تقارير وتحقيقات

المؤتمر الثالث للوحدة الاسلامية يبدأ اعماله في لندن

الموافق 12_6_2009 بكلمات ترحيبية من الامانة العامة لمنتدى الوحدة الاسلامية، حيث رحب الدكتور كمال الهلباوي بالحضور وبضيوف المؤتمر من دول العالم المختلفة.

وشدد الدكتور الهلباوي على اهمية هذا المؤتمر، وخاصة انه يأتي في ظروف صعبة تمر بها الامة الاسلامية، بسبب الضعف والوهن الذي اصيبت به الامة .

بعد ذلك تحدث الدكتور سعيد الشهابي وبين بدوره ان منتدى الوحدة الاسلامية حريص على نشر ثقافة الوحدة بين صفوف الامة، حتى تقوم الامة بدورها اتجاه العالم.

و قد حذر أئمة وعلماء دين وممثلي الحركات الإسلامية المشاركين في المؤتمر الثالث للوحدة الاسلامية الذي يقيمه منتدى الوحدة الإسلامية، من ظاهرة التطرف الديني والعنف التي سادت العالم، موجهين اللوم الى "علماء" المسلمين ممن قصروا في التصدي لمن يستبيح دماء المسلمين تحت دعوى الجهاد.

ولفت المشاركون في المؤتمر، الانظار إلي ضرورة البحث عن وسائل عملية لتطبيق الوحدة الإسلامية علي أرض الواقع، لمواجهة ما أسموه بالخطر الحادق من الخارج والذي يهدف الى تمزيق وحدة العالم الإسلامي لمحاولة إستعماره مرة ثانية والإستفادة من ضعفه.

ومن جانبة سلط سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، الضوء علي عدد من المرتكزات الإسلامية التي رآها ضرورية لتحقيق الوحدة الإسلامية بين المذاهب الاسلامية .

و من هذه المرتكزات، كما قال، السيد جعفر فضل الله، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن والده: " العدالة والحق والقيم والعقلانية والإيجابية والحوار وهي أهم الملامح التي ترسم خريطة الإتحاد والتقريب وبالتالي تساعد في بناء حضارة إنسانية عادلة".

وطالب، بضرورة أن تكون نظرتنا للدين نظرة نقدية، وألا نتعامل مع الإجتهادات الدينية على أنها مقدسة لا يجوز الإقتراب منها، وبالتالي يأخذ البعض من المسلمين علي البعض منهج تفكير مختلف وينعتونه بالكفر لمجرد أنه مختلف.

وذكر، أن الدين هو نتاج العلماء على طول التاريخ، سواء كانوا أخطأوا في فهم مرتكزاته أم أصابوا، فالدين يحتمل أن يستوعب كافة الإجتهادات طالما كانت بدليل من القرأن والسنة.

ورأى، ضرورة الإبتعاد عن الإسلوب الجدلي في الحوار والمناقشة، ذلك الإسلوب الذي يسعي كل فريق أن يسجل نقاط لصالحه على الفريق الأخر، وبالتالي يخلق حالة من الترصد تجهض أي وحدة محتملة في المستقبل.

ولفت الانظار إلى أهمية تحفيز الإنسان على القيم بمفهومها الواسع وإيجاد جبهة قيمية لتعزيز التوحد، موضحا، أنة لا يوجد فرق بين الأمانة كقيمة مثلا، فلا توجد أمانة إسلامية وأخري غير إسلامية، معربا، عن خوفه من حدوث ما يسميه البعض بالتصحر القيمي.

وأكد، علي ضرورة توافر حرية النقد، لأنها تعكس حرية الفكر، فأمة لا تنتقد هي أمة لا تعيش الإحترام لذاتها، وبالتالي لا يمكن لها أن تسير للأمام.

وأنهى، كلامه بضرورة الحوار، مشيرا، إلي أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، حاور المشركين كما حاور أهل الكتاب، فإذا كان ذلك فما بال المسلمين في عالم اليوم لا يحاورون أنفسهم فضلا عن أنهم لا يجيدون الحوار مع الأخر.

وقال الشيخ عبد الهادي أوانج من ماليزيا: "من المهم مناقشة قضية الوحدة الإسلامية والبحث عن وسائل الإتصال الداخلي لجمع الشمل الإسلامي وسط عدد من التحديات والأزمات التي تعترض العالم أجمع بداية من الأزمة الإقتصادية ومن قبلها الأزمات الأخرى في العقيدة والأخلاق والبناء الإجتماعي".

واعتبر، أن إنهيار الشيوعية وبداية إنهيار الرأسمالية، كما يقول، بداية لأمل جديد في إنتصار الإسلام، نظرا لأن الإسلام قائم علي سياسة العدل.

ومن جانبه، عاب الشيخ علي الخازم من لبنان، إنعقاد كثير من المؤتمرات التي تدعو للوحدة الإسلامية دون أن يكون لهذه المؤتمرات ثمار وآثارا واضحة، لافتا إلى ضرورة الإهتمام بالوحدة الإسلامية إزاء الجانب العملي مرافقا للجانب التنظيري.

وإعتبر الدكتور سعد الدين عثماني من المغرب،الوحدة صمام أمان للأمة الإسلامية، وأقصر الطرق لدعم هذه الوحدة هو التعامل مع القاعدة الذهبية التي قال بها الشيخ، محمد رشيد رضا، وعرفت بأنها من بنات أفكار الإمام الشهيد حسن البنا، "نتعاون فيما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه".

وقال سماحة آية الله محمد باقر الناصري من العراق، " إن العالم الإسلامي يمر بمحنة شديدة ويتعرض لبؤر من البراكين"

  

513-london2aو تحدث سماحة الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني في العراق، حيث نعى الدكتور حارث العبيدي، الذي استشهد على ايدي الارهابيين بعد صلاة الجمعة، وقال الدكتور السامرائي ان الشهيد العبيدي كان من دعاة الوحدة بين المسلمين، وانه قضى حياته في الدفاع عن وحدة العراق، كما اكد الشيخ السامرائي بأن مسيرة الكفاح في سبيل الوحدة ستستمر وان الشهيد قد رحل الى ربه وهو مضرج بدماء الشهادة، واكد السامرائي بأن العراقيين سوف يستمرون في العمل على طرد الارهابيين من العراق وا قتلاعهم منها بكل قوة وشجاعة، ودعا الدكتور السامرائي علماء الاسلام الى نشر ثقافة الوحدة والتعايش ما بين الامة.

و تحدث العديد من رؤساء الوفود المشاركة في حفل الافتتاح، وتركزت احاديثهم على ضرورة السعي الى الوحدة الاسلامية والعمل بكل جهد على نشر ثقافة التقريب.

هذا وقد حضر حفل الافتتاح عدد كبير من ابناء الجالية الاسلامية المقيمين في بريطانيا .

وسوف يبدأ المؤتمر اولى جلساته في يوم السبت 13 يونيو \ حزيران في فندق كواليتي في  حيث من المتوقع ان يتم تسليط الأضواء على الفكر الإسلامي الذي طرحه العلماء والمفكرين الإسلاميين، الذي يوجه حركة الأمة الإسلامية في بناء الإنسان ودوره في الحضارات البشرية طيلة امتداد التاريخ الانساني، كما يتوقع استعراض نماذج من فكر التقريب والحوار الذي تبلور على أيدي رموز الاصلاح منذ مطلع القرن الماضي.

 

لجنة العلاقات العامة والاعلام

 

في المثقف اليوم