تقارير وتحقيقات

مكناس تحتفي بالمبدع المغربي عبد الرحيم مؤدن / فاطمة الزهراء المرابط

"ملتقى الشروق العربي الثامن للقصة القصيرة" الذي أصبح تقليدا سنويا تنظمه "جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة"، واحتفاء بالمبدع المتعدد المغربي عبد الرحيم مؤدن لإسهاماته المميزة في مجال القصة، وقد حملت هذه الدورة شعار: "من أجل نقد قصصي متخصص" بمشاركة أسماء جميلة في النقد والقصة أيام 6، 7، 8 يناير 2012 بالمركب الثقافي محمد المنوني /مكناس.

وانطلقت فعاليات "ملتقى الشروق العربي الثامن للقصة القصيرة" بلقاء مفتوح مع تلاميذ وتلميذات ثانوية ابن الهيثم التأهيلية بمشاركة: أحمد بوزفور، عبد الحميد الغرباوي، خليفة بباهواري، عبد الرحيم التدلاوي، صبيحة يوم الجمعة 6 يناير 2012، وفي اليوم نفسه، وعلى تمام الساعة الرابعة مساء أعلن القاص خليفة بباهواري (مدير الملتقى) عن انطلاق حفل افتتاح الدورة الثامنة من "ملتقى الشروق العربي للقصة القصيرة"، مُرحبا بكل المبدعين الذين تجشموا عناء السفر من مختلف أرجاء المغرب، وبالناقد المصري شريف الجيار من أجل المشاركة في هذا العرس القصصي، مشيرا إلى مدى صمود جمعية الشروق المكناسي في وجه التحديات والصعوبات التي تواجهها من أجل المساهمة في الحراك الثقافي بالمدينة. وقد تخلل حفل الافتتاح معزوفات موسيقية وغنائية من أداء فرقة الدقة المراكشية "الحباب" ومجموعة "أنغام" الموسيقية.

 وبعد حفل شاي على شرف الضيوف، كان عشاق القصة على موعد مع أمسية قصصية بمشاركة: أحمد بوزفور/الدار البيضاء (حب)، محمد الشايب/مشرع بلقصيري (شارع الحرية)، محمد إدارغة/مكناس (زبون رقم 2)، محمد محقق/الدار البيضاء (مأساة، مفارقة، عاطفة، رقصة العنكبوت، نيوتن، أمنية، لحظة عابرة، تعاسة)، عبد الرحمن الوادي/ خريبكة (البصاص)، إدريس الزايدي/ مكناس (رسم الحلم)، الفرحان بوعزة/مكناس (تجسس، ظل ينام في السرير، عجين كلام لم ينضج أبدا)، عبد الرحيم التدلاوي/مكناس (تينة، حلم عصا ويقطينة، تحول)، مصطفى الطاهري العلوي/الخميسات (عش وسماء، فرعون، البذلة، ثم...، وككل امرأة)، مسلك ميمون/ أكادير ( قصص قصيرة جدا)، عبد الحميد الغرباوي/ الدار البيضاء (اللحظات الأخيرة قبل فرار الجنرال)، اسمهان الزعيم/ مكناس (ثم عاد)، محمد البلبال بوغنيم/تيفلت (حانة للاسترخاء)، ليلى الشافعي/الرباط (ذلك الوهم الجميل)، سعاد ميلي/سلا (غرباء وطن)، الطيب بنعبيد/مكناس (رائحة الثوم)، المصطفى كليتي/القنيطرة (الغميضة، ضفاف الأقاصي، كمياء الكبرياء، مسرح الدمى، تكريم البطل، بياض الدهشة، الكمبارس، طيش الماء، قصاص)، خالد مزياني/ وجدة (رجل في الزحام). واختتم حفل الافتتاح بعرض مسرحية "ديوان الأسمدة" لفرقة أصدقاء العربي بمكناس.

وعلى الساعة الحادية عشر من صبيحة يوم السبت أعلن الأستاذ عبد الرحيم مؤدن عن انطلاق فعاليات الجلسة الأولى من الندوة النقدية التي تمحورت حول موضوع: "من أجل نقد متخصص" بمشاركة الأساتذة : شريف الجيار/ مصر (شعرية القصة القصيرة وخصوصية النوع، مجموعة "الجريمة" لنجيب محفوظ نموذجا)، مسلك ميمون/ أكادير (عراقيل الإبداع في القصة القصيرة جدا)، خليفة بباهواري/ مكناس (نقد القصة وأسئلة الخصوصية)، وبعد الاستماع إلى المداخلات القيمة فتح باب النقاش أمام الحاضرين من النقاد والقصاصين الذين شكلت أفكارهم إضافة نوعية للموضوع المطروح للنقاش.

وفي مساء اليوم نفسه، استمرت فعاليات الملتقى بأمسية قصصية بمشاركة: إسماعيل البويحياوي/ تمارة (جريمة، زمن الوطن، الدودة، تحناش الذاكرة، شجرة الليل)، كريمة دالياس/ (الياسمين، ثورة، مقص وإبرة، استنساخ)، جمال الدين الخضيري/الناظور (الرجل المنجل، المدينة الباردة، الوسط، الأصلع، اكتشاف)، بشير الأزمي/ تطوان (صمت الانكسار)، إدريس الجرماطي/ورزازات (رداء الريح)، أبو الخير الناصري/أصيلة (ذكرى، اعتقال، براءة، الأحمق)،  إبراهيم السكوري/ زاكورة (بتصرف، الطبيب مريض)، فضيل رضوان/زاكورة (السرقة الموصوفة، قصة حياتي)، إدريس عبد النور/مكناس (قاتل متسلسل، جمجمة السيد إذا رغى)، نعيمة زايد/مكناس (غفوة)، فاطمة الزهراء رياض/تارودانت (موت متواطئ)، حميد ركاطة/خنيفرة (كاس الحكاية، كافكا، غرام، انفصام، ثورة العبيد، تقب)، فضيلة الوزاني التهامي/ تطوان (سيناريو الليلة السابقة)، خليفة بباهواري/ مكناس(سيدي الفقر)، صخر المهيف/ أصيلة (الساعات الست الأخيرة من حياة سلفادور اليندي)، عبد السلام جباري/ أصيلة (الصومعة)، عبد العالي أواب/اليوسفية (والتفاحة بقيت هناك، وجه أمي، الضحك العلني)، رضوان بوودينة/ صفرو (بين القلم والخلخال)،بوشتى الماعزي/مكناس (احمد بوزفور، الفطام، الجني والفتاة)، أحمد نصرافي (ترجمة قصة هل للعنة فراغ لمحمد إدارغة).

وبعد استراحة قصيرة، أعلن الأستاذ خليفة بباهواري عن انطلاق فعاليات حفل تكريم المبدع المغربي المبدع المغربي عبد الرحيم مؤدن بمشاركة : محمد بوعزة/مكناس (قراءة في مجموعة عبد الرحيم مؤدن الأخيرة حذاء بثلاث أرجل)، مصطفى الشاوي/مكناس (جمالية الحكي في المجموعة القصصية وتلك قصة أخرى)، محمد إدارغة/مكناس (شهادة جميلة في حق المبدع المغربي عبد الرحيم مؤدن)، كما شهد حفل التكريم شهادة طلبة المحتفى به وشهادة القاص المصطفى كليتي، واختتم حفل التكريم بتوزيع الهدايا الرمزية على المبدع المغربي عبد الرحيم مؤدن. والمحتفى به من مواليد 1948 حائز على دكتوراه الدولة في موضوع مستويات السرد في الرحلة المغربية خلال القرن 19، رئيس مجموعة البحث في المعجم الأدبي والفني بكلية الآداب الرباط، عضو اتحاد كتاب المغرب منذ1975، صدر له عدة مجامع قصصية منها: اللعنة والكلمات الزرقاء، وتلك قصة أخرى، أزهار الصمت، السمكة والأميرال…، وفي البحث والدراسة: في القصة المغربية، معجم القصة المغربية، أدبية الرحلة….

     وقد انطلقت فعاليات اليوم الثالث من الملتقى بالإعلان عن وفاة الكاتب المصري إبراهيم أصلان (والكاتب الراحل من مواليد المحافظة الغربية بمصر، تنقل بين عدة مدارس حتى أستقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية، التحق في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم في إحدى المكاتب المخصصة للبريد، ألتحق في أوائل التسيعنيات كرئيس للقسم الأدبى بجريدة الحياة اللندنية إلى جانب رئاسته لتحرير إحدى السلاسل الأدبية بالمجلس الأعلى للثقافة، لاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيره المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربى وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبه فقط. توفي في السابع من يناير عام 2012 عن عمر يناهز 77 عاما). وبعد قراءة الفاتحة ترحما على الكاتب المصري إبراهيم أصلان، ألقى القاص عبد الحميد الغرباوي كلمة في حقه باسم المشاركين في فعاليات الملتقى. ثم أعلن الأستاذ محمد إدارغة عن الجلسة الثانية من الندوة النقدية التي تناولت موضوع: "من أجل نقد قصصي متخصص" بمشاركة: سعيد بوعيطة/الدار البيضاء (النقد القصصي المغربي:وهم الحدود وحدود الوهم)، فريد أمضعشو/وجدة (سرد الواقع وواقع السرد في القصة المغربية المعاصرة "الاهانة" لسعيد عبيد نموذجا)، العربي الرودالي/تمارة (مظاهر التجريب في باكورات الأعمال للمجموعات السردية المحدثة)، وبعد الاستماع إلى المداخلات المدرجة خلال هذه الندوة تفضل الحاضرين بطرح عدة أسئلة وأفكار ساهمت في إغناء النقاش حول الموضوع المطروح خلال هذه الندوة، وقد تخللت هذه الجلسة الإعلان عن مسابقة بيت الأدب المغربي في الكتابة النسائية. وإن كان القاص خليفة بباهواري أعلن عن اختتام فعاليات الدورة الثامنة من"ملتقى الشروق العربي للقصة القصيرة" فإن التواصل الإبداعي والثقافي سيظل قائما بين مختلف الأسماء المشاركة التي حاولت منذ وصولها إلى مدينة مكناس مد الجسور التواصل فيما بينها عبر نقاشات وحوارات جميلة وجلسات تعارفية، لتخليد  ذكرى جميلة في السجل الإبداعي والتاريخي للقصة القصيرة....

فاطمة الزهراء المرابط

                                                                                    أصيلة /المغرب

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1998 الأربعاء 11 / 01 / 2012)

 

في المثقف اليوم