حوارات عامة

حوار مع الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس

صفحة على الطريق الاتحاد الاشتراكي / الباب المفتوح العلم: المغرب

مجلتي عشتروت / كتابات معاصرة : لبنان، القدس العربي : لندن، آفاق الثقافية : اليم، الآداب : مصر، الضفافة الثلاثة : اسبانيا، الحركة : المكسيك

صدر لها سنة 2004 ديوان (لوعة الهروب) المغرب

 سنة 2008 ديوان (بين ذراعيْ قمر) مصر

و سيصدر لها قريبا ديوان : طيف نبي

تُرجمت قصائدها إلى اللغات: الاسبانية الفرنسية الانجليزية المقدونية و الكرديّة

و أدرجت في العديد من الأنطولوجيات الشعرية العربية و الأوربية

عضو اتحاد كتاب المغرب

عضو اتحاد كتاب الانترنيت العرب

عضو رابطة المبدعين العرب

عضو حركة شعراء العالم في الشيلي

حازت على جائزة الشعر من مؤسسة النور للثقافة و الإبداع بالسويد سنة 2008

شاركت في عدة مهرجانات شعرية وملتقيات ثقافية عربية و دولية أهمها :

مهرجان الشعر العالمي بجمهورية مقدونيا غشت 2009

الملتقى الإسباني للشعر النسائي بالجزيرة الخضراء نوفمبر2009

مهرجان أصداء الجبل للشعر العربي بالجمهورية العربية السورية أبريل 2010 .

التقيناها وكان لنا معها هذا الحوار:

 

- يعتبرك الكثيرون متميزة في أسلوبك الشعري، ما خصائص هذا التميز؟

- ربما لأنني أكتبُ بروحي و بجسدي معا فتخرج قصائدي طافحة بالصدق

أو رُبما لثورتي المُضمرة في عمق نصوصي على كل التابوهات, فأنا أكتب لا لأنني أريد الكتابة فقط بل لأنَّ رغبة باطنيّة بداخلي تحثّني على إفراغها ...

رغبة تحثّني على قول ما لا يُمكن قوله باللغة المُتداولة

أسلوبي الشعري كما وصفه البعض أنه متميز في قائمة الجيل الشعري الجديد

 في العالم العربي فأنا لا أراه تميزا بقدر ما هو محاولة للبحث عن قصيدة

تُشبهني أنا و لا تُحاكي غيري و في نفس الوقت تصل إلى الآخر... قصيدة ترسمُ بأمانة مطلقة كل اختلاجاتي الروحية و الجسدية غير ساهية ما تتخبّط فيه الإنسانية

من توجّعات ...عندما يكون الشاعر صادقا حتى و إن انطلق من ذاته أكيد سيمس عمق الآخر , فالكتابة أولا و أخيرا تواصل مع الذات و مع الآخر.

 

- أنت عضو في عدد من الجمعيات الثقافية، ماذا أضافت هذه العضوية للمبدعة بنيس؟

- العضوية في الجمعيات الثقافية لم تُضف لي شيئا على المستوى الإبداعي

لكنها منحتني قدْرا من الخبرة في تسيير الشأن الثقافي.... الانخراط في أكثر من جمعية قد لا يخدم مسار المبدع لأنه يأخذ منه كل وقته بينما الإبداع الجيد يحتاج إلى القراءة المستمرة ... إلى خلوة مع الذات..... إلى الانعزال عن ضوضاء العالم الخارجيّ لهذا مؤخرا حدّدتُ انخراطاتي الجمعوية .

 

- تُرجمت قصائدك إلى عدد من اللغات العالمية، هل نجحت تلك الترجمات، وكيف يمكن أن يحافظ المترجم على روح القصيدة؟

- الترجمة مهما حاولت أن تكون وفيّة للنص فلا يُمكن أبدا أن تنقله بجوهره الأصلي، لكن في نفس الوقت لها دور كبير في إخراج النص من عزلة المكان و تسريبه إلى فضاءات و ثقافات أخرى فمن خلال الترجمة يدخل النص و كاتبه في ذاكرة الآخر..... بالنسبة لترجمة نصوصي اعتقدها ناجحة لكن الحكم يظل للمتخصّصين في الترجمة .

 

- ماذا تفعل الشاعرة فاطمة الزهراء إن ناداها الشعر وهي في الشارع أو في العمل؟

- الشعر لا يُناديني لأنه صار ساكنا في وجداني أتنفس أريجه أينما رحتُ... الشعر. بالنسبة لي حياة بأكملها و ليس فقط كلمات أخطها على الورق و لهذا لما أُشحن شعريا يكون أوان ولادة القصيدة قد قارب فأستعجل خلوتي من أجل ولادة سليمة .

 

- ما واقع القصيدة العربية اليوم؟ ولماذا لم تعد تعتبر ديوانا للعرب؟

- من قال هذا؟ القصيدة مازالت ديوان العرب و لغتهم المفضّلة في التعبير عن انتصاراتهم و انهزاماتهم فالشعر أقدم فنّ صاحب الإنسان العربي بدء من العصر الحجري حتى عصرنا الراهن لهذا يحظى بمكانة مميزة بين الأجناس الإبداعية ... أما بخصوص واقع القصيدة فهو جزء لا يتجزّأ من واقع الثقافة العربية الذي يتأرجح ما بين الجدية و العبثية كل الفنون الراقية لم تعد في واجهة المشهد الثقافي العربي و ليس فقط الشعر.

 

- ما رأيك بالحركة النقدية، وهل تجدين أن النقد العربي أنصف قصيدتك؟

- لا توجد أصلا حركة نقدية في العالم العربي بالمعنى الحقيقي فقط توجد اجتهادات فردية... طبعا هناك من أنصفني و رأى في إنتاجي الشعريّ تفرّدا داخل كوكبة من الأصوات الجديدة

 

- هل تؤيدين تقسيم الإبداع حسب جنس المبدع؟ ولماذا؟

- سؤال يُطرح عليّ باستمرار... أنا لست مع تقسيم الإبداع : أنثوي / ذكوريّ، لأن التقسيم يعني الفصل و عدم اقتراب القلم الأنثوي من نظيره الذكوري، لكن لا أستطيع أن أنكر الخاصيات التي يتميز بها كل إبداع بعينه و التمييز لا يعني أبدا أن كتابة أفضل من أخرى , كما أطلق اسم أدب المقاومة على الإبداع الفلسطيني و أدب المهجر على الإنتاج الأدبي لمجموعة من الأدباء العرب المغتربين أيضا أطلق على كتابة المرأة الأدب الأنثوي و هذا الاختلاف في التسميات لا يعني أبدا أنّ أدبا أفضل من غيره فالأفضلية تُحدّدها جودة الإبداع لا جنس كاتبه و حتى داخل الأدب الأنثوي نجد نزعات متباينة في البوح .

 

- من تحرصين أن يكون أول القارئين لشعرك؟

- من أثق فيهم إنسانيا قبل إبداعيا

 

- هل أنت تكتبين القصيدة أم إنها تقوم بكتابتك؟

- مرارا أقف على عتبة هذا السؤال الجوهري : من يكتُب من؟ هل أنا من أكتب الشعر؟ أم الشعر من يكتبني؟ لا أستطيع أن أجزم مَن يكتب مَن؟

 

- لماذا لا يمكن للمبدع أن يواصل الإبداع بلا حريات؟

لا إبداع دون حرية ... الحرية لبنة من اللبنات الأساسية لأي مشروع إبداعي

فكيف سأتناول ما أريد من التيمات في ظل انعدام الحرية؟ وكيف سأقارب التابوهات إذا كنت أصلا أفتقد الحرية؟ و حتى الوسط الأدبي يحتاج بطبيعته إلى التواصل المستمر مع الآخرين و هذا لا يمكن إلا إذا كان المبدع حاز على قدر من الحرية. و طبعا أقصد هنا الحرية بمعناها العميق الشامل و ليس الحرية السطحية

 

-  لو طلبت منك قصيدة تهديها إلى المعجبين بشعر فاطمة الزهراء بنيس

أي القصائد تختارين؟

- عكس قدميَّ

حينما اجْتُرِرْتُ عكس قدميَّ

 افتضّني الحلم وبتُّ سماءً تتّسع لذوبان النجوم

لذيذ هو التّسلل من الأرض إلى كوكب مجهول

بالمتاهة يورقُ الجسد مسبِّحا بنعمة الطيش

وكغيمة حبلى اندلقتُ

 سائلة بالزبد المحرّم

لم أخف عثرة من سيرة الذات نحو عُروتها

شابقتُ نثري دون اكتراث للعُري المهدور من مسامي

حينما اجتررت عكس قدميَّ

كان شبقُ الحروف قد أيقظني من فضيلة الليل المفتعلة

 سارحة نَبَعْتُ تتجاذبُني عبثيَّة الخيال

بين لمحة وهمسة تعَّريتُ من وشمي

ربمّا لأنني عارية بالفطرة ولا أكون عكس الطبيعة

إلا عندما يلهَجُني الليل

حينما اجتُررت عكس قدميَّ

تغيَّمتْ عيناي .....

 ما عدتُ أرمق غير ما انفلتَ من كفّي

 وكفي لا تلمس غير جمالية اللاّممكن

 و اللاَّ ممكن ثرائيَ المُمكن

 

حينما اجتررت عكس قدميَّ

اختفيتُ

 على جناح آسر تجلّيتُ

رفرفتُ..... غنّيتُ .... رقصتُ

عشقتُ .... بكيتُ ..... فكتبتُ

عن سفري المفاجئ إلى موت يحتمل الحياة

عن نعمة الطيش في بلاد الصفر

عن لوعتي بالهروب

 عن هطول القمر

عن التفاح الذي كان حلما وصار مصيرا

عن انجرافاتي.....

عن ابتهالاتي.......

عن انكساراتي......

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1606 الثلاثاء 14 /12 /2010)

 

 

في المثقف اليوم