حوارات عامة

الكاتبة العراقية شبعاد جبار .. في ضيافة المقهى؟؟! / فاطمة الزهراء المرابط

تنشر رحيق قلمها هنا وهناك.. من أجل التعرف أكثر على المبدعة العراقية شبعاد جبار كان الحوار التالية..

 

سؤال لابد منه.. من هي شبعاد جبار؟

- لا استطيع القول  أكثر من أنها امرأة  عادية  كأغلب النساء في وطني دمجت آلامها بآلام الناس فترينها متوجعة مهمومة تترجم همومها  إلى نشاط في مجال الاختصاص والدراسة وعند الإحباط تمسك القلم  لتخربش الورق ببعض الكتابات ..

عشت في بغداد لكني ولدت في الجنوب وعشت على مقربة من فئة من الشعب التي  تقطن الأهوار هذه المناطق التي ابتلت بظلم الحكام لها على مر العصور وهؤلاء هم أحفاد السومريين بناة الحضارة في العالم.. ومثل أغلب العراقيين أحمل العراق معي أنى ذهبت.. وأصرخ بآلامه وهمومه حيثما تواجدت.. سواء كان ذلك في مؤتمرات علمية أو في منتديات أدبية.. فمن يحمل الألم سيدتي  لا يستطيع الصمت.. لابد أن يصرخ.

دعيني أهمس لك شيئا فلقد أطلق علي والدي هذا الاسم تيمنا  باسم الملكة  شبعاد  التي عاشت في أور" مدينة النبي إبراهيم عليه السلام "قبل أكثر من خمسة آلاف سنة  ..اقترن اسمها بأول قيثارة في التاريخ وأول من وضعت تاجا على رأسها من الملكات واشتهرت بحليها ومصوغاتها.. ومعنى اسمها "حكمة أبي ".. وقد وجدت سؤالك هذا مناسبة للتعريف باسم شبعاد الاسم الذي سميت به  والذي يسألني عنه الكثيرون وعن معناه .. هذه هي شبعاد جبار.

 

كيف ومتى جئت إلى عالم الإبداع؟

- وهل أنا في هذا العالم أصلا .. أشعر أن خطواتي مازالت بعيدة عنه.. وأشعر أني منشغلة بهموم أخرى تأخذني بعيدا عن هذا العالم  إنها هموم الناس في وطني فأنا أكثر ما أكتب عنها وخصوصا ما يختص بالبيئة والتوعية البيئية والمعلومات التي أحاول أن أنشرها للناس لنتعرف كم مهم أن نعيش في بيئة صالحة بعد أن كان للتطور والتكنولوجيا ونمط الحياة الحديثة والمريحة ثمن غال جدا ندفعه نحن البشر وأكثر ما يدفع هذا الثمن  في  الحقيقة هم الناس الغير مستفيدين من هذه التكنولوجيا ..أي نحن في دول العالم الثالث "هناك من يأكل العنب ويا ليتنا نضرس وإنما  نصاب بألم في المعدة".

من جهة عندما أشعر بالإحباط  من كل هذا ألجا إلى الخربشة على جدار القلب هو وحده من يتحمل خربشتي..

حالتان نفسيتان تؤثران بي كثيرا وتدعواني إلى الكتابة.. الحزن والظلم  حينها أشعر بالاستفزاز.. فتجديني أكتب عندما أكون تحت تأثير واحدة من هاتين الحالتين.. أما حالات الفرح غالبا ما أعبر عنها بطرق أخرى غير الكتابة كالسفر وقضاء الوقت مع العائلة  والأصدقاء.

 

كيف تقيمين  وضعية النقد في الوطن العربي؟ وهل تساهم الحركة النقدية في الدفع بالمبدع إلى الأمام؟

-هناك نقد وانتقاد وهناك أيضا مجاملة عندما تختلط هذه الأمور ببعضها لا يصبح النقد نقدا وإنما يصبح سكينا بيد جزار.. وحتى كلمات المجاملة هي سكينا تغرز في جسد الموهبة التي يجب أن تصقل بالنقد الحقيقي البناء بعيدا عن "جاملني وأجاملك"

فالنقد هو تشريح علمي للمادة وتبيان مقدار قوتها أو ضعفها وحتى طرح البديل على غرار لو كانت هكذا لكانت أقوى ولو غيرت فيها كذا لبدت أكثر تأثيرا.. مثل هذا يبتعد عنه كثير من النقاد الآن  إلا القليل  .

وأغلب النقد عندنا  كما أراه أنا  إذ طلبت رأيي، وأنا لنقل مجرد قارئة ولست خبيرة في هذا المجال ولكن أنقل لك انطباعاتي، فإنه وليس كله حتى نكون منصفين هو إما مجاملة أو انتقادات جارحة للشخص نفسه وليس للعمل وكلا الحالتين لا تخدم الإبداع  ولا تدفع بالمبدع إلى الإمام.. نقد بهذه المواصفات لا يساهم في تطوير القابلية لدى الكاتب بل بالعكس أحيانا في حالة الانتقادات الجارحة وعندما يشحذ الناقد سكينه لتشريح الشخص وليس الموضوع ربما يولد حالة من الإحباط وربما من الصعب أن يتغلب عليها الكاتب خصوصا إن كان في بداياته أما إذا لم يكن في بداياته فسيدخل الاثنان معركة أدواتها معروفة ونتائجها أيضا .. وبنفس الوقت فإن المبالغة في المجاملة ممكن أن تعطل الإبداع عند الكاتب.. خصوصا وأننا إلى حد ما نبالغ بالمجاملة..لا ونقسم على أنها ليست مجاملة . بالمقابل هناك جانب سلبي يظهره كثير من المبدعين أو بعضهم هو عدم تقبل النقد على أنه رؤية أو وجهة نظر من زاوية أخرى قد تحتمل فيما تحتمله الصواب. ويسارع إلى الدفاع عن نفسه ونصه وكثيرا ما يعزو ذلك إلى الغيرة أو الحسد أو ما شابه ذلك ولا يعيره أهمية إلا القليل طبعا ذوي العقول المتفتحة وهؤلاء هم المبدعون حقا لأنهم  سيطورون نفسهم .

فالنقد عندنا سيدتي محكوم بهذه الأشياء من الطرفين لذا نجد ليس له دور كبير في دفع المبدع إلى الأمام..  لو ابتعدنا عن المجاملة وانتقاد الشخص من جانب الناقد.. ولو تقبل المنتقد كل الأمور العلمية وحاول أخذها بنظر الاعتبار في المواد قيد النقد  لعبرنا حدود الإبداع .

 

ما هي طبيعة المقاهي في العراق؟ وهل هناك مقاه ثقافية؟

- أنا أقرأ عن المقاهي الثقافية وكيف كان لها دور في نشر الوعي والثقافة ولكن لم ارتاد يوما مقهى في العراق وذلك لأن النساء لا ترتادها في "أيامي" ربما كنا نذهب إلى النوادي الاجتماعية وغيرها وهذه بطبيعة الحال تنظم مناسبات أخرى.. حاليا ظهرت مقاهي الانترنت وانتشرت في كل العالم العربي تقريبا.. أما الآن فانا بعيدة عن العراق  لكن أظن أن بعض الشخصيات حاولت إعادة الحياة إلى بعض المقاهي الثقافية  أو هكذا سمعت ..

الانترنت بدأ يصرف الناس عن هذه المقاهي أيضا ورغم دوره الايجابي في توسع واختلاف رواد المقهى إلا أن رواده  لا يتواصلون مع بعضهم البعض لكن صوته وكلمته تصل إلى من يريد من الناس في هذا العالم ويتعايش معه ويتبادل الأفكار.. لا بل  من الممكن أن تتواصلي وتكوني في المقهى وأنت في مطبخ بيتك ربما أكثر راحة لكن ..هناك سلبيات أيضا

 

" المقهى فضاء مميزا للإبداع" ما رأيك ؟

- ليس المبدع من يعيش في برج عاجي ..لا يبدع الفنان أو الكاتب أو الشاعر إذا لم يحتك بكل ما يجري في الحياة وبكل الناس البسطاء وغيرهم وهنا تتشكل القاعدة الأساسية للإبداع سوء كان هذا الاحتكاك عن طريق مقهى أم عن طرق أخرى والمقهى اقصر طريق لتراكم هذه القاعدة .

هو أي تجمع ثقافي هو فضاء للإبداع مجرد أن تسمعي ما يقوله الآخرون أو يتاح لك المجال لطرح أفكارك وتصقل بالمناقشة أو التقييم أو الاستماع إلى ما يناقضها أو من معها يخلق فضاءا مميزا .

 

هل هناك علاقة بين المبدعة شبعاد جبار والمقهى؟

- المقهى بمفهومة السائد والعام لم ادخله بحكم اقتصاره على الرجال في العراق.. لكن المقهى تحول إلى" كازينو "عندنا في العراق هنا فقط استطاعت النساء دخوله مع عوائلها لكن حتى هذا النوع كانت للترفيه  والتسلية وقضاء الوقت مع العائلة  وليس مقاهي ثقافية ..

 

ماذا تمثل لك: العراق، الحرية،الطفولة؟

- العراق: الوطن الذي أريد له أن يعيش في نفوس أطفالي..الوطن الذي لا أريد له أن يفقد المزيد من أجياله .. الوطن الذي يسكنني بدل أن أسكن فيه .

الحرية: هي الطريق للإبداع فالعمل الذي ينجز بحرية وبرغبة وبدون ضغوطات اجتماعية وسياسية ونفسية سيكون انجازا كبيرا ..

الطفولة:..................

 

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟

- لا  أعرف لماذا يخطر في بالي  صالون مي زيادة ..أو ولادة بنت المستكفي ...

والاثنتان من النساء لست متحيزة لجنسي ولكن حيثما وجدت النساء مع الرجال وليس وحدهن يصبح المكان أكثر تنظيما وأكثر التزاما من الطرفين. لكن في الحقيقة ليس لي تصور عن المقهى الثقافي كيف يكون أصلا لهذا خطر في بالي  صالون مي زيادة .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2050 الاثنين 05 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم