تقارير وتحقيقات

سلامٌ على العِراق .. سلامٌ على يحيى السماوي ..

والسلامُ والصلاة على العراقِ الحبيبِ ليستريحْ، صَلُّوا عليه إنّ صلواتكم سَكَنٌ عليه، السلام على العراق منَ الله السلام..

والسلامُ على الصمتِ حين جاش الجريضُ عنِ القريضْ، والسلام على بغداد حينَ فجَّرتِ الأسى مذ فتحَتُ قلبي على حُبِّها، فكأنها الحصانُ العربي الذي ما علِقْتْ قوائمه وهو يبحثُ في صحرائِه عنّا، والسلام على ابنِ السماوة يحيى السماوي، الذي سُقتُ سحائبَه إلى القوم هنا في المجرة الإسلامية ذات عهدٍ أندَلُسِيّ، وكنتُ أوَّل المُتَلَمِّظين لريقه وآخر المرتوينَ مِنْ رحيقه..

السلامُ على العراق لِيستريحْ، السلام على العراق الذي سقاني الشعر، بعد أنْ أنبأتني به عُمانْ، السلام على (أبي الطيّب) أبي الطيب المُتنبي، والنواسي والعبّاس بن الأحنف والجواهري، وعبدالرزاق عبدالواحد، ويحيى السماوي ، والقوافل التي أتيقنُ أنا أنها تترى و تترى..

السلام على بصرة الأزد ، وعلى الرمالِ التي دفنت آبائي ذات فتْحٍ وفخار، السلام على أبي سعيدٍ المُهَلّبِ بن أبي صفرة و..و... و

السلام على الشِعرِ حين جاءني بهِ يحيى السماوي السمائي..

السلام عليكم يا (أحبائي) و رحمة الله تعالى وبركاته..

ما كانَ بِدْعًا على أنهارِ الشِعر لو اختالتْ طواويسَ ، وقد تفجّرت ..

ما كانَ بِدْعًا على الجوادِ إذا سبَح و لا مرَدّ له ، و روحُه الريح..

هكذا، انهملتْ هذه التحية على (وطني) العراق، وقد (أنبأني / ألهمني) بها يحيى السماويّ (السمائي) فتلقَّفتُها

السلام على يحيى السماوي في عُمان وبين أهلِه الذين لو جاءَهم ضيفٌ ما جشّموه ، و حتى المُلتقى في عمان، إذا لم نعانِقْهُ بعَدُ فرحًا بلقياه..

• ما كنتُ أقبِضُ روحي، وهي تنسَكِبُ مع الشِعر، ولذتها في لا وعْيِها،،،،

• ما زلتُ أبسطُ لكم (كرْمَ) القريحَةِ، والفرَح ينتشي بها ويسابقها إلى أستاذنا يحيى السماوي، فما جَلّلتها بالتهذيبِ لِجلالةِ مَجْلِسِه، هوَ عكاظُنا..

 714-2

هُو هكذا طَبْعُ العِراقِ فـلا عَجَـبْ

أنْ تُغرزَ الأشواك في  حلوِ  الرُطَـبْ

الدَهْرُ ينقُـشُ  وجهَـهُ  بعجائِـبٍ

أتُـراهُ يَعْرِفُـه إذا لـمْ  يَضطَـرِبْ ؟

يا سيِّـدي طَبْـعُ  العـراقِ  بأنـه

قدَرُ العُروبةِ، إنمـا أيْـنَ  العَـرَبْ؟

يا سيدي كـم مَـرَّ مِـنْ تحنانِنـا

حتى تَظُـنّ القلـبَ يخفِـقُ باللهَبْ

وكأنّمـا الأحـزانُ فـي أشواقِنـا

مثل العدوٍّ علـى مراقِدنـا  وثَـبْ

وكأننـي وكـأنّ بغـداد الهـوى

في حضرةِ التحنانِ كأسًا مِنْ  عِنَـبْ

يا مالئَ الدُنيـا  وشاغِـلَ  ناسِهـا

أشْغَلتَني، أشْعَلتنـي حتـى النصَـبْ

أَسَكَنتَ في نبِضـي فإنّـيَ لـم أزلْ

وتَرًا، ويُؤلِمني إذا هـدَأَ  العصَـبْ؟

أعِراقُ ناديـتُ الرِمـالَ  فخاننـي

رَدُّ الصدى، وبأنَّ حيًّا لـم يُجِـبْ

أعِراقُ يا كَيَّ الشِفـاءِ ، وأضْلُعـي

حَطَبُ الحنينِ، وما تُرِفِّقَ  بالحَطـبْ

أعِرَاقُ يـا معنـى السمـاءِ كأنمـا

رُوْح السماءِ بأنْ تَمِدَّ لهـا  سَبَـبْ

آهٍ على بغـدادَ، مَلْمَـحُ  جبهَتـي

مِنها، فقلبي  هوى  بغـدادَ  شَـبّْ

آهٍ علـى بغـدادَ، كُـل معازِفـي

شَرِبَتْ مِنَ النَهْرِ العِراقِ،  وما  نضَبْ

آهٍ علـى بغـدادَ كُـلُّ مطامِحـي

نُثِرَتْ على بغدادَ، لو هانَ  الطَلَـبْ

آهٍ علـى بغـدادَ، إنّ  تَصَـبُّـري

سمْتًا، كأني كربلاء مِـنَ  الوصَـبْ

آهٍ علـى بغـدادَ يـا  أقـدَارهـا

قلَبَْ الزمانُ لها المِجَنَّ، وما  انقَلَـبْ

أحبيبيَ الغالـي العـراقَ  ،  كأننـا

فرَسَا رِهَانٍ مَـسَّ قلبَهُمـا التَعـبْ

فلتَستَـرِحْ كـي نستريْـحَ  فإنّـه

تَعِبَ المماتُ، وأنتَ بعدَكَ  تحتـرِبْ

فلّتْ ظفائِرَها النخيلُ مـنَ الأسـى

كانتْ كوجْهِ البدْرِ لاحَ أوِ  احتجَبْ

وَ ألِمْتَ، و الدنيا حُسَيـن ، كأنّـه

قدَرٌ عليكَ تعيشُ عمـرَكَ تنتَحِـبْ

يا سيدي ، وبنوكَ مثـل  مدامعـي

في كُـلِّ وادٍ فـي المنافـي تغتَـرِبْ

ما كُلّهم (قابيلَ) ،  لو  سامحتَهـم

حتامَ تحْرِقُ بعضَنا فـي ذا الغضـبْ

أشكوكَ أم أشكـو  إليـكَ  وإننـا

مثلُ الحَمامِ، ولا ننوحُ مِنَ  الطَـرَبْ

صَاغٍ عَلِمتُكَ، لو لمَمْـتَ جِراحَنـا

فلقد أُهِضْنا، أمْ عَتِبتَ مِـنَ العَتَـبْ ؟

يا سيِّدي الغالـي الحبيـبَ  تَحِيّـةً

وأنا حبيبُكَ لو سألتَ عنِ  النسَـبْ

جَيَّشتنـي وهـوَ الحنيـنُ كـأنـه

مُتَهَيِّبٌ ، لكنْ بِحضْرَتِكَ  انسَكَـبْ

فعلى العراق الحُـب  ألْـفُ  تحيَّـةٍ

وعلى أبـي، إنّ العـراقَ لخيـرُ أبْ

وعلى جميعِ المُرضعي لحَـنَ  الهـوى

قومي عماليقَ اللُغـى، أهـل الأدبْ

وعليكَ يا يحيـى، وقـد فجّرتنـي

و لقَدْ صمَتُّ الدهْرَ، زُهدًا في الخُطَبْ

يا ابنَ السماوةِ، لو عَلِمْتَ جِراحَنـا

لرأيتَ أنكأها العـراقَ ولا عَجَـبْ

طبعُ العراق، أما  عَلِمْـتَ  طباعَـه

وبِها يُحَبُّ، بلِ الطِباعُ بـهِ تُحَـبّْ

                    

يونس البوسعيدي / مسقط

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1574 الجمعة 12 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم