حوارات عامة

علجية عيش تحاور الشاعر السوري علي الحمود

- اليوتوبيا عنده هي أن يتخيل الكاتب من خلالها المدينة الفاضلة

- الوحدة العربية هي حلم كل مواطن عربي شريف

- هناك مخطط أمريكي لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ

***

العلاقات بين الجزائر وسورية متجذرة في التاريخ منذ الحضور السوري في باندونغ لدعم القضية الجزائرية وكان لسوريا إلى جانب الدول العربية دور دعائي ودبلوماسي في تحريك ملف الجزائر أمام هيئة الأمم المتحدة، وظلت هذه العلاقة المتينة قائمة الى اليوم، ولسوريا موقف تاريخي من كفاح الشعب الجزائري، في هذا الإطار، كان لنا قاء مع الشاعر السوري علي الحمود الذي التقينا به عبر الفضاء الأزرق فكان لنا معه هذا الحوار الشيق، تطرق فيه الى جملة من القضايا التاريخية، الثقافية والتي تلقى اهتمام الرأي العام الدولي والعربي بالخصوص بالإضافة إلى موقفه كمثقف وعربي حر من القضية الفلسطينية، والحديث مع علي الحمود نلمس فيه روح الشاعر الثائر.

1- يريد القارئ العربي أن يعرف من هو الشاعر السوري علي الحمود؟

- علي الحمود مدرّسٌ، وهو قبل كل شيئ إنسان مثل أي إنسان آخر أكتب الشعر من الطفولة وقد شجعني على ذلك بعض الأصدقاء أنا من سوريا من مدينة الرشيد التي تقع على نهر الفرات شمال شرق سورية، من مواليد مدينة الرشيد عام 1966

2- ممكن أن تحدثنا عن تجربتك الشعرية؟ وهل تأثر علي الحمود ببعض الشعراء العرب؟

- تجربتي الشعرية كانت ثمارها في بداية الثمانينات وقد تأثرت بالشاعر نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم والشاعر الشعبي محمود الذخيرة وشلاش الحسن وعمر الفرا الشعر الشعبي أجد نفسي أقرب إلى جمهوري وموقعي بين الشعراء هذا أتركه للجمهور هو الذي يعطي الحكم الصحيح وهو الذي ينصفني

3- يتابع العالم ما يحدث في غزة، هل يهتم علي الحمود بأدب الثورة؟

- أتابع ما يحدث في غزة وقد أذهلني ما يحدث فيها من قتل وتدمير فللثورة نصيب في شعري حيث قلت في الثورة : وماذا أقول وفي جسدي في شفاهي حكايا تطول فلسطين أرضي ودربي وشمسي وكل الفصول كما قلت أيضاً في أدب الثورة : لم يعد يراودني شوقي بأن أغفو على صدر صبية إن شوقي وعمري بل كل عمري صار من الآن للقدس هدية، أما عن الشعر الثوري كانت لي تجربة وكتبت قصيدة أثناء انتفاضة أهلنا في فلسطين وكان ذلك في أواخر التسعينات من القرن الماضي حيث قلت : أنا ثائر... أنا ثائر... أنا ثائر...أنا ثائر في الأرض ثائر وفي السماء طائر وعلى درب الشهادة سائر أنا ثائر...أنا ثائر.. أنا ثائر أنا من بلد الثورة من سوريا الحرَّة من جنوب الجنوب من لبنان من غزة.. من صفد من بيسان من سيناء.. من تونس من قلب الجزائر أنا ثائر... أنا ثائر... أنا ثائر

4- كيف يقيم علي الحمود العلاقات الجزائرية السورية؟ وكيف هو الواقع العربي اليوم في سوريا فلسطين؟

- العلاقات السورية الجزائرية متجذرة في التاريخ بلاد المغرب وبينها الجزائر اتصلت بسوريا منذ زمن بعيد، وقد برز دور المغاربة في مساندة أهل الشام في مقاومة الغزو الصليبي، فدمشق حاضرة الشام تحولت إلى موطن للأمير عبد القادر الجزائري، ومحورًا لتأثيرات الفكر الباديسي، وهذا يدل على أن هناك تقاربا روحيا بين الجزائر وسوريا، فالمخزون التاريخي، والتقارب الروحي الذين تشكلا سببه وجود مؤثرات زادت الموقف السوري قوة في دعم ومناصرة كفاح الشعب الجزائري ضد المستعمِر الفرنسي في خمسينات القرن العشرين، ما جعل العلاقة بين البلدين أكثر قوة وعمقا، حيث وقفت الجزائر موقفاً مشرفاً إلى جانب سوريا في قضاياها العادلة وخاصة قضية الجولان، أما الواقع السوري اليوم فهو واقع مؤلم حيث تقع سوريا اليوم تحت الإحتلال التركي والإحتلال الأمريكي من جهة والعصابات المسلحة التي تطلق على نفسها بالجيش الحر من جهة أخرى، حيث هناك مخطط أمريكي بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، لكن هذا المخطط باء بالفشل نتيجة تصدي شعبنا وجيشنا البطل لهذه المخططات.

ماذا عن فلسطين؟

- ما يحدث الآن في فلسطين، هو عبارة عن كره الغرب للعرب والمسلمين وعلى رأسهم اسرائيل، فالقضية الفلسطينية لها جذور سورية والسوريون آمنوا بفلسطين وقاتلوا لأجلها بين فلسطين وسوريا يوجد تاريخ مشترك وبعد جغرافي وقاسم مشتركة وهو الدين واللغة، والجراح المتجددة ساهمت إلى حد كبير في بناء علاقات متينة ومتماسكة بين الجانبين، أما ما يحدث في سوريا هو عبارة عن تآمر الغرب مع بعض الدول العربية على سوريا، لأنها قلعة الصمود والتصدي لكافة المخططات الإمبريالية والصهيونية وتقف حجرة عثرة في تحقيق مخططهم الذي يسمى بالشرق الأوسط الجديد.

5- من خلال تجربتكم، كيف تساهم الأكاديميات في الفضاء الأزرق في تفعيل الإبداع وترقيته؟

- الأكاديميات تساهم مساهمة فعالة في تفعيل الإبداع والنهوض به إلى أعلى المراتب بشرط إذا وضعت لجنة مراقبة تقوم بانتقاء المواضيع القيمة والهامة وتجري مسابقات مثل مسابقة للشعر والمقالة بكافة أشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقصة القصيرة حيث تكون هناك لجنة تحكيم خاصة ومختصة وعادلة تنصف الجميع دون تحيز لأحد مهما كانت جنسه وصفته ويكون للقراء دور في ذلك التقييم بهذا نصل إلى الابداع الحقيقي في أدبنا .

6- هل يؤمن علي الحمود بأدب الجائزة؟

- تعطى الجائزة أحياناً لمن يستحق وأحياناً تعطى لمن لا يستحق وأحياناً يفوز النص بجائزة وهذا يعني صاحب النص ليس أفضل من غيره.

7- الهوية، القومية، الإيديولوجية، اليوتوبيا، الوحدة العربية، ماذا تمثل لكم هذه المفاهيم؟

- الهوية: هي مجمل السمات التي تميز شيئاً عن غيره أو شخصاً عن غيره أو مجموعة عن غيره، فالهوية تعني ماهية الشخص أو الشيء مما يتسم به من مجموعة من الصفات التي تميزه عن الآخرين وتجعله منفرداً بها، والقومية تعني بالنسبة لي عبارة عن نظام سياسي واجتماعي واقتصادي يتميز بتعزيزه مصالح أمة معينة والإيديولوجية هي علم الأفكار وأصبحت تطلق الآن على علم الإجتماع السياسي، أما اليوتوبيا يتخيل الكاتب من خلالها المدينة الفاضلة ويتخيل فيها أيضاً الحياة في مجتمع مثالي لا وجود له في الواقع، هذا الواقع الذي كنا ولا زلنا ننشد فيه الوحدة العربية، والوحدة العربية هي حلم كل مواطن عربي شريف حيث تزول الحدود بين الدول العربية وإقامة دولة قوية اقتصاديا وبشرياً وعسكرياً.

8- ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟

- ما زلت أكتب ومستمر في الكتابة وعندي مشروع إصدار ديوان في الوقت القريب إن شاء الله .

***

حاورته علجية عيش

في المثقف اليوم