حوارات عامة

الفنان "احمد هاشم مزعل "يقول: معرضي الشخصي الاول "واقعية عراقية"

إلى تشجيع أبنائها وتنمية مواهبهم بمختلف الوسائل المتاحة، سواء مادية كانت أم معنوية الأمر الذي أدى إلى بروز ثلاثة أخوة في عالم التشكيل والموسيقى، فمنهم الفنان علي هاشم الذي يقيم في برلين والفنان الموسيقي ياسر هاشم الذي يعيش في السويد، فضلا ً عن فناننا التشكيلي أحمد هاشم الذي يقيم هذه الأيام معرضه الشخصي الذي يحمل العنوان (واقعية عراقية) والذي أقيم على قاعة المنتدى العراقي الأمريكي الثقافي في ديربورن – ميشيغن والمعرض المذكور نظم برعاية وزارة الثقافة العراقية ممثلة بالمركز الثقافي العراقي في واشنطن وقد ضم أكثر من ثلاثين لوحة تباينت عوالمها وتنوعت مناخاتها لأن المعرض المذكور ذو نكهة خاصة، و يحمل بعدا ً جماليا ً متميزا ً لأنه لا يبتعد عن معاناة الإنسان العراقي الذي يحمل المعرض إسمه، ويعد الأخير صرخة تنبيه للجهات الرسمية في العراق التي يحاول فناننا هاشم مخاطبتها عبر فرشاته التي طاف بها عدة أمكنة في هذا العالم ليستقر به المطاف هنا في ميشيغن وعلى هامش هذا المعرض كان لنا معه هذا الحوار : -

 

س : هل لنا أن نتعرف على بطاقتك الشخصية؟

- أنا فنان عراقي من مواليد بغداد – مدينة الثورة تشكلت لدي أولى مراحل الوعي في مرحلة مبكرة من حياتي على خلفية فرصة الإطلاع على الكتب والمطبوعات التي كانت تعج بها مكتبة والدي المعروفة في مدينة – الرصافة بالقرب من شارع المتنبي القريب من تمثال الشاعر معروف الرصافي ولا شك أن المناخ الذي يخيم على المكان المذكور الذي يعد مكانا ً للكتب ولقاء الأدباء

والفنانين والمثقفين الذين يتقاطرون على مكتبة والدي والمكتبات الأخرى التي تحيط بالمكان، كان له عظيم الأثر في تشكيل مراحل الأولى،ولكون أخي الكبير هو فنان تشكيلي فقد إستفدت من تجربته الإبداعية التي أيقظت لدي عامل الموهبة ومن ثم تعززت هذه الأخيرة لتترجم عبر نشاط تشكيلي .

 

س: ما هو مفهوم اللوحة بالنسبة لك؟

الفن النشكيلي بالنسبة لي هو خوض في الجمال والمحبة، وهو محاولة لفك أسرار أسرارها والتجلي بمفاهيم الحب والجمال واللوحة هي الفضاء الذي أبث فيه خطابي الجمالي والمعرفي والذي أتواصل من خلاله مع المتلقي الذي يتفاعل مع هذا الخطاب ولكون اللوحة هي خطاب أجسد فيه رؤيتي للواقع الذي أعيشه من خلال رصد ما يدور بهذا الواقع وتحويل موضوعاته من حالتها الذاتية إلى حالتها الموضوعية ضمن إطار حسي جمالي .

 161-ahmadhashim

س: ما هي أدواتك الفنية غير الفرشاة والألوان؟

- من البديهي أننا نستخدم الفرشاة والألوان والسطوح ووسائل تقنية عديدة بحسب طبيعة اللوحة وإشتغالاتها الفنية التي تفرض علينا إستخدام وسائل معينة، ولكن هناك فكرية أخرى تتجسد في حساسية الذائقة الفنية لدى الفنان التي تساعده في إقتناص أفكاره، والتراكم المعرفي الناجم عن مدى مدى إطلاعه على الثقافة والفنون والمجالات الإبداعية المختلفة، ذلك من شأنه أن يعزز خزين الذاكرة بشتى الصور والمفاهيم التي نستطيع صياغتها على نحو جديد بما يتلاءم ورؤيتنا للواقع لذلك يجب أن يكون الفنان واسع الإطلاع والمتابعة، وهنا أود التذكير بأن مكتبة والدي ساهمت إلى حد كبير في أن أتبنى مفهوم الواقعية الروسية التي لمستها في الأدب والفن الروسي  الذي أطلعت عليه في فترة مبكرة من حياتي حينما كان موجته سائدة آنذاك . ولكن ذلك لا يعني أنني حبيس هذا اللون من التعبير الفني، فقد جربت في إتجاهات فنية أخرى كالتجريدية والسريالية وكنت أقمت العديد من المعارض الفنية في محطات الاغتراب التي مررت بها في اليمن ، والأردن، وفي تركيا، وأرى أن التجريد وسيلة إخترال جيدة للمفاهيم الواقعية .

 

س: ما هو مشروعك الفني الذي تحاول الإشتغال عليه؟

لأن واقعنا العراقي إتسم بكثير من المشاهد المؤلمة التي تصل أحيانا ً حد الخرافة بالنظر لعجائبية المأساة التي عاشها شعبنا الصابر، فإنني دائما ً أحاول أن أنقل الواقع كما هو وأضع ذاتي التي هي بمثابة إعلان أو تعبير عن تلك الفكرة أو الحادثة التي تحتويها اللوحة ولاشك أن الفنان لصيق بيئته التي ولد فيها وإنطلقت تجربته منها، بشكل عام أنا أنحاز إلى الواقعية في بعض الموضوعات التي أشعر أنها يجب أن تعالج بشكل واقعي، مع التنويع في مدارس فنية أخرى تبعا ً لطبيعة الموضوع الفني المعالج على اللوحة، والدليل أنني أنجزت عدة معارض فنية مع زملاء من الفنانين العراقيين أمثال الفنان د. هاشم الطويل في معرض مشترك في ميشيغن، وتنوعت الإشتغالات في هذا المعرض الذي يحمل العنوان (صوت الآخر)، كما كانت لي تجربة فنية مع الفنان العراقي المغترب حيدر الياسري وبعض الزملاء من الفنانين المغتربين العرب وكان التنوع هو سمة تلك المعارض .

 

  حاوره : قاسم ماضي 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2059 الاربعاء 14 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم