البناء إلي مراحل يجنب المنطقة الظهور بمظهر ورشة عمل دائم.

 

م.صبا: وفق الخبرة الطويلة التي تتمتعون بها أكاديمياً وفي مجال العمل ما هي النصيحة التي تسدونها للمُصممين للقيام به في هذا المجال؟

د. هاشم: بقدر الإمكان، ينبغي علي المصممين أن يمتنعوا عن ابتكار حلول جديدة مختلفة لمشاكل أساسية متشابهة وبدلا من ذلك، ينبغي تبني تصميمات وتفاصيل نموذجية مناسبة للبيئة، باستخدام مفردات مشتركة ملائمة مثل الأقواس، والقباب، والأعمدة، والجسور (الكمرات)، والسقف، والعقد، ومداخل المباني، ونسب الواجهات ومكوناتها. ولا يشبه هذا بأي شكل ما يطلق عليه اتجاه كتب الأنماط التي يدافع عنها الكثير.

وربما كانت كتب الأنماط تصلح في الماضي لتصميم البيوت المتلاصقة     (Town houses)، غير أنني أشك كثيرا في إمكانية تحويرها بطريقة ما، لكي تطبق في مدينة بأكملها أو حتى مركز مدينة بأكمله.

 

انتهـــى

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1487 السبت 14/08/2010)

 

 

في المثقف اليوم