تقارير وتحقيقات

نطق الشعر فخيم الصمت / جوتيار تمر

 في عنفوانه الشبابي الخلاق، الواعي بالذات والكينونة والوجود معاً، فتصبح مواضيعه الانسان في كل تحولاته وتمفصلاته.

 في نهار تشريني سارت الجموع باعداد غفيرة الى قاعة (محمد جزيري) للثقافة والاعلام، حيث الانظار كلها تتجه نحو المسرح الذي وجد لنفسه مكاناً بارزاً، ومميزاً، واذا بالشاعر الشاب هلكورد قهار يظهر كنجم ملتحف بكبرياء الشباب وعنفوانه، ومدجج بالكثير من المشاعر والاحاسيس العاطفية والانسانية التي تعبر عن فهمه للواقع بوعي ودراية، وهو ينعم بالسكينة التي تمنطق ماهية الروح الهائمة حول الانسان لديه، فدب ضجيج الحاضرين في القاعة، وعلا صيحاتهم وتصفيقهم، ولكن جائتهم السكينة بعدما نطق شاعرنا، فاذا بكلماته النابعة من صميم انسان شاعر يحس بكل مجريات واقعه تلامس من الحاضرين القلب والعقل معاً، فصمتت الافواه وتأملت ورددت مع ذواتها تلك الكلمات التي نزلت عليهم كرذاذ المطر الهادئ الباعث للأمل والحياة معاً، فثارت فيهم الجراح من جهة، وايقظت فيهم الضمير من جهة اخرى، وتبعت الكلمات عرض موفق لقصائد صورت بتقنية ودقة لامتناهية، حيث ارفقت الكلمات بصور من الواقع العياني، فجعلت الابصار شاخصة، والقلوب متعلقة، والعقول مستفزة، واستمر ذلك الانجذاب طوال ال (كونسيرت الشعري) الذي عمل خصيصاً للشاعر هلكور قهار الذي يشغل منصب رئيس جمعية الشعراء الشباب بدهوك.

 استطاع شاعرنا من خلال ندوته الشعرية تلك من يطرح مواضيع منوعة بتنوع اساليبه الشعرية وادواته، وبتنوع معجمه الذاتي الداخلي والخارجي، حيث وجدنا نصوصه تدور حول تلك العاطفة الشبابية العشقية المتيمة تارة، واحيانا وجدناها ترسم ملامح الواقع الانساني بظروفها القاسية التي تجعل من طفل لم يزل ناعم الاظافر يخرج للشارع في ساعات مبكرة من الصباح الى ساعات متأخرة من الليل من اجل كسب لقمة عيشه  من خلال بيع السكائر وبعض الاغراض الاخرى التي هي في جوهرها تسير نحو الهلاك خاصة من ينجرف نحو هاويتها، وتارة اخرى وجدناها تصور حالة انسانية اخرى تجعل من قسوة الامهات والاباء صورة تعكس انحراف الابناء وانجرافهم نحو الحضيض البشري، وبهذا التنوع المعجمي بقيت الافواه مفتوحة وهي تحاكي في مسمعها الكلمات التي القاها شاعرنا بحرفية تامة، وبقوة تمثلت في حضوره المميز على خشبة المسرح من جهة، وبصوته المؤثر والمتأثر بالحالات التي ينقلها من جهة اخرى.

 وقد عرض خلال ال(كونسيرت) بعض القصائد المصورة للشاعر، كقصيدتي ( الند بابو)  وقصيدة (ئاخينكيَن جادىَ)، مع عمل مونتاجي اخر لقصائده،  وبعد نهاية تم تقديم المؤلف الشعري للشاعر هلكورد قهار بعنوان ( ئاخينكيَن جادىَ /  تنهدات الشارع ) والذي ضم عدد من القصائد الرائعة النابعة المحملة بالكثير من الحمولات الوجدانية والفكرية والانسانية، وقد تكفلت منظمة ( ART COLRS) بطبعها وتجهيزها بشكل حضاري غير مسبوق حيث ارفقت بالكتاب (CD) بصوت الشاعر لجميع القصائد المنشورة في الكتاب.

 ومن الجدير بالذكر ان هذا ( الكونسيرت الشعري) قد تم اعداده بالتعاون ما بين لجنة الجامعة (لقىَ زانكو) بدهوك، ومنظمة( ART COLRS) وقد حضرها ممثل عن لجنة الجامعة ومسؤول المنظمة.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1571 الثلاثاء 09 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم