حوارات عامة

في حوار مع الروائي الكبير د. سامي النصراوي:

 

حين التقيته اول مرة لاأدري لماذا أدركت على الفور أنه إنسان من طراز خاص، ذلك لهدوءه الساحر، وصمته المعبر عما يدور في مخيلته من ولادة مشروع روائي جديد ، وإتزانه في طرح آرائه بثقة عالية،  وحين اهداني روايته (الشاطيء الآخر) التي تقع بثلاثة أجزاء، أدركت على الفور أنه روائي من العيار الثقيل، وتسآلت في سري لله درك ياعراق كيف تولد مثل هذه  القامات الابداعية الضخمة وتفرط بها لتكون حصة المنافي؟ وبعد أن تكررت اللقاءات تعرفت على الرجل عن قرب حيث وجدت نفسي امام كنز من الابداع والعطاء، كيف لا وهو الذي كتب أروع الملاحم الروائية والتي للاسف لم يحظى بقراءتها أدباء وقراء العراق بسبب غربته وعدم حيوية التواصل الثقفي مع الوطن الذي طمسه الاحتلال،  حيث كتب رواية (صدى الصمت) عام 88 كطبعة أولى وعام 91 طبعة ثانية وكتب رواية (الصعود الى المنفى)عام 88 ورواية (ماوراء السور) عام 89 والتي ترجمت الى اللغة الروسية ورواية (الدوامة) عام 90 ورواية (زخات الطاعون) عام 91 ورواية (المكافأة) عام 95 ومجموعة قصصية بعنوان (لوحات من الواقع) عام 96 ورواية (على حافة الآخرة) عام 96 ورواية (الشاطيء الآخر) بأجزائها الثلاثة على التوالي في الاعوام 2006 و2007 و2008 والتي ستترجم الى اللغة الفرنسية  ورواية (أوراق الزمن الضائع)عام 2009 وستطرح في الاسواق قريبا مجموعته القصصية الجديدة (اهل الكهف) كيف لا أصدم بغرابة هذا الزمن المستباح الذي شتت مبدعينا في أصقاع الارض وحرم الوطن من نكهتهم الفكرية؟ كيف لا أصدم وأنا أجد نفسي أمام قامة ابداعية لاتضاهى؟ ساعتها وجدت نفسي بين دمعة وابتسامة .

انه الروائي العراقي الكبير الدكتور سامي النصراوي الذي يقيم في المغرب منذ عام 1979 على خلفية دعوة وجهت له ليحاضر في كلية الحقوق بجامعة محمد الخامس حيث اختص في القانون الجنائي وعلم الاجرام، ونتيجة هذا الاختصاص الذي يغور في النفس البشرية وصراعاتها واصطداماتها في المحيط المجتمعي ولدت ملكة الرواية لدى الدكتور النصراوي، هكذا بدء كتابة السرد بكافة أشكاله وبكل صمت، بعيدا عن الأضواء الاعلامية التي تتسلل اليه بين الحين والآخر، حيث كتب عنه عدد من النقاد والادباء المغاربة، ودرست روايته (الدوامة) من قبل الدكتور الطريسي في كلية الآداب بالمغرب، رغم انه خبر الطرق الاعلامية المؤدية الى الشهرة كونه سبق وان عمل مراسلا صحفيا في جريدة 14 تموز في موسكو، وكتب عمودا صحفيا اسبوعيا في جريدة (أنوال) المغربية، اقول رغم خبرته الاعلامية بأسرار الشهرة الا انه لم يوظفها لنفسه . هذا هو النصراوي التي من علاماته الفارقة هي تلك الإشراقة التي ترتسم على محياه وإسمها صباح العراق، والشوق اليك ياعراق ، الامر الذي يجعلني لااشعر بغربتي وانا أجالسه . ومن اهم ماشدني لشخصية هذا الروائي الانسان هو إرتباطه بالانسان اينما كان على هذه البسيطة بغض النظر عن كل المسميات، اللون، والمستوى الاجتماعي، والمدن، الغنى او الفقر، فقط إنتمائه للانسان، لذلك حاولت مرارا ان اجري معه حوارا صحفيا لكي يكون درسا بليغا يقتدى به  لكني للأسف كنت اواجه برفضه، والحمد لله اقنعته مؤخرا بهذا الحوار،  حيث حملته مسؤولية ان يعرفه  ابناء بلده من ادباء وقراء  وهذه أمانة فكرية وإبداعية تقع على مسؤوليته ومسؤوليتي،  يالتواضعه المفرط، وكرمه السخي المرصع بالخجل،  تخيلوا عندما سألته من هو الدكتور سامي النصراوي؟ ما ذا أجاب؟

تعالوا معي لنبحر سوية مع النصراوي لنقرا بماذا أجاب ....

 

- التحديد الحقيقي لي اقوله بصراحة هو رجل تطفل على الادب ولكن (من اصاب له أجران ومن أخطأ له أجرا واحدا)

 

* وأنا اقولها بثقة مطلقة وليسمعها جميع الأدباء في العالم بأنك أصبت المرمى بروائع الأدب، ولكن لماذا تقول هذا الكلام؟ بعد كل هذه النتاجات الرائعة وتنعت نفسك بالتطفل؟ هل هذا هو تواضع العظماء؟

- لا عفوا ليس تواضع  ولكن هذا حقيقة ماأشعر به، نعم قدمت الكثير ولكن ماقدمته للقاريء المغربي يبدو غير مقنع  بالنسبة لي ومازلت في بداية الطريق، وأتأمل أن أصل يوما الى ماأريد وأصبو اليه، وأعتقد أن ماقدمته من روايات هي عبارة عن شهادات على العصر.

 

*  ولكن ربما لمست رغبة القاريء بقراءة روايتك وإعجابه بما تطرحه من موضوعات إجتماعية وإنسانية؟

- نعم لمست هذا من خلال رواجها في المكتبات وطلب القاريء المغربي ومنها من طبعت طبعة ثانية مثل رواية (صدى الصمت) وهناك عدد من النقاد المغاربة كتبوا عن معظم رواياتي ومنهم الناقد المعروف بن جلون قال عن رواية (الصعود الى المنفى) انها تجسد نظرة (كافكاوية) وهو مفهوم قريب من معنى الوجود، ورواية (الدوامة) درسها الدكتور الطريسي في كلية الآداب وكتب عنها مقالات عديدة ذلك لانها تتناول موضوع مهم الا وهو عملية إغتصاب المسحوقين داخل السجون وكان اسلوب السرد فيها هو خليط بين الفن الروائي والمسرحي،

 

قال عنه الناقد والروائي المغربي الكبير سعيد علوش، على أثر قراءته لرواية (ماوراء السور): النصراوي روائي عراقي كتب الرواية المغربية  بإقتدار، هل من مغربي قادر على كتابة الرواية العراقية؟؟

وقالوا عنه ... النصراوي يلتقط الصورة السردية بدقة وذكاء بلا منازع

* منذ متى بدأت كتابة الرواية؟

-الحقيقة أنا قبل السبعينات كنت أمارس عملية الكتابة لكن لم أكن أهتم كثيرا بالنشر حيث إنشغالي بالدراسات العليا ومن ثم إنخراطي في سلك التدريس كأستاذ جامعي لكني عملت في الصحافة لفترة من الزمن كمراسل صحفي لجريدة (14 تموز) في موسكو، ولكن

تدريجيا بدأت أفكر بضرورة  إصدار رواية خاصة بعد أن أدركت أن قدرتي على الكتابة قد نضجت من خلال إختصاصي في القانون الجنائي وعلم الاجرام الذي أفادني كثيرا في الغور بأعماق النفس البشرية ودراستها بصورة جيدة الأمر الذي حفزني أن أنخرط في المجتمع المغربي وإقتناص الموضوعات الاجتماعية الخاصة فيه تحديدا وتجسيدها روائيا لذلك كانت أغلب رواياتي  تستقي موضوعاتها من المجتمع المغربي لأني أعيش فيه وهذا ماجعلني أواجه مطبين الأول البعد عن وطني العراق الذي جعل الاديب العراقي لايعرفني والثاني عدم تقبل الاديب المغربي كثيرا لما أكتبه لانه يشعر أني ازاحمه خاصة بعد ان لاقت رواياتي إستحسان القاري المغربي، وهكذا بدأت إصدار أول رواية عام 1986 .

 

* طيب نعود لنسالك ماذا تقصد بالخليط  بين السرد والمسرح في رواية (الدوامة)؟

- ذلك حيث تجري أحداث الرواية حول متهم وفي نفس الوقت معتدى عليه وتتم عملية محاكمته في الوقت الذي يتم فيه رصد الاحداث بأسلوب (الفلاش باك)

 

* بودي أسألك دكتور لماذا إخترت لتكون روائيا أي لم تختر لتكون شاعرا مثلا؟

- الشعر هو تركيز كبير لواقع معين لأنه عالم من الصور المعبرة وتصريح يحتاج السرعة بالطرح أحيانا، وأنا من المحبين للشعر وكتبته في بداياتي لكني لم أفلح في إيصال ماأريد طرحه من خلاله لذلك إخترت أن اكتب الرواية حتى أستطيع ان أعبر من خلالها عن حركة المجتمع وتفاصيله ومعاناته بحرية أكثر .

لكن الشعر يبقى عشقي وهو البوح المتدفق بالصورة والمعنى، وقرأت للمتنبي الكثير فهو يستطيع أن يجسد معاني كثيرة في بيت واحد

ولو كنت كالمتنبي لأكتفيت بالشعر وتركت الرواية .

 

* هل هناك مدرسة سردية تأثرت بها؟

- نعم كنت أقرأ كثيرا لدستوفسكي حيث كان يكتب عن داخل الانسان ويغور في أعماقه وليس يتناول فقط ملامح الشخصية الخارجية، وتأثرت بالمدرسة التجريدية حيث كتبت رواية (المكافأة) بأسلوب سردي تجريدي، وهذا يعني بأني لاانتمي الى مدرسة معينة بل  أجسد الموضوعات  التي أتناولها في كتاباتي بمفاهيم كافة المدارس الادبية، وهذا ماكتبه عني عدد من النقاد المغاربة بأني اجمع بين المدارس الحديثة والقديمة . لذلك أنا أجد الفكرة تتطلب أي أسلوب من اساليب السرد كي أسلكه حيث أن كل رواية تحتاج الى أسلوب معين فمثلا رواية (شروخ في أسوار بغداد) أسلوب السرد فيها يختلف عن أسلوب السرد في رواية (الشاطيء الآخر) وهكذا بالنسبة للروايات الأخرى .

 

* كيف تتولد لديك فكرة  الكتابة  لرواية ما؟

- ذلك عندما تهزني أو تستفزني قضية ما ثم تبدء عندي عملية التنظيم الفكري حيث تكون مثل نقطة وتكبرعلى شكل دوائر مثلما يرمى الحجر في الماء، بمعنى آخر أعيش الفكرة وشخوصها لمدة من الزمن غير محددة قد تقصر وقد تطول وقد أفيق من النوم في ساعات متأخرة وأبدء الكتابة .

 

* ماهي أصعب مرحلة تواجهها من مراحل الكتابة؟

- أصعب مرحلة هي ولادة الفكرة وبلورة مايحيط بها من جزئيات المجتمع وكيفية الصراعات التي ترتكز على محورها السردي بين الاحداث والشخوص والتناقضات بين حركة الناس والمحاكاة الآنية وربما لاتستقر هذه المرحلة لغاية البدء في الكتابة . وهذا مايحدث لدى الشاعر عندما تتولد لديه فكرة كتابة القصيدة وانت كشاعر على دراية بهذه الأمور .

 

* السرد في بعض مناحيه هو إشارة لفكرة الكاتب سواء تجسدت في النص أم لا، كيف تتعامل مع هذا المفهوم في الكتابة؟

-- نعم هنا يكون النص لاعلاقة له بالنبرة التي يتحدث بها الكاتب الا إنها تظهر في الحوارات بشكل مباشر او غير مباشر وفي الغالب تكون عملية الكتابة لدي وفق هذا المفهوم مغامرة الولوج في ميثولوجيا معقدة بتحويل الحياة الى واقع او الخيال الى واقع دون التأثير على الفكرة الاساسية للرواية وهذا ماحدث في رواية (شروخ في اسوار بغداد) حيث حاولت إيهام القاريء بانها واقعية لكنها بالاساس من الخيال الذي تحول الى واقع

 

* أين تجد سامي النصراوي من الروايات العشرة التي كتبتها؟

- أنا لم أتحدث عن سامي النصراوي في رواياتي بل أتحدث عن أشخاص ولكن كل شخصية أكتب عنها علي أن اعيشها وحتى تخرج هذه الشخصية  الى القاريء يجب أن تمر عبر ذات الكاتب بمختلف منعطفات الحياة التي يعيشها  وهنا يكون دور الكاتب هو إعطاء الصورة للناس وتجسيدها وفق رؤاه، وأأكد ثانية على ان الكاتب يبقى شاهد على العصر .

 

* هذا يعني انك لاتنتمي لأي من رواياتك؟

- أنا اقول كل رواية هي ولادة فترة معينة وتحمل نكهة  معينة وتجربة  من حياة الكاتب وهي عبارة عن مقاطع من حياته وكيف يحكم على الاشياء المحيطة به في تلك الفترة، وربما بعد فترة يرفضها ويقول لنفسه لو كتبت افضل من هذه او تلك، لذلك انا فعلا لا أستطيع انتمي لأي منها وربما لاأحبها لانها ولدت في ظرف معين ربما  لاأرغب في ذكره لاحقا وجانب نفسي سيء، رغم ذلك جميع ماكتبته يبقى عزيزا علي الا أني لااجد الافضلية بين كل ماكتبت .

 

* حدثنا عن ترجمة بعض رواياتك؟

- رواية (ماوراء السور) ترجمت الى اللغة الروسية وبيعت هناك إضافة الى بيعها في المغرب طبعا ورواية (الشاطيء الآخر) وهي من ثلاثة أجزاء نحن في صدد مفاوضات لترجمتها الى اللغة الفرنسية لأنها حازت على إعجاب بعض دور النشر الفرنسية .

 

* لماذا لم تحاول الانتشارعربيا بشكل اوسع رغم انك حققت منجزا ابداعيا مهما؟ ولماذ لم تحاول إيصال نتاجك الادبي الى الاديب العراقي ليطلع عليه؟

-- أنا اعترف لدي جمود اعلامي ولم أتحرك كما يجب، لكن المشكلة أني وقعت في مطبين كما ذكرت سابقا  أولهما لأني تغربت عن بلدي منذ زمن طويل وبدات الكتابة في المغرب، والمطب الثاني هو اني كتبت الرواية التي تتناول واقع المجتمع المغربي لأني خبرته تماما الامر الذي ربما يجعل القاريء المغربي لايتقبلها، أما بالنسبة للشطر الثاني من السؤال، كيف استطيع إيصال الكتاب الى القاريء العراقي في ظل عدم التواصل الثقفي بين البلدين وصعوبة إيصال الكتاب الى العراق، لكن بعد ظهور النت ربما اصبحت هذه المشكلة اسهل للحل وسوف أعمل جاهدا لخلق حالة من التواصل الثقافي مع أدباء العراق وطني العزيز .

 

* هل قرأت لأدباء عراقيين سابقا او حتى الآن؟

- نعم وانا من المعجبين بالروائي الكبير الراحل غائب طعمة فرمان الذي كتب اروع الاعمال الروائية مثل النخلة والجيران وظلال على النافذة والمخاض وخمسة اصوات وغيرها، كذلك قرأت للروائي العراقي فيصل عبد الحسن وكانت روايته (عراقيون أجناب) من الأعمال المهمة، كذلك قرأت لشعراء كثيرين من ضمنهم جنابك حيث عجبتني الصور الشعرية في ديوانك (هنا .. نسيت دموعي) .

 

* هل كتبت عن كربلاء مدينتك؟

- نعم كتبت رواية (على حافة الآخرة) والتي تتحدث عن الحرب العالمية الثانية وعلاقتها في تلك الفترة بنشأة الاحزاب الفكرية عمليا في كربلاء حيث جنابك تدرك ان كربلاء بسبب طابعها الديني اصبحت مكان خصب  لنشاة الاحزاب سابقا وحاضرا والتثقيف، والانكليز عندما دخلوا العراق كانوا ضد المانيا، وحالة إنتعاش الحركة الفكرية اليسارية ومايقابلها من الحركة الانتهازية هذا حلق صراع بين الفكر الرجعي والفكر التقدمي، وكان هذا الصراع واضحا للعيان في كربلاء حيث كانت الشعارات تنطلق من خلال المواكب الحسينية 1  والشيوعيون ايضا كانوا ينظمون موكب حسيني، أنا استثمرت هذه الأجواء في مدينة كربلاء لانها تتوفر فيها كل الحركات السياسية بسبب الزيارات الدينية الكبيرة في كتابة هذه الرواية .

 

* هل كتبت عن العراق؟

-  نعم كتبت رواية (شروخ في أسوار بغداد) وأعتبر نفسي مقصرا بحق بلدي، وتناولت هذه قضية تسفير العراقيين الذين رمت بهم الحكومة على الحدود الايرانية ورفض ايران لهم خوفا منهم ان يكونوا جواسيس وعانوا ماعانوه من المرارة، في تلك الفترة تعايشت مع الاحداث في الثمانينات بعد ان انتهت فترة اعارتي من جامعة بغداد الى جامعة محمد الخامس في المغرب حيث عدت الى بغداد وقدمت على التقاعد لان البعثيين كانوا قد نشطوا وخشيت ان ارمى خارج الوظيفة لاني لست بعثيا وفعلا حصلت وعدت الى المغرب ثانية لأقيم فيه، وفي هذه الفترة التي عدت فيها الى بغداد وهي أربعة اشهر تعايشت وتعرضت لاحداث كثيرة، لذلك استطعت كتابة هذه الرواية، اما من بعد فقد تغير المجتمع العراقي بكل تفاصيله الاجتماعية والحياتية ولم أدرك الى اليوم هو الذي لم يعرفني أم أنا لااعرفه، الامر الذي يجعلني لاأستطيع الكتابة عنه مالم أعايشه، كيف وانا بعيد عنه هذا الامر هو الذي جعلني لااكتب عنه الكثير .

 

* لكني أدعوك يادكتور للكتابة عن العراق في هذا الظرف فهو بحاجة الى قلمك ولكل المبدعين الخيرين أمثالك؟

- نعم فعلا أنا أفكر بكتابة رواية عن بلدي والفكرة موجودة  وربما أكتب عن الاهوار لكني بحاجة لمعايشة الأجواء في العراق الآن لذلك قررت السفر الى العراق لأشاهد حياة الناس وأعيشها عن قرب حتى تتسنى لي الكتابة بمصداقية وانشاء الله يكون خير وشكرا على دعوتك لي.

 

* كيف ترى المثقف العراقي في هذه الظروف؟

- بصراحة الكاتب العراقي هو الوحيد في العالم الذي يعاني من كل شيء وحتى ربما لاتتوفر له  أبسط وسائل الكتابة، ومحروم من التعبيرعن آرائه بحرية، والطبع والانتشار والمشاركة في اللقاءات والمهرجانات الثقافية العالمية والعربية، رغم  قسوة الظروف التي يعيشها تجده هو المتفوق في الابداع سردا وشعرا وفنا وصحافة، وهو الوحيد الذي حافظ على عملية الإصطفاف الفكري لديه ومحافظته على توازنه رغم انه القادر الوحيد على رصد التناقضات المجتمعية بدقة متناهية ولم تؤثر على عقليته الفكرية عسرة الظروف واستطاع ان يحافظ على ابداعه وادبه لعقود من الزمن . وفعلا أنا دائما أتسآل كيف يستطيع الشاعر او الروائي ان يكتب ويعبر عن رؤاه  وهمومه في ظل هذه الظروف القاسية التي يعيشها وطننا العزيز . وهذا يذكرني بجرح عميق عندما كانت توجه الدعوات الى الادباء المغاربة ابان النظام السابق لحضور المهرجانات الثقافية في بغداد ومنها المربد،  كان يذهب حتى من يبيع الصحف او موظف الارشيف ويتجاهلوننا، والآن المثقف العراقي يجرح بنفس الجرح بل اكثر .

 

* ولايهمك دكتور المبدع العراقي سيكون شامخا وصلبا مهما دارت به الدوائر،  هل هناك مشروع روائي جديد؟

- نعم ستصدر لي خلال هذه الأيام مجموعة قصصية جديدة تحمل عنوان (أهل الكهف) وتتألف من ثلاثة عشر قصة فصيرة .

 

* شكرا لك دكتور على هذه الفرصة الرائعة مع تمنياتي لك بالتوفيق

- أنا الذي اشكرك على إتاحة هذه الفرصة لي لاكون مع إخواني الأدباء من مبدعي العراق بلدنا الطاهر الذي اتمنى له من كل قلبي ان ينهض مجددا بحيوية ونشاط معافى من كل اشكال الاحتلال .

 

الهوامش

1- المواكب الحسينية هي طقوس عزائية يقيمها ابناء المذهب الشيعي محبي الامام الحسين سيد الشهداء عليه السلام بمناسبة ذكرى استشهاده وتشارك فيها غالبية الشرائح الاجتماعية من ابناء كربلاء والمحافظات الاخرى .

 

الرباط

في المثقف اليوم