تقارير وتحقيقات

المنتدى العراقي الثقافي يتبنى الوعي الفني ويدعم الفن العراقي في المغترب الامريكي

المعرض التشكيلي الشخصي الاول للفنان العراقي " احمد هاشم مزعل " وحمل عنوان " واقعية عراقية " وضم المعرض العديد من اللوحات التي تحمل اسماء عديدة نذكر منها لوحة " بائع السكائر " ولوحة " بائع الشاي " ولوحة " سوق الطيور " ولوحة " طفل مع حماره " وجميع اللوحات المعروضة جلبت الإنتباه  وحركت  العديد من الروئ التي كانت غائبة عن الكثير ممن يتابعون هذا الفن البصري الجميل والمخلد  من قبل الزائرين من العرب والامريكان من  المهتمين بالفن التشكيلي ، ولأن معظم اللوحات المعروضة تسجل الواقع العراقي بدقائقه دون غرابة،وهي نقلة لتسليط الأضواء على جوانب هامة في حياة أبناء العراق، الذين يرزحون تحت خط الفقر وبلدهم يزخر بموارده النفطية ويحكمه ثلة من المنتفعين والفاسدين، وهذه اللوحات تحمل مواضيع انسانية بالرغم من الصبغة العراقية التي أطرها في  لوحاته،  وخاصة ٍ لوحة " بائع الشاي " التي اراد من خلالها إظهار الواقع العراقي المؤلم الذي يعيشه الفرد العراقي على مر السنين، وكما هو معروف بالنسبة الى دارسي الفن التشكيلي ".

161-ahmadhashim 1 أن  المدرسة الواقعية وهي المدرسة التي تنقل كل ما في الواقع والطبيعة إلى  عمل  فني طبق الأصل، فهي مجمل رصد لحالات تسجيلية كما اقتضاه الواقع من حيث الظروف السياسية والاقتصادية والدينية في ذلك العصر، كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقعاً معيناً ما يخص المجتمع،1 وقد عودتنا ريشة " مزعل " وفي معظم لوحاته المتضمنة  العديد من المفاهيم التي تمتلك قواسم إنسانية مشتركة تجعلها قابلة للتداول والإفادة، والجميع يعرف أن الفنان العراقي في مغتربه يعيش واقعاً مؤلما ً بل مزريا ً تحت طائلة الركود الاقتصادي، وعدم إتاحة الفرصة له في ظل التصادمات الفكرية التي تطغي على المجتمع الرأسمالي، ومن هو صاحب المال ليتحكم بالفنان ويؤسس لثقافته وليس لثقافة صاحب المنجز، و هذا ما لمسناه من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المنتشرة في مهجرنا الامريكي،  يقول الناقد العربي إدوارد سعيد في حديثه عن النظريات في تنقلها من بيئة ثقافية إلى أخرى، متغيرة بالضرورة بتغير البيئة، متخلقة بأطوار الثقافة والفكر الذي تخوض غماره أو يخوض غمارها، ثمة عنصر متحرك واخر ثابت، عنصر مضيف واخر مضاف إليه، غير أن المشكلة الثقافات غير الغربية  في عالمنا اليوم، ومنها الثقافة العربية بكل أسف، تكمن في أن من أفرادها من يقع على ما لدى الغرب وقوع العطش على الماء،لا يستطيع إلا أن يعبئ منه عبا دون أن يقدم بديلا لما أخذ منه  2، ولهذا رفض " مزعل " أن يقيم معرضه تحت واجه معينة متعكزا ًعلى نفسه وهو يجسد معاناة الشعب العراقي عبر الوان تحمل في طياتها الفلسفية حالة كونية متكاملة، ولوحة ذات بعد إنساني يبدأ دائما ضمن أفقه الخاص به وينتهي بصيرورة الإسقاط ومراجعته أثناء عملية التأويل التي أراد لها أن تخرج من الفهم المسلم به،اذن ظل حزنه لصيق جدران قاعات مختلفة في المنفى الأمريكي، وهذه اللوحات هي مشاهد من الحياة اليومية العراقية في مدنها وأريافها،بل نقول بتعبير أدق وجدنا مشاهد وومضات من حياة ابناء العراق المساكين المتواجدين في الحارات الشعبية والاسواق الشعبية المنتشرة في العراق، وكذلك تجمعات وعمال والكثير من التفاصيل التي تخص المشهد العراقي، وإن لوحاته  تحمل  ثنائية المتن والهامش وهو يظهر حرصه على طريقة معالجته في اظهار اللوحة في بعدي المبنى والمعنى مما يعزز شغفه بالمكان والبشر اللذين استند عليهما، والمزعل " حينما عالج اسلوبه بالواقعية ليعكس لنا جهده الإبداعي في تكريس هويته التشكيلية الجمالية وهوبالتالي يضيف رؤية واقعية دلالية على منجزه الابداعي .

 

قاسم ماضي – ديترويت    

  

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2065 الثلاثاء 20 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم