مدارات حوارية

نور الدين مبخوتي يحاور الشاعر ميلود لُقاح في مدارات حوارية

في هذه الحلقة من مدارات حوارية تستضيف المثقف الشاعر ميلود لُقاح وحوار شامل وصريح أجراه معه الشاعر الجزائري نور الدين مبخوتي ، فاهلا وسهلا بهما.

*** 

قال عنه الدكتور حبيب فياض: "هذا الشاعر الشاب من المغرب... عندما قرأت له تفاءلت بأن الشعر العربي مازال بخير. لا صورة له على صفحته وهو يرتدي ربطة عنق وبيده سيجار وعلى عينيه نظارة سوداء"، إنه الشاعر ميلود لقاح الذي يسعدنا أن نحاوره على صفحات المثقف.

ميلود لقــــاح

- من مواليد: 1971/09/16.

- شرع في نشر قصائده ومقالاته منذ 1988 في العديد من المنابر الوطنية (البيان الثقافي- بيان اليوم- العلم الثقافي - المنعطف الثقافي - حلول تربوية- الاختيار– مجلة كتابات – مجلة المشكاة- مجلة ضفاف-) والعربية: (مجلة الآداب: بيروت- مجلة الشعر وجريدة أخبار الأدب: مصر- مجلة الصدى و مجلة الرافــد: الأمارات – مجلة الفيصل وعبقر والمجلة العربية : السعودية- مجلة الكويت: الكويت- جريدة الزمان : لندن – مجلة كلمات: أستراليا ...........

- فاز بجائزة أحسن قصيدة سنة 1994 في المسابقة التي نظمتها جمعية منبر الثقافة المغربية .

- فاز ديوانه "أغنيات من حريق الحشا " الصادر سنة 2006 بالجائزة الأولى مناصفة مع الشاعر المصري عماد فؤاد في مسابقة طنجة الشاعرة (دورة بدر شاكر السياب ومحمد السرغيني) سنة 2006.

- ترجمت بعض أشعاره إلى الإنجليزية في مجلة كلمات بأستراليا، من قبل الأديب الراحل نويل عبد الأحد .

- يواصل نشر إنتاجاته الشعرية والنقدية في العديد من المنابر الورقية والإلكترونية .

- دُرست أشعاره من قبل نقاد أكاديميين منهم الشاعر والناقد الجزائري الدكتور يوسف وغليسي،والشاعر الجزائري الدكتور ناصر لوحيشي والدكتور جميل حمداوي من المغرب....

- شارك في ملتقيات شعرية وندوات في عدد من المدن المغربية.

- صدر له :

- "أغنيات من حريق الحشا" (شعر) – 2006

- عرس طرزته يد المجاز (شعر) 2010

- قراءات في التجربة الشعرية الجديدة بشرق المغرب – إعداد وتقديم – 2011

- أسلوب الالتفات في التراث البلاغي.

***

نور الدين مبخوتي: خالفت بعض "التقاليد الأدبية" التي عرفت بها أسرة آل لقاح في المغرب، فاخترت في بداياتك، مطلع التسعينيات، نشر نصوصك باسم مستعار هو "ميلود الواعد" بإيحاء من الشاعر الراحل محمد الميموني كما أنك وضعت مجموعتك الشعرية الأولى: "أغنيات من حريق الحشا" بين يدي الشاعر والناقد الجزائري يوسف وغليسي كي يتولى شأن تقديمها إلى القارئ. هل يمكن اعتبار ذلك تمردا ورغبة في التميز وإثبات الذات بعيدا عن هيمنة الجماعة ؟

ميلود لُقاح: اختياري الاسمَ المستعار كان نابعا من قناعتي أن الأسرة لم تعد تتحمل شاعرا جديدا، وفي وقت كنت أبحث فيه عن اسم أنشر به نصوصي توصلت برسالة من الشاعر الرائد محمد الميموني- رحمه الله- سنة 1989 يصفني فيها بالشاعر الواعد قائلا: "إنك لواعد يا ميلود"، معبرا عن إعجابه بإحدى قصائدي المدورة وهي " القصيدة " التي تضمُّها مجموعتي الشعرية الأولى (أغنيات من حريق الحشا)، وكان عمري حينها تسعَ عشرة سنة. وما قمت به ليس جديدا على الساحة الأدبية والشعرية في المغرب؛ فهناك الشاعر الرائد أحمد المجاطي الذي عدل عن اسم العائلة (المعداوي) والذي احتفظ به شقيقه الشاعر مصطفى المعداوي، وهناك الأخوان العزيزان الشاعر محمد الميموني رحمه الله وشقيقه الشاعر أحمد بنميمون. وكنت، حين اخترت الاسم، أنوي ألا أكشف عن هويتي لأنني كنت أرغب في أن أكون بعيدا عن واقع الأدباء والشعراء لولا أنك اهتديت – أنتَ- إلى حقيقة الاسم الذي كان ينشر قصائده في صفحات الشباب إلى جانب نصوصك بسبب أخي الأكبر الشاعر عبد القادر لقاح الذي "باعني".

أما عن مقدمة ديواني التي دبجها بكل براعة الشاعر والناقد الجزائري يوسف وغليسي، فقد كنت أطمح إلى أن يكون كاتبها من غير المغرب، قبل أن أبعث المخطوط إليه، لأنني كنت أرغب في الانفتاح على التجارب العربية، وكنت منذ بداياتي أرفض التقوقع في أفق مغربي، وطمحت إلى أن أكون شاعرا عربيا، وهذا ما يفسر نشري جميع نصوصي تقريبا في منابر عربية في المشرق والخليج وأروربا وأستراليا (الآداب البيروتية والشعر المصرية والرافد الإماراتية الزمان اللندنية وكلمات الأسترالية......) في وقت كان النشر في المنابر المغربية يشكل تحديا كبيرا، خصوصا إذا كان الشاعر لا يستظل بحزب معين، ولا يُعرف توجُّهه الإيديولوجي. وكنت أطمح أيضا إلى أن أكسب أكبر عدد من القراء، وهذا ما تحقق بنسبة كبيرة ذلك أنني – بسبب تلك المقدمة التي لقيت استحسانا كبيرا ووصفها الشاعر محمد السرغيني بالمُحْكَمة، أقمت علاقات أدبية بعدد من الشعراء والمثقفين في الجزائر وغيرها. وهناك من كتب عن ديواني في الجزائر مثل الشاعر الدكتور ناصر لوحيشي ومن تناول مقدمة الديوان مثل الدكتورة روفيا بوغنوط في مقالها (الخطاب المقدماتي عند يوسف وغليسي) بالإضافة إلى رسائل جامعية. 

274 نور الدين مبخوتينور الدين مبخوتي: توقف الناقد جميل حمداوي مطولا عند البنية الإيقاعية لديوانك "أغنيات من حريق الحشا" (الفائز بجائزة طنجة الشاعرة 2006 مناصفة مع الشاعر المصري "فؤاد عماد" عن ديوانه "بكدمة زرقا ء من عضة الندم")، واعتبرها سمة من سمات تميزه إلى حد أنها تذكرنا إيقاعيا بكتابات الشعراء الرواد ومن جاء بعدهم. لماذا هذا الاشتغال على الإيقاع العروضي وظاهرة التدوير بكثافة إلى حد أن ذلك شكل ظاهرة تستوقف كل من تناول هذا الديوان بالدرس والتحليل؟

ميلود لُقاح: الإيقاع يسكنني، ولا أتصور أنني سأكتب خارجه في يوم من الأيام. وفي بداياتي كان الإيقاع هو ما يشدني إلى نصوص الشعراء الذين كنت معجبا بهم بالرغم من أنني لم أكن أفهم كل ما أقرأه حينها، مثل أمل دنقل ومحمود درويش ونزار قباني وشعراء الجنوب اللبناني (محمد علي شمس الدين وشوقي بزيع وحسن عبد الله وجودت فخر الدين...) وكلهم يكتبون التفعيلي باحترافية عالية.... كنت مأخوذا أيضا بقصائد محمود درويش المدورة، ومن بعد اهتديت إلى شعراء آخرين يكتبون هذه القصيدة مثل الشاعرين المغربيين محمد بنيس وعبد الله راجع ومحمد بنطلحة في ديوانه الرائع نشيد البجع، والوالد محمد لقاح وغيرهم. لا أدري لمَ أُخذت بإيقاع التدوير ووجدتني أكتب أغلب قصائدي مدورة في وقت مبكر ومازلت. إنني مؤمن بقيمة الإيقاع العروضي في النص الشعري، وكل ما يقال عن الإيقاع الداخلي لا يقنعني. 

275 ميلود لقاحنور الدين مبخوتي: الملاحظ عن ديوانك الأول "أغنيات من حريق الحشا" أنه ديوان قصائد بسبب تعدد تيماته (المرأة العائلة – المكان- الغزل........)؛ لكن الديوان الثاني "عرس طرزته يد المجاز" تحكمه بنية دلالية مشتركة، ورؤية موحدة فهو في مجمل نصوصه حديث عن الشعر/القصيدة/ الشعراء، فكل ما في الديوان يدور في هذا الفلك، بدءا من العنوان والعتبات النصية، بحيث أثبتَّ، في مستهل الديوان نصوصا شعرية لكل من الشاعرين محمد لقاح وأحمد بلحاح آيت وارهام تتمحور بدورها حول الهاجس المشار إليه آنفا. وفي السياق ذاته يصادف المتلقي في هذه المجموعة متنا شعريا يحتفي بأسماء شعرية مغربية كبيرة ويخصها بإهداءات مثل عبد الكريم الطبال ود مصطفى الشليح، بل في موضع آخر يتناص مع كتاباتها الشعرية على النحو الذي نجده في نص من ألواح عباس السجلماسي، بحيث يضع شاعرنا ميلود لقاح نصا آخر للشاعر حسن الأمراني نصب عينيه ليحاوره. ما هو السر الذي دفع شاعرنا ميلود لقاح إلى أن يحلق في دنيا الشعر والشعراء وهو الاتجاه الذي ألفناه عند شعراء الرومانسية العربية والغربية على حد سواء؟

ميلود لُقاح: هاجس فهم (العملية الشعرية) وتفسيرُها شعريا كان يستولي علي منذ قصائدي الأولى؛ فنتج عن ذلك إبداع قصائد تتناول علاقتي بالشعر ورؤيتي إليه، وتفاعلي معه ووصف عالمه كما أحس به. إنه عالم فريد وجميل جدا؛ لكن لا يستطيع أحد أن يعرِّفه تعريفا جامعا مانعا. وربما لذلك قال درويش: "لو كنت أعرف ما الشعر لكتبته كلَّه واسترحت". إن عالم الكلمات فاتن، وفي غاية الإغراء والصفاء فَتَنَني فخصَّصتُ له ديوانا كاملا هو " عرس طرزته يد المجاز" وما زال هذا الموضوع يأسرني، فقد كتبت أيضا قصيدتين " في حضرة إمارة العزلة " و" الحرف " تتناولان التيمة ذاتها.

 نور الدين مبخوتي: ذيل الشاعر ميلود لقاح نصه "من ألواح عباس السجلماسي" بعبارة قصيرة جدا، أشار فيها أنه كتب هذا النص عام2003 مباشرة بعد قراءته لنص د حسن الأمراني. لوقمنا بموازنة أولية لتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين النصين. ما هو الثابث والمتحول في كلا هذين الخطابين الشعريين؟

ميلود لُقاح: قرأتُ قصيدةً لأستاذي الشاعر حسن الأمراني (أحد أعمدة الشعر المغربي المعاصر) في أحد الملاحق الثقافية، عنوانها "عباس السجلماسي ينشر ألواحه" طَبَعَها بطابع قومي بدا لي غريبا جدا عن جوهر النص، ورأيت أن موضوعها الحقيقي غزلي صرف، وأن رائحة القومية فيها لا تعدو كونها بهارا يخفي به الشاعر المخضرم حقيقةَ الموضوع. فكتبتُ على غرارها قصيدة غزلية اعتمدت فيها التوظيف ذاته الذي اعتمده الأمراني (عباس بن الأحنف وحبيبته فوز) والبحرَ ذاته، وذيلتها بالإشارة إلى قصيدته حتى لا أتهم بالتأثر به أو شيء من هذا القبيل. هذا كل ما في الأمر. تستطيع القول هي "شكل من أشكال المعارضة" لقصيدة شاعر أعتز بكتاباته. 

277 ميلود لقاحنور الدين مبخوتي: المعروف عن الشاعر ميلود لقاح أنه يكتب قصيدة التفعيلة شأنه شأن باقي أفراد الأسرة وغالبا ما تأخذ قصيدة التفعيلة عندكم شكلا تدويريا. لكن إلى جانب ذلك تكتبُ نصوصا ذات نفس عمودي. وقد أثبتَّ في نهاية كل ديوان من دواوينه نموذجا يتيما من هذا النوع. صراحة أثارني هذا الترتيب فهو ليس بريئا بل ينم عن رسالة مشفرة على المتلقي أن يفك ألغازها. القراءة الأولى المحتملة تدل على أن شاعرنا يؤكد ضمنيا أنه يمتلك مقدرة لغوية أهلته كي يبدع قصيدة كلاسيكية ممتعة. القراءة الثانية لهذا الترتيب لقصائده فهو يخشى أن يتهم بالتخلف خاصة إذا علمنا إن الشعر المغربي الجديد ارتمى في أحضان الحداثة والتجريب وينظر إلى القصيدة العمودية نظرة ارتياب. أريد تعليقا صريحا على ماورد ذكره.

ميلود لُقاح: أنا شاعر مُقِل، وأحاسب نفسي كثيرا، ولا أنشر القصيدة إلا بعد رضاي التام عنها، وقصائدي العمودية التي أعتز بكتابتها كانت –آنذاك- أقل من التفعيلية، هذا هو سبب قلتها في ديوانَيَّ، وتواجد العمودي فيهما ينفي أن تكون لي فكرة سلبية عنه. أبدا القصيدة العمودية مازالت تحافظ على وهجها. وإنني بيني وبين نفسي أستصغر كل شاعر لم يمر عبرها كما مر الرواد ومنهم أدونيس (قطب الحداثة الشعرية العربية) ومحمود درويش ودنقل وغيرهم. 

نور الدين مبخوتي: شخصيا لست من المتحمسين لترجمة أوقراءة نصوص شعرية مترجمة لأني ببساطة أفتقد تلك اللذة التي نجدها في النصوص الأصلية لكن ومع ذلك فأنا لا أغلق باب الاجتهاد؛ وفي هذا المجال أثمن مثلا ماقام به الأديب الفلسطيني الراحل نويل عبد الأحد حيث ترجم بعض أشعاركم إلى الانجليزية ونشرها في مجلة كلمات بأستراليا. ما هي هذه النصوص المترجمة وعلى أساس أي معيار تم انتقاؤها؟

ميلود لُقاح: كل ما في الأمر أنني بعثت قصائد إلى مجلة " كلمات" التي كان يديرها الكاتب والمترجم السوري رغيد النحاس في أستراليا فنشرت، وفي العدد الموالي نشرت ترجمة لتلك القصائد إلى الإنجليزية، قام بها الأديب الراحل نويل عبد الأحد. وقد علمت، بعد ذلك، أن القيِّمين على المجلة ينتقون ما استحسنوه من النصوص لترجمتها. أما القصائد المترجمة فهي: نادل وسؤال وطفلة. 

نور الدين مبخوتي: لماذا وقع اختياركم على أسماء شعرية معينة، وغيبتم أصواتا أخرى في كتابكم "قراءات في التجربة الشعرية الجديدة بشرق المغرب"؟

ميلود لُقاح: الكتاب خصِّصَ للتجربة الشعرية التسعينية دون غيرها، اعتقادا مني أن النقد لم ينصفها، وهذا ما ذكرته في المقدمة المطوَّلة. وقد اخترت من الشعراء من أثق في شاعريتهم. 

نور الدين مبخوتي: حدثنا عن دراستك التي أوردها الناقد المغربي رشيد بلمقدم في كتابه الجماعي الذي خصص لدراسة تجربة الشاعر علي العلوي: "تجاعيد الموت والبعث في أشعار علي علوي".

ميلود لُقاح: الشاعر علي العلوي من الشعراء القلائل الذين يعتنون بلغتهم وأساليبها عناية فائقة جدا. فهي لغة منتقاةٌ بشكلٍ ذكيّ وآسر ومفاجئ في غالب الأحيان. إنها لغة انزياحية تَلُفُّها جُرأة في استخدام العُدول أو الانزياح والتَّكرار والجناسِ والطّباقِ بشكل جديد ومتفرد، بالإضافة إلى تمكنه الرائع من العروض. وقد حاولت من خلال مقالي " سمات التميز في ديوان أول المنفى " الذي ضمَّه الكتاب، أن أتحدث عما يجعل من صوته متفردا بين جوقة الشعراء شكلا ومحتوى. هذا وسيصدر لي قريبا كتاب نقدي يتناول تجربة الصديق الشاعر علي العلوي بشكل واسع يحمل عنوان (جماليات القول الشعري في تجربة الشاعر علي العلوي). 

نور الدين مبخوتي: أريد منك كلمة موجزة عن راهن الشعر المغربي:

ميلود لُقاح: باختصار أقول لك: بالرغم من هذه الفوضى التي تلف المشهد الشعري المغربي منذ سنوات، هناك مدارس شعرية لا تخفى عن المتتبع البصير بالحركة الشعرية في بلادنا، لكن للأسف أُريدَ لها أن تبقى في الظل، وهي بإصرارها تواصل الكتابة والإبداع وتبتعد عن الصراعات الفارغة والحروب الخاسرة. وتلك المدارس الشعرية هي التي استرعت انتباهي وقدرت مجهودها وثقافتها الواسعة. وإذا كان لا بد من التمثيل، فهناك الشعراء مصطفى الشليح وأحمد بلحاج آية وارهام وحسن الأمراني ومحمد علي الرباوي ومحمد لقاح وأحمد بنميمون وإدريس الملياني.. وما يثلج الصدر اليوم ظهور شعراء شباب أغلبهم عشرينيون يكتبون الشعر بشكل بهيّ ومتفرد، وجميعهم فازوا بجوائز وطنية وعربية مهمَّة، أعادوا الأمل إلى القصيدة المغربية: عبد الوهاب صدوقي، جواد وحمو، عمر صايم، خلود بناصر، ندى الحجاري، محمد عريج، أحمو الحسن الأحمدي، عبد الإله مهداد ... بهؤلاء نتفاءل ونستشرف مستقبلا رائعا للقصيدة المغربية وهي بالطبع قصيدة عربية.

 *** 

حاوره: نور الدين مبخوتي

شاعر جزائري

في المثقف اليوم