حوارات عامة

أحمد الحلي يحاور: الروائي العراقي محمد حيّاوي

ahmad alhiliالرواية الحقّة لا تُكتب بقصديَّة مسبّقة ولا يمكننا التحكم بعملية الخلق..

من يستقريء الساحة الثقافية العراقية وحركتها، سيجد أن هناك العديد من الأسماء التي تظهر وتتوهج في وقت قياسي ثم تختفي أو يتلاشى حضورها وتخفت فاعليتها لأسباب مختلفة لسنا بصدد البحث فيها هنا، إلا أن هناك اسماء قليلة وقليلة جداً استطاعت أن تثبت جدارتها وتؤكد ذواتها من خلال العطاء الحقيقي الذي تقدمه بصبر وجلد ومثابرة قل نظيرها، يبرز لنا من بين هذه الأسماء اسم الروائي العراقي محمد حياوي، الذي اتحف المكتبة العراقية والعربية مؤخراً بروايته الجديدة اللافتة (خان الشابندر)، والتي نحسب أنها نجحت في استيفاء العناصر الضرورية في هذا الفن الصعب ونعني به فن كتابة الرواية . ونود أن ننوه هنا إلى أن هذه الرواية  كتب عنها لحد الآن أكثر من أربعين مقالة ودراسة كما رشحتها دار الآداب للمنافسة على البوكر المقبل وأصدر محمد جبير كتاباً عنها.. كما يتم الاستعداد لجمع أهم المقالات عنها في كتاب جديد يتضمن أسماء نقاد مهمين من العراق والدول العربية من أمثال د. صلاح فضل ود. جابر عصفور ود. محسن املوسوي وعبد الرحمن مجيد الربيعي وغيرهم ...

أتيح لي أن ألتقي الروائي عبر فضاء النت، فكانت هذه المحاورة ؛

 

س/1 ما سر اهتمامك بالشخصيات النسائية المستلبة أو المقهورة؟

- طالما ألهمتني النساء وتأثرت بعوالمهن الغامضة والآسرة في الحقيقة، فالمرأة من وجهة نظري الكائن الأكثر رقّة وهشاشة في هذا العالم، وهي في الوقت نفسه عالم من الأسرار والعواطف والكنوز المخبوءة التي لا تكشف عن نفسها إلّا في حالات نادرة جدّاً، والمرأة المستلبة أو المقهورة أو المقموعة لا تفقد انسانيتها بسهولة على العكس من الرجل، وهي على الرغم من رقّتها وهشاشتها تمتلك قوّة غامضة أكثر من الرجل بكثير. حتّى تلك التي تنحرف بطريقة أو بأخرى، أو يجبرها المجتمع على ممارسة الرذيلة نجدها تنزع لإنسانيتها بطريقة فطرية وتغدق عواطفها حتّى على الحجر، إن لم تجد من تغدقها عليه. وطالما ارتبطت الانوثة بالأمومة وبالتالي بالرحمة. فالمرأة كائن رحيم خُلق ليعطي الحنان والعاطفة، وإذا لم يجد ما يعطف عليه يبقى يفيض حناناً متسرباً. بطريقة أخرى لا نستطيع ان نطلب من الوردة الكفّ عن اطلاق العطر أو الشمعة عن إطلاق النور، تلك الكائنات فُطرت على هذه الأشياء، وثدي الأم مالم يجد فم الرضيع يبقى يدرّ حليباً حتّى يسربلها، هكذا هو قانون الطبيعة، وبالتالي فالمرأة محور عملي كله، بها أبتدئ وإليها انتهي وبواسطة غموضها العصي على الفهم أبني عوالمي في الحقيقة..

 

س/2 ما مدى ارتباط السيرة الشخصية الذاتية بعالم الرواية المتخيّل لديك؟

- من وجهة نظري تجربة الكاتب في الحياة وغناها هي ما يوفر له خزيناً ثرّاً لا ينضب، يقول راي برادبيري "إذا أردت ان تنجح أكتب عما تعرفه"، وأنا أصدّقه جدّاً في الحقيقة، لا يستطيع أي كاتب الكتابة عن أشياء لم يختبرها من قبل أو لم يعشها، وهذه قضية مهمة للغاية، ولا يمكنني ان اتخيل كاتباً يكتب عن المرأة وعوالمها وأسرارها من دون ان يختبر تلك العوالم في حياته الواقعية، كما لا يمكننا ان نكتب عن الحرب بطريقة صادقة وحقيقية ما لم نعشها ونخوض غمارها ونكتوي بنارها، هكذا هو الأمر ببساطة، أما ما يلي ذلك فهو اشتغال المخيّلة وطرقها الغامضة بالمزج بين صور الماضي والواقع المراد تخيّله، وبقدر تعلّق الأمر بي فان أيّة صورة خاطفة أو ومضة ما كافية لأن تلهب مخيلتي وتجعل الصور الارتدادية تنهال في الكتابة. على سبيل المثال شابّة متسوّلة تُظهر عيناً واحدة من فتحة في العباءة اخترقت المتنبي فألهمتني باختلاق شخصية "إخلاص" أو "لوصة" في روايتي "خان الشّابندر"، ممكن ان يراها المئات أو الآلاف يومياً، لكن نظرتي الخاطفة لها وتمكني من رصد خيط الحسن في نظرتها العميقة اختلف عن الآخرين، هكذا هي عين الكاتب الحقّ الراصدة وهكذا هي آلية عمل مخيلته في تخزين الصور، وهي في المحصلة مَلَكة خاصّة جدّاً.. 

 

س/3 هل هناك آلية فنية تتبعها لتخليق أبطال رواياتك؟

- تحدثت في جوابي السابق عن الومضة أو الصورة الخاطفة التي التقطها بطريقة خاصّة وسرّية جداً واخزنها في مخيَّلتي، هذه قضية مهمة للغاية بالنسبة لي، أنا لا أستخدم الكاميرا مثلاً، الصورة الخاطفة تبقى ناقصة ما لم اخزنها في مخيَّلتي، فهناك تنضج وتكتمل وتأخذ ملامحها بالتجسد، الكاميرا تقتل هذه الخاصّية وتجعل من الصورة الخاطفة جماداً، الفوتوغراف يعمل ضد المخيَّلة، بينما عمل المخيلة غامض ولا أحد يعرف آلياته أو كنهه. وما ان أبدأ بالكتابة حتى تبدأ المخيَّلة باستدعاء تلك الصور المخزّنة بطريقة لا واعية وعفوية وغير مخطط لها، المخيَّلة تعرف بالضبط متى وأين تستدعي الصورة المحدّدة دون غيرها، وهذا الأمر لا يقتصر على شخصيات رواياتي وحسب، بل يتجاوزه للأمكنة أيضاً، فصورة مكان ما تعلق بمخيَّلتي وتتمازج مع صور أمكنة رأيتها في الماضي. غالباً ما أقع في غرام بطلاتي من النساء، في الواقع ما لم أقع في غرامهن لا أستطيع تجسيدهن بطريقة صادقة، ثمَّة علاقة وجدانية غامضة تنشأ بيني وبين بطلاتي وما يتبقى هو نحت وصقل لتلك الشخصيات سواء بواسطة الحوار أو الوصف، والأمر نفسه ينطبق على أبطالي من الذكور، ما لم أحبهم أو أكرههم لا يمكن أن ان أجسد شخصياتهم بطريقة مقنعة وصادقة، خذ شخصيتي "هند" و"مجر" في رواية "خان الشّابندر" على سبيل المثال، فالأولى عشقتها بعمق واثرت في وجداني وتلاعبت بعواطفي وتركت في نفسي أثراً كبيراً كما لو كانت حيّة تعيش في مخيَّلتي وتوجعني، ولا أعتقد انّها ستفارقني ما حييت، ولا بدّ ان تظهر ثانية بطريقة أو بأخرى في رواية لاحقة، أما شخصية "مجر" فقد أحببتها واعجبت بغموضه وعمقه ونظرته للحياة وفلسفته وحكمته وزهده وأسطوريته وهو الآخر أثر فيّ كثيراً، وهكذا..

 

س/4 هل يمكن أن نعدّ روايتك هذه بمثابة مرثية لبغداد وما حل بها بعد العام 2003؟

- قد تتفاجأ لو قلت لك انّني لست معنياً برثاء بغداد أو تدوين مناحة ما على واقعها المرير الذي تعيشه هذه الأيام، وكل ما يعنيني هو انتاج قطعة فنيّة تترك أثراً عميقاً في نفس القارئ. الأدب، من وجهة نظري، لا يحتمل توجيه الرسائل مهما كان نوعها، وليس من شأنه توجيه المراثي أو قصائد المديح، لأنّك في اللحظة التي تقرر بها كتابة رواية ما عن موضوع محدّد اخترته سلفاً تكون قد أجهضت الرواية وصادرت عفويتها. الرواية الحقّة لا تُكتب بقصديَّة مسبّقة أو لأهداف معينة، لكنّها في الوقت نفسه هي انعكاس للواقع ومرآة موازية له، أعني ليس بطريقة الفوتوغراف، بل بطريقة عين الراصد وقراءتها المختلفة كليّاً عن الآخرين. لا يمكننا التحكم بعملية الخلق، ولو نظرنا إلى الحياة كيف تنبثق في الرحم لادركنا مدى عفويتها وعشوائيتها، فنحن لا نستطيع التحكم بجنس الجنين ولا بحجمة أو جماله أو درجة ذكائة، انّها عملية غامضة ومبدعة وتبعث على الدهشة، وإذا ما تدخل الانسان في تغييرها أو التأثير عليها أو توجيهها وجهة معينة غالباً ما يكون الجنين مشوهاً أو ناقصاً أو يعاني من خلل ما، هكذا هي الرواية أيضاَ والتخطيط المسبق لها أو تحديد هدف ما قبل الشروع بالكتابة يعد تدخلاً أو تغييراً في الخلق.

 

س/5 كيف تقيّم موجة الأعمال الروائية التي ظهرت ما بعد سقوط النظام؟

- في الواقع الناس من فرط المآسي والمعاناة التي عاشوها في حقبة النظام السابق واحساسهم بفضاء الحريّة الجديد أصبح لديهم رغبة في تدوين اختلاجاتهم والكتابة عن معاناتهم أو ما يعتمل في صدورهم، وهي حاجة وضرورة انسانية وليس بالضرورة فناً من نوع ما. الكتابة الروائية يلزمها اشتراطات قاسية في الحقيقة لا يمكن ان تتوفر لهذا العدد الكبير من الناس الذين كتبوا تلك الاختلاجات، لكنّنا من جانب آخر لا يمكن ان نمنع كل من لديه الرغبة في الكتابة عن فعل ذلك، لأنّها حاجة انسانية كما ذكرت. البعض يتحدّث عن مئات الروايات التي صدرت بعد العام 2003، لكن نتيجة لانفلات المعايير النقدية عندنا في العراق الجديد واستسهال النشر وتساهل دور النشر مقابل المال، هو ما ساعد على تبلور تلك الظاهرة، ولا توجد أمة في العالم يمكنها ان تنتج كل هذا العدد الهائل من الروايات في حقبة زمنية محدودة، وبالتالي حتّى النقد قد يعجز عن ملاحقة التجارب الجيّدة وسط هذا الركام كله، وهي ظاهرة هزال وليس دليل ازدهار كما يعتقد البعض، وفي المحصلة لم تعلق بذهني سوى بعض أعمال لا تتجاوز العشرين أو الخمسة والعشرين عملاً، وهذا لا يعني ان الكم الهائل الآخر ليس ذا نفع، بالعكس، فكما قلت لك، ثمة الكثير من التفصيلات التي تعتمل في صدور الناس ولا بدّ من التنفيس عنها أو تدوينها بطريقة أو بأخرى لتوثيقها، لكن ليس بالضرورة بطريقة فنية أو روائية..

 

س/6 قيل إن الروائي الناجح هو الذي يستطيع تكييف الواقع وصولاً إلى أسطرته، إلى أي حد يصدق هذا القول؟

- نعم، إلى حد ما، فكما تعرف الأساليب الروائية متعدّدة ومتفاوتة، وبعضها يعتمد الواقعية المباشرة وسبر أغوار المجتمع وطبقاته بعمق كما هو الحال في روايات نجيب محفوظ، بينما ينحو البعض الآخر نحو الخيال المجنّح أو المطلق، وهكذا، لكن ثمَّة تجارب مبهرة تبلورت نهاية القرن المنصرم تعتمد ما أسميته أسطرة الواقع واضفاء صفة السحرية المشوّقة عليه، وهو أسلوب فني صعب ويتطلب خيالاً خلّاقاً بحقّ أجترحه بعض أدباء أميركا اللاتينية نتيجة للواقع المتداخل في مجتمعاتهم، فحاول البعض تقليدهم بطريقة مباشرة وفشلوا لأنه أسلوب يعتمد بالدرجة الأساس على طبيعة المجتمع وحجم المتناقضات داخلة وينطلق من محلية خالصة، لهذا اعدّ الأمر صعباً للغاية في ان تضفي طابعاً أسطورياً على الواقع ما لم تكن ممتلكاً لأدواتك، كالمخيلة الخصبة واللغة الثرّة والأسلوب الشّيق، وبقدر تعلّق الأمر بي فقد حاولت أن أختط نهجاً مقارباً ومختلفاً في آن، مقارب كاجتهاد للوصول إلى تفرد في التجربة وعدم تكرار التجارب السابقة، ومختلف لجهة خصوصية المجتمع العراقي ومفرداته ومشكلاته، وهذا ما حاولت تجسيده في "خان الشّابندر" وروايتي الأخرى تحت الطبع "لا عذارى في حلب" وحتّى في روايتي المنشغل الآن بكتابتها "بيت السودان"، ويبقى الحكم على مدى نجاحي بذلك متروكاً للقارئ بالدرجة الأساس ومن ثمَّ للنقد لاحقاً.

 

س/7من الواضح من خلال مجريات أحداث الرواية أنك معنيٌّ بالحفريات المعرفية المتعلقة بسيرة المكان، هل لك أن تحدثنا عن ذلك؟

- المكان يلعب عندي دوراً محورياً مهماً، إن لم يكن المحور الأهم في الحقيقة، وغالباً ما تستفز الأمكنة مخيلتي وتستدعي الصور المخزنة منذ أشهر وسنوات، وعلى سبيل المثال، كانت زيارتي لخان الشّابندر المتروك والآيل للسقوط سبباً حقيقياً في إلهامي لكتابة الرواية. أقصد المكان كمناخ وحاضنة تصلح لتوالي الأحداث وانثيالها، يعتقد غاستو باشلار ان البيت هو عبارة عن قبو وعلية وما بينهما، لكن السؤال هنا أيّ بيت وأيّة علية أو قبو؟، العلاقة المتداخلة بين مكونات البيت أو مسرح الأحداث هي التي تفرض على الكاتب طريقة تصوره للأحداث وتحدد قدرته على الوصف، وكلما كان شكل المكان وتاريخه متجسداً في مخيَّلة الكاتب قبل الشروع بعملية الكتابة كلما كان دوره أكبر وتأثيره أعمق في الأحداث، لقد أجريت دراسة تفصيلية للخان تناولت التاريخ والوظيفة والأسطورة والمعمار، لهذا كان حضوره طاغياً في أحداث الرواية، كذلك هو الأمر مع أعمالي الأخرى في الحقيقة، فقد عشت في مرحلة من المراحل في شقة معزولة في حي صلاح الدين المسيحي في أطراف مدينة حلب هيأتني لاتخاذها مخيَّلاتياً كمسرح لأحداث روايتي "لا عذارى في حلب" وهكذا.

 

س/8 هل ينبغي للروائي أن يمر بتجربة كتابة القصة القصيرة؟

- ليس بالضرورة، ثمَّة كتّاب ولدوا ليكونوا روائيين، كما ان تكنيك القصة القصيرة مختلف كليّاً عن التكنيك الروائي، وغالباً ما يحول دون انفتاح الكاتب روائياً إذا كان معتاداً على التكثيف، لكن من جانب آخر ثمَّة الكثير من الكتاب من يجيد الفنين في آن واحد، شخصياً كانت بدايتي مع الرواية عندما أصدرت أولى رواياتي، وهي في الوقت نفسه أولى كتبي "ثغور الماء"، لكنّني بعد ذلك كتبت مجموعة كبيرة من القصص القصيرة التي اعتمدت من خلالها اللغة والأفكار المكثفّة، وهي في غالبها تصلح منطلقاً لروايات، أقصد لو كنت آنذاك بوعيي الحالي، أو نَفسي الروائي الذي أكتب به الآن، وفي المجمل يبقى فن القصة القصيرة فنّاً جميلاً ومستقلاً عن الفن الروائي، لكنّه ليس شرطاً ينبغي للروائي المرور من خلاله بالضرورة وصولاً إلى الفن الروائي لأن الفنين مختلفان كليّاً، ناهيك عن ما بات يطلقه البعض على عصرنا كعصر للرواية بامتياز.

 

س/9 لاحظنا أنه من بين الشخصيات الأكثر مفارقة في روايتك شخصية مجر، هل هو شخصية متخيّلة بالكامل أم له امتداد على أرض الواقع؟

- نعم لقد تحدثت في إجابة سابقة عن تلك الشخصية المحورية في الرواية، وهي شخصية متخيّلة بالكامل في الحقيقة، سوى أنّني وفي حومة دراستي عن خان الشّابندر والمناطق التي تحيط به التقيت بشخصية شبه أسطورية تشبهه إلى حد ما، كان رجلاً عجوزاً يبيع العتيق في سوق الهرج يتخذ من دكّانة صغيرة ومنزوية مكاناً لعرض بضاعته من الصور واللوحات القديمة والسيوف الصدئة وبعض التحف المتضررة، وكان يعصب رأسه بعصابة حمراء وله شارب كثّ أصفرّ من كثرة التدخين، فخزّنت صورته بمخيّلتي ورحت أستعيدها بين الحين والأخر وأسبغ عليها بعض الصفات المُضافة، لا سيما البعد المعتقداتي المتعلق بالديانة المندائية التي أكتشفت أن أغلب العاملين في الخان من المشتغلين بتجارة الفضَّة يدينون بها، وهكذا خرجت شخصية "مجر" ضمن الواقع الأسطوري المتخيَّل في الرواية، ومجر من الأسماء المندائية القديمة التي كانت شائعة في العراق مطلع القرن الماضي. 

 

س/10بقي في جعبتنا سؤال أخير، ورد في صدر روايتك مقطع وجداني مؤثر نوّهتَ أنه لشاعرة أفغانية اسمها؛ رحيلة موسكا، هل هذه الشاعرة  حقيقية أو متخيلة لمقتضيات الرواية؟

- في البنية التحتية لـ(خان الشّابندر) أفروز قادري (1973 - 2003) هي شاعرة أفغانية شابّة عُرفت باسمها الفني المُستعار (رحيلة موسكا)،  ويعني الابتسامة العابرة، عندما كانت تقرأ قصائدها على الهواء في برنامج قصائد مُحلّقة الذي كان يُبث من إذاعة سرية خوفاً من اكتشاف شخصيتها الحقيقية.. عُرفت بقصائدها الجريئة التي تنتقد طالبان والعنف ضد المرأة والحرب عموماً، حتى اخبرت عنها سرّاً زوجة أخيها بسبب الحسد القاتل، فاعتُقلت واغتصبت ثم قُتلت بطريقة بشعة..

رحيلة موسكا لروايتي (خان الشّابندر) التي افتتحتها بمقطع شعري لها يقول؛

جسدي مثل أوراق الحنّاء.. أخضر من الخارج لكنّه لحم نيء من الداخل .

 

سيرة أدبية مقتضبة للروائي العراقي محمد حياوي؛

* ولد في مدينة الناصرية جنوب العراق .

* اكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها .

* تخرج من معهد الإدارة ـ إدارة عامّة في العام 1984

* عمل في مجال الصحافة الثقافية كمحرر في القسم الثقافي لجريدة الجمهورية، ثم سكرتيراً للتحرير .

* بدأ بنشر كتاباته في القِصَّة القصيرة في العام 1983 في مجلة الطليعة الأدبية ومجلة الأقلام وجريدة الجمهورية .

* نشر العديد من القصص القصيرة في المجلات والصحف العراقية والعربية .

* فازت قِصَّته "الكائن الغريب" بجائزة القِصَّة القصيرة للعام 1983.

* شارك في أعمال مؤتمر القِصَّة الأوّل في العام 1985 في أربيل وقدّم بحثاً عن تأثير الحرب العراقية الإيرانية على مضامين وأساليب القِصَّة القصيرة في العراق .

* غادر العراق في العام 1992 وأقام في الأردن للفترة من 1992 حتى 1995 وعمل في المجال الصحفي ...

* غادر الأردن إلى هولندا كلاجئ سياسي في العام 1996 ودرس اللغة الهولندية وتخصص فيها .

* درس التصميم الطباعي والغرافيك ونال الدبلوم العالي والماجستير في البنية المعمارية للحرف اللاتيني .

* حضر أعمال مؤتمر القصة العراقية الثاني في لندن في العام 1997 وقدّم بحثاً عن الوسيط الحكائي والبديل الخيالي في ألف ليلة وليلة .

 * عمل مصمماً ومحرراً للسينما في جريدة De Telegraaf الهولندية من العام 2000 حتى العام 2010 .

* أختير عضواً في لجان التحكيم في مهرجان الفيلم الإيراني في أمستردام ومهرجان الفيلم العربي في روتردام

* رأس تحرير مجلة "سينما عالمية" الصادرة باللغتين الهولندية والعربية حتَّى العام 2010

* أسس بالتعاون مع جريدة طريق الشعب جريدة "الطريق الثقافي" وأدار تحريرها حتَّى العام 2014 .

 *عضو اتحاد الكتّاب الهولنديين .

* يعمل أستاذاً لمادّة الغرافيك والصحافة الجديدة في معهد غرافيك ليزيوم أمسترادم منذ العام 2010 حتى الآن، ومدرباً للتصميم والصحافة الجديدة "الكروس ميديا" في الأكاديمية الألمانية للتطوير الإعلامي.

 

الأعمال الأدبية

* نُشرت روايته الأولى "ثغور الماء" في العام 1983 عن دار الشؤون الثقافية ببغداد. وهي محاولة لرصد العلاقات الانسانية في ريف الجنوب العرقي ومنطقة الأهوار في أوقات المحنة والفيضان، حيث تتجسد معاني العشق الفطري المتمرّد على الاعراف والتقاليد الريفية الصارمة.

* فازت روايته "فاطمة الخضراء" كأفضل رواية عراقية في العام 1985 ومنعت من النشر لإدانتها الحرب. وتحكي قصة حب عاصف بين فتاة بدوية هاربة من بيت دعارة تديره أمها في الصحراء الغربية إلى مدينة البصرة حيث تتعرف إلى جندي صغير السن من أصول ريفية لا يعرف لماذا يحارب ومن أجل مَن.

* نُشرت مجموعته القصصية الأولى "غرفة مُضاءة لفاطمة" في العام 1986 عن دار آفاق عربية ببغداد، وتضمنت عشر قِصّص قصيرة كُتبت في الأعوام بين 1983 و 1986 تدور أحدثها في مدينة الناصرية جنوب العراق وتمثل دهشة الطفولة واكتشافاتها الأولى ازاء المرأة والجنس والحب العذري والعجز أمام موبقات البالغين.

* فازت روايته "طواف مُتَّصِل" بجائزة الرواية العراقية ونشرت في العام 1988 عن دار الشؤون الثقافية ببغداد. وهي رواية ترصد محنة الجنود الشبّان الذين داهمتهم الحرب في أعالي الجبال تحت رحمة الطبيعة القاسية والعزلة وموت الرفاق المتوالي والضياع في المجهول، حيث لا وطن يبدي امتنانه ولا حبيبة تنتظر.

* صدرت له سلسلة ألف ليلة وليلة للأطفال في العام 1990 عن دار أور للنشر والتوزيع في بغداد. وهي محاولة لتقطيع الحكايات وتخليصها من التكرار والاسفاف والعبارات الخادشة للحياء، مكتوبة بلغة بسيطة ومناسبة لليافعين، بواقع قِصّة واحدة لكل ليلة من الليالي.

 * تُرجمت مجموعته القصصية "غرفة مُضاءة لفاطمة" a Lightened Room for Fatimah  إلى الأنجليزية في العام 1996 ونشرت في أسبانيا

* صدرت له مجموعة "شكراً يا أُيّها الفيل"  Dank je wel Olifant للأطفال باللغة الهولندية في العام 2010 عن دار نشر Sillat في أمستردام. وهي مجموعة حكايات للأطفال بروح شرقية حاولت تقديم الحكمة بطرق بسيطة ومشوّقة للأطفال الهولنديين من الفئة العمرية بين 7 و10 سنوات.

* صدرت روايته الثالثة "خان الشّابندر" في العام 2015 عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت، وهي محاولة لاعادة اكتشاف الذات العراقية التي تبدّدت ملامحها بعد الحرب وسقوط الديكتاتورية. وتستند ثيمة الرواية إلى الفجيعة والانسحاق المجتمعي بين ممارسات الديكتاتورية وبشاعة الارهاب وانفلات الأمن في البلاد وانتهاك انسانية المرأة الهاربة من قسوة المجتمع والمفاهيم المُعابة لتقع ضحية للارهاب والعنف.

* انجز روايته الرابعة تحت عنوان "لا عذارى في حلب"، وهي محاولة لرصد مأساة جيل المثقفين العرب المنسحق تحت آلة الحرب المستعرة في سوريا، وتحديداً في حلب، حيث تُنتهك تطلعاته وتتبدّد أحلامه ويفقد هويته وذاكرته. وتحكي الرواية أيضاً قِصّة البسطاء من العرب، هؤلاء الذين أضاعوا بوصلتهم ووقعوا في لحظات نادرة من التاريخ في براثن الخديعة والعنف والرذيلة، من دون ان يفقدوا أرواحهم تماماً.

 

في المثقف اليوم