تقارير وتحقيقات

تقديم كتاب: “الدراسات الأدبية المغربية الحديثة” بالمكتبة الوطنية في الرباط / صبيحة شبر

 

بمشاركة

- الأستاذ محمد اليملاحي (من المدرسة العليا للأساتذة بالرباط)

- والأستاذ محمد مساعدي (من الكلية المتعددة التخصصات بتازة)

 والكتاب، كما جاء في كلمة الغلاف، عمل بيبليوغرافي يضعه مؤلفه خدمةً للدارسين والباحثين والطلبة والمهتمين بمجال الأدب والدراسة الأدبية، لسد الفراغ الكبير في هذا المجال ولتوفير الجهد والوقت وتيسير سبل البحث والاطلاع.

وهو عبارة عن مرجع بيبليوغرافي يشمل المؤلفات التي نشرها النقاد والدارسون المغاربة في مجال الدراسة الأدبية بجميع أصنافها وأنواعها واتجاهاتها، مع ما يرتبط بذلك من دراسات في مجالات أخرى كالمسرح والأغنية والأدب الشعبي وغيره، منذ دخول المطبعة العربية إلى المغرب سنة 1865 وحتى نهاية سنة 2008.

وقد تم جرد تلك المؤلفات من خلال مداخل بيبليوغرافية متنوعة تَم تبويبها وترتيبها بما يناسب حاجات الباحثين (مدخل تواريخ النشر- مدخل العناوين-  مدخل المؤلفين- مدخل المؤلفات المشترَكة)، ثم خُتمت بـبيبليوغرافيا البيبليوغرافيات الأدبية.

 

أسباب الاصدار

تحدث الباحث (عبد الواحد المرابط )عن اصداره لهذا الكتاب، بانه بسّط مجمل المنطلقات على صعيد الموضوع، والمادة وعلى صعيد المنهجية ويمكن ان نسميه (مدخل المداخل)، والكتاب مرجع بيلواغرافي، لأهم القضايا الثقافية في المغرب الحديث والنتاجات الفكرية والأدبية الصادرة ، وعن الحاجة الماسة لمجهودات كبيرة ومحاولات مكثفة، فالعلم  حقق تراكمات مهمة، وتقديم هذا النوع من الكتب  توخى منه  الكاتب،وضع صرح يشمل  نتاج الابداع السردي والنقدي، لعل هذا يرسم أفقا لمشروع بيلوغرافي شامل، ويمضي الكاتب ، موضحا ان عمله هذا يختص بالنتاجات الحديثة بالدراسات الأدبية، من أجل وضع نظرية  أولية يستوجبها النقد المغربي الحديث،  فالمهمة تاريخية زمنية وفكرية، والعمل يشكل أرضية فكرية وتاريخية ونصية، وهي مشاريع ضخمة، تستدعي دعم المؤسسات الكبرى..

 ويوضح الكاتب ان عمله البيلوغراقي هذا استمر خمس سنوات، توخى منه خدمة للدارسين والباحثين، والطلبة في مجال الأدب والدراسة الأدبية، محاولا سد الفراغ في هذا المجال، كما بين الكاتب انه لايدعي الكمال، لأن الجهد الفردي يحتاج الى من يراجعه ويضيف اليه...

أهمية الكتاب

تحدث الباحث( محمد مساعدي) عن اهمية هذا الكتاب  موضحا انه عمل يسعى الى تسيير سبل البحث ضمن مجموعة من المعطيات التي يتطلبها العمل البيلوغرافي، الذي ارتبط بأشخاص لهم معلومات واسعة بالكتب والمخطوطات، وفق قوائم وتصنيفات، وهذا النوع يقوم بجمع الكتب بكتاب يقوم بدراسات وصفية، وقد اهتدى القدامى الى عدة طرق لدراسة اصول الثقافة العربية، وأصبه هذا العلم له ضوابط وقواعد، فمهمة التدقيق أصبحت تقوم بتصغير المسافة بين القديم والحديث، والنشاط البيلوغرافي يعد أساسا لقياس مدى النجاح في المهام العلمية والفكرية، وتوثيق المنجز الفكري، فالبيلوغرافيا المخصصة تشمل الأدب بصورة عامة او جنسا من أجناسه المتعددة مثل أدب الأطفال او الكتب المترجمة..

وخصوصية العمل البيلوغرافي هو دراسة مغربية حديثة، تقوم على تأطير المكان و الزمان معرفيا وقد حدد الكتاب الفترة الحداثية  التي تناولها منذ ظهور المطبوعة الى  سنة 2008، فماذا تعني بالحداثة ؟ يوضح الاستاذ (محمد مساعدي) بانها فترة اصطدام المغرب بالحضارة الغربية، وترتب عليه  تحولات سياسية وفكرية، وقد لعبت الصحف والمجلات في نقل ابداعات المغاربة الى القراء، كما وضح الباحث ' مساعد) ان هذا العمل لايقتصر على الدراسات التي قام بها  المغاربة، بل امتد الى ما قام به العرب المقيمون بالمغرب، مثل الدراسات التي قام بها  المشارقة مثل  (علي القاسمي) الدكتور العراقي المقيم بالمغرب، فالبيلوغرافيا تتضمن الأدب والنقد والتراث والترجمة، ويمتاز بتشعب موضوعاته، ولقد ظل الدكتور المرابط مشتغلا متصفحا فهارس الخزانة الوطنية وخزانة كلية الآداب، وواكب التوثيق باستمرار، فالعمل البيلوغرافي هو المنطلق الأول الذي ينطلق منه الباحث ويرسم للمبتديء خريطة من مسار بحثه، ويشكل  منطلقا للباحثين المتخصصين

 

نظرة عن الكتاب ودور البيلوغرافيا

بين   (محمد اليملاحي) رأيه  وأبدى تقييمه: بأن المصنفات البيلوغرافية لم تعد تقتصر على تقديم المساعدة للباحثين، مما يتصل بمجال بحثهم، بل امتد عملها الى  بيان مجالات التطور، وتصنيف الكتب وطبعها، وعن طريق البيلوغرافيا نعرف نوعية الكتب المطبوعة في فترة زمنية معينة، ونستطيع أن تعرف الإجابة  حول سبب تفسير هيمنة مطبوعات معينة على غيرها، وما علاقة نشر الكتاب بمستوى التأليف عند المواطن، فإقدام وزارة الثقافة الوطنية، على نشر هذا الكتاب دليل على أهميته الفائقة، وهو يحتوي على 435 صفحة،  فما هي المراحل التي قام بها الكاتب المرابط، إنها بالتسلسل  الآتي :  الاهتمام بتواريخ النشر ثم العنوان.. يلي ذلك المؤلفين.. تبعه المؤلفات المشتركة، جرد للبيلوغرافيات، وبين انه لابد من معايير ثابتة، ويطلق العنوان مجموعة من الأسئلة : فما هي الدراسات الأدبية ؟ وماذا نعني بالمغربية ؟، فأحيانا يتغلب الجزء على الكل، وماذا نفعل للمؤلفات المشتركة ؟ هل نضع اسم الكاتب الذي كتب  الموضوع المتصل بموضوع البيلوغرافيا وحده ؟ أم تدرج أسماء الكتاب كلهم ؟

 

جواب المرابط

 قال إن المشكلة الكبيرة التي واجهته أثناء العمل في  الكتاب هي كيف يقف عند حدود النقد الأدبي ؟، وما هو الكتاب الذي يمكن أن يدخل ضمن هذا المجال ؟، فالمفهوم متغير حسب تغير الزمن، معناه لدى الجاحظ، ليس نفس المعنى عند الأدباء والنقاد المعاصرين، فحاولت التخلص من هذا المصطلح الى آخر أوسع، يتضمن كل الدراسات التي تناولت النقد الأدبي، ووجد نفسه أمام مشكلة أخرى، هي كيف يكون تحديد الدراسات الأدبية ؟ فهناك دراسات منطلقة من الفلسفة، وأخرى من علم الاجتماع، وثالثة متصلة  باللغة، وحاول أن يبدد هذه الحيرة، بأن يكثر من الهوامش، فهل استطاع أن يجتاز الصعاب ؟ هذا ما يحدده القارئ الباحث، ويضيف المرابط إلى انه سيحاول أن يعيد ترتيب المادة بمؤلف خاص وهناك صعوبة أخرى انه وجد كتابا يتحدثون عن الأدب بصورة عامة، ثم يواصلون الحديث عن الرواية أو القصة، لهذا لم يقم الكاتب بما نوى  وسوف يستفيد من ملاحظات الدارسين في إصدار  الطبعات الأخرى..

 

صبيحة شبر

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1544 الاربعاء 13/10/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم