حوارات عامة

لقاء مع الامين العام لاتحاد الادباء الاستاذ ألفريد سمعان

ومن بين ذلك مشاركة ابناء شعبه في عملية التغيير الاجتماعي والسياسي والانتقال من ظروف تغلق فيها الابواب وتتعثر الخطى وتكتم الحقائق انفاسها وتتسلط عناصر الظلم والموت والاضطهاد وتتعالى هزات السلاسل والاصفاد مع هواجس السياط ...وكثيرا ما تقود هذه الاوجاع المتراكمة شؤون وشجون قد تنتقل بالشاعر الى مواضع لا تنسجم مع اضواء الحرية والآمال العريضة التي يعول عليها الشاعر ويعتقد انها الحقيقة التي يجب ان تجد أصدائها في كل مكان ...وقد تتجدد الصفعات وتأتي بأشكال مختلفة وكأنها تظل الطريق الذي يسلكه المناضلون لتحقيق أهدافهم .

لقد قادتني خطاي مع المناضلين الشجعان في هذه المعركة المتواصلة مع الظلم والعبودية، وكرست الكثير من قصائدي وكتاباتي لتحريض الكادحين على الاوغاد والانتصار لحقوقهم المشروعة، وقد استلزم ذلك المتابعة على صعيد العطش الثقافي أولاً،والافادة من خبرة وتراث الاخرين والبحث عن تجارب جديدة تساهم في تعزيز كيان المناضلين، وتغذية مشاعرهم، وزجهم في معارك لا  تتناسب والاهداف التي يسعون اليها، وكان لذلك تأثير كبير عليّ كأنسان ومناضل فقد كتبت لابعث القوة في النفوس وعبرت ايضا عن شجون المناضلين الذين يتركون عوائلهم وأرزاقهم ويدفنون الكثير من مشاعرهم الجميلة ويتنازلون عن الفرح المتوقع لكي يصلوا الى مرافيء الامل الجديد وينتصروا لشعوبهم ونضالاتهم بالاضافة الى ذلك فقد منحتني فرصة لكي أطالع وأتابع وأقرأ بأمعان واحاول أن اوسع آفاق ثقافتي، واقتنص لمحات ذكية من تجارب الاخرين ينعكس بلا تكليف فيما أكتب ... انها تجربة غنية ان تعمل وتنشد ان تغضب وتحول هذا الغضب الى أهداف انسانية، ان تحب وتعشق وتنسج جملاً غنية بالحب والعشق والاشواق وترتدي أساور الحنين .

 

 

س/ هل لاتحاد الادباء دور في ايصال الاديب والمثقف الى الشارع العراقي؟

ج/ من المعروف بأن الاتحاد الذي مضى على تاسيسه أكثر من نصف قرن قد شحن الشارع العراقي ومكنّه من الاطلاع الواسع على مجريات الحياة وأسلوب التعامل معها كما كان منبراً ومبشرا بالمستقبل كما كان وما يزال جامعة ثقافية بلا صفوف ولا اساتذة يلتزمون بالدوام اليومي ويؤدون واجباتهم ضمن قواعد وتقاليد محلية او عالمية وفق منهج معين ويضم طلاباً يجب ان تتوفر لديهم بعض الشروط ليقبلوا فيها .

لقد قلب الاتحاد كل هذه المعادلات واصبح منبراً للثقافة وساحة خضراء لمواصلة تلقي المعرفة واضافة معلومات او التعرف على نظريات وتفسير المعطيات الفكرية بطرق جديدة ربما نسميها خبرة الاستماع والاستمتاع الى القراءات المتنوعة والباقات الملونة شعراً وقصة ونقداً، والحوارات التي تجري على منبر الاتحاد وخلال لقاءات الادباء مع بعضهم وما تكتبه الصحافة وما تقوم به الفضائيات من وقائع وتغطية للنشاطات التي تجري في الاتحاد أكدت قوة تأثيره وبالتالي فأن الوجوه التي يقدمها الاتحاد تحظى باحترام الشارع العراقي، ويعتبر الانسان المثقف الذي يعتلي هذا المنبر قد بلغ مكاناً يتيح له فرصة التأكد والوثوق من مواهبه وبالتالي الانطلاق نحو المستقبل .

ان ( جامعة) الاتحاد بمكوناتها التي ذكرناها جعلت هوية الاتحاد عزيزة ومحترمة وروداه ضمن مستوى المسؤولية الثقافية .

 

س/ كيف تنظر الى أنشطة " نادي الشعر "على مدى الخمسة اعوام الماضية، وهل استطاع ان يقدم شيئا جديدا؟

ج/ تعلمت في حياتي الكثير من الآخرين، وأنا مستعد أن اتعلم من أي كان أذا قدم عملاً جيدا فيه فائدة او حكمة او مذاق ....ونادي الشعر ضمن تجاربي التي نفذتها من خلال تعرفي على الاشياء والحياة ...ان تبدأ صغيراً فتكبر، ان تغرس حبة حنطة فتصبح سنبلة، أن تغرس شتلة فتراها بعد بضعة سنوات شجرة مثمرة، ذات غصون وظلال تبني فيها الطيور اعشاشها وترتفع الاصوات العذبة مع شروق الشمس وتلجأ الى عابرات الصمت عندما ينتهي موعد التغريد.

نادي الشعر أحد اهم الهيئات التي تبناها الاتحاد وحذا حذوها الاخرون، فتفرع في المحافظات وتشكلت هيئات اخرى على شاكلته مثل " بيت الشعر " او بعض الاماكن التي يتوفر عدد من الشعراء وينشدون مع بعضهم ربما كل ليلة ...نادي الشعر درس كبير وموعد مع النغم والكلمة والهاجس الانساني انه نغم سنفوني تبناه الاخرون وصفقوا له، باستثناء بعض الشعراء الذين لا يمتلكون القدرة على التطور والامكانية على تنويع باقات الابداع الوردية ..ان الزمن سوف يذكر نادي الشعر نبع للعطاء الدائم، شجرة لا تتوقف اغصانها عن الرقص، تعرف براعمها البقاء على ما هي عليه ثمارها وان ثمارها تتناثر لتؤكد ان للابداع ابواباً كثيرة وان الشرفات المضيئة تظل ترافق النشاط الانساني وترفد الحركة الثقافية بعطاءات دائمية .

اعتقد ان " نادي الشعر" سيفرض مستقبلا ً على الباحثين تقديم دراسات كبيرة الاثر عميقة المحتوى وربما اطروحات ماجستير ودكتوراة، والغد يبشر بذلك .

 

س/ هل لك ان تحدثنا عن تأسيس نادي الشعر؟

ج/ ليس خافيا ان نادي الشعر ولد في ظروف لا تخلو من المزايدات فقد حاول البعض الاعلان عن تاسيس (بيت الشعر) في البصرة واعلان ذلك في احتفالية مربدية كما اعتقد وقد تبنى البعض المشروع وأنا منهم رغم بعض التوجس والريبة، وقد اجتمع الشعراء الشباب لانتخاب "رئيس مؤقت" لهم وفاز بها حسن عبد راضي،  وأعتقدت انه سيكون رباناً جيدا،  الا انه أجّل الانتخابات لأكثر من شهرين، ولم يكن هنالك مبرر لذلك، فطلبت من الشعراء الشباب ومنهم حسين القاصد وعمر السراي ومروان عادل واحمد عبد السادة وياس السعيدي وجاسم بديوي وآخرين ان يجتمعوا في اقرب فرصة وعقدت معهم اجتماعاً اوضحتُ فيه ضرورة الاسراع في التنفيذ وهذا ما حصل وتم انتخاب "حسين القاصد" كأول رئيس له وقد وعدتهم بدعم كامل وشجعتهم على العمل بلا ملل من اجل ارساء الشراع الجديد في المرفأ تمهيداً لانطلاقة وقد انطلق فعلا واصبحت الجوائز تتسابق لكي تأخذ مكانها على صدور شعرائنا الشباب وبرزت شاعرات يملأن القلوب بالطانينة والفرح .

ولعلنا لن نعلي من شأن " نادي الشعر" بلا سبب فهو مستمر على العطاء وقد طبعنا لعدد من اعضائه اكثر من ديوان كما طبعنا لمجموعة منهم ديواناً بمناسبة اليوبيل الذهبي للاتحاد وستصدر خلال الفترة القادمة دواوين اخرى، أنه منجز رائع ويظل  متألقا بجهود أعضائه ودعم الاتحاد له لانه يستحق ذلك بجدارة .

 

س/ ما هو رأيكم  في موقف الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب بشأن تعليق عضوية الاتحاد؟

 ج/ما يؤسف له حقاً ان يظل هذا الاسم العريض مصراً على استبعاد عضوية اتحادنا من صفوفه وهذا لا يعني الرضوخ لاغراض انانية وسياسية جوفاء فهم يريدون ان نؤيد المقاومة ولا أدري عن أي مقاومة يتحدثون ! مقاومة القتل والذبح والاغتصاب والاعتداء على الاعراض، ومما يؤسف له ان بعض المعارضين للاتحاد حالياً يعلنون عن موافقتهم على ذلك شرط اعادة العضوية ويا لها من دعوة بائسة ورخيصة ترتدي ثوب الخيانة لشعبنا،  فقد تناقل البعض هذه المقولة،  واني لارثى لهؤلاء الذين يعرفون انفسهم جيدا،  ولا يتورعون من ركوب اية سفينة مهما كان حجمها ولونها ونظافتها من اجل الوصول الى اهداف اقل ما يقال عنها انها بائسةن وهناك مئات علامات الاستفهام تدور حول اصحاب هذه المقولات المتردية .

 

اجرى الحوار :سام محمود

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1095  الاربعاء 01/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم