تقارير وتحقيقات

مهرجان الفجر والسلام الدولي للقصيدة النثرية

samar mahfod1"اننا نطالب من قارئ الشعر ألا يعتبر الصورة الشعرية كشيء أو بديلا عن شيء، بل ان يقتنص حقيقة خصوصيتها" .. باشلار جماليات المكان

في البداية ينبغي الاعتراف بأن قصيدة النثر ـ قصيدة إشكالية ذات طبيعة ملتبسة تمتاز عن الشعر أو تختلف عنه بوجود عناصر شعرية باطنية: إيقاعات داخلية بالغة الاستخفاء: لان ما يتطلبه النثر في أكثر مفاصله، هو الحيرة والذهول في الحدود المباشرة والكامنة، من منظوره الإيقاعي المتواتر، عبر فتح نوافذ خفاقة على لعبة فنية تصل حد الإدهاش اللفظي حتى وهو يؤسس الصورة الشارحة لحالة الخراب، التي يعيشها الكائن وانعكاسات ذلك على الواقع من هنا وفي مراوغات السرد الشعري الذي يعتمد تدمير وقائعية الحكي وإرباك الحكاية وانتصارا للحياة وتوافقا مع مقولة أن الأدب ضمير الشعوب الحي تنجز قصيدة النثر الأهوازية في إيران اشتغالاتها الرفيعة في مواجهة الحواف المسنونة للسلفية الأدبية متمثلة بمجموعة أفكار متصلبة ومنجزة حول هوية الإبداع وشكله وأدوات تعبيره ووظائفه.

 939-samar2

مهرجان السلام

شهد مهرجان الفجر والسلام الدولي للقصيدة النثرية مؤخرا نشاطا ملفتا في دورته هذه والدورات السابقة وخلال استضافة الأهواز في مدينة عبادان مهرجان الفجر والسلام الدولي للقصيدة النثرية العربية في دورته الخامسة بمشاركة حشد من المواطنين الإيرانيين العرب بين 18 و24 شباط حيث استضاف منتدى الحبر الأبيض التابع لدائرة الثقافة والإرشاد بمدينة عبادان ومنظمة منطقة اروند الحرة عدد من الأدباء والشعراء عدد من الشعراء العرب من سورية الشاعرة والناقدة سمر محفوض التي قدمت ورقة نقدية حول مجموعة الدكتور جمال نصاري .. من عبادان نحو العالم الفرنكفوني) الصادرة عن دار البدوي للنشر والتوزيع في تونس باللغتين العربية والفرنسية كما قدمت دراسة تخطيطية بعنوان نافذة على التجربة الاهوازية جمال نصاري وهادي السالمي و يوسف السرخي نموذجا بالإضافة لمشاركتها الشعرية ومن تونس الشاعرسامي الذيبي الذي قدم نصوصا شعرية مهمة ومن العراق الناقد بشير حاجم الذي قال لقد اكتشفت بعد قراءتي دواوين الشعراء <جمال نصاري/ سعيد خجسته/ يوسف السرخي> أن تحولات <الشكل/ الخطاب/ الإيقاع> لـ"قصيدة النثر العربية" في <الأحواز/ المحمرة/ عبادان> متوائمة مع التحولات ذاتها عند قصيدتنا النثرية في: العراق/ سوريا/ لبنان... والشاعرة نضال القاضي شاركت بنصوص متميزة والشاعر مهدي القرشي وعدد من الشعراء الاهوازيين منهم محمد أمين بن تيميم وجمال نصاري وهادي السالمي وسعيد خجسته وعدد من الشعراء الشعبيين وقد قدم الشعراء الاهوازيين نصوصا نثرية مكتملة الاركان على مستوى البنية والسرد واللفظ والصورة والإيقاع البصري وهذا ليس بالشيء البسيط حين نعلم أن اغلب الشعراء لا يجيد قواعد اللغة العربية ولم يدرسها الا فيما ندر لان لغة الدراسة الرسمية هي اللغة الفارسية والشاعر يفكر بالفارسية ثم يترجمها للعربية التي تعلمها غالبا بجهد شخصي او مما رسخ بذاكرته من المحكي في المنزل وما يقدم للطلاب في المدارس الاهوازية من العربية التي تدرس بالفارسية لا يتعدى بعض المعلومات السطحية عن الفعل والفاعل والمضارع والماضي والأمر والجمل الاسمية وهي تأتي في الصف الأول والثاني الثانوي فقط والباقي اجتهاد شخصي يبقى أن السماء في عبادان كانت شديدة المودة والأرض شديدة الترحيب حيث الشعر صديق الوقت والآلفة ابنة المكان في النهاية يمكن القول أن النثرية الاهوازية تجربة جادة تتسم بالاستقلال قدر ماتتتسم بالشفافية، فهي تقدم ومضة باتجاه الحياة اليومية، يتكئ على فيئها النثر دون الاهتمام بالنقد والنقاد، بل بحواريه التقنية وجماليات المفردة كتشكيل.

939-samar3

 ربما لأن الحوار حول النص أو النثرية غالباً ما يبدأ من منطقة مغلوطة، وكأن النثرية وليدة اللحظة، مع إنها موجودة منذ أكثر من خمسين عاماً، أقله ونحن لحظة الحوار كأننا نبحث لها عن استنساب ما، ومما يلفت النظر أيضا حين نتحاور حول قصيدة النثر يتحول إلى حصار وصدام ونفور، بعيداً عن البحث في روحها الإبداعية، بوصفها نوعاً متمرداًعلى المألوف.من هنا ربما صعوبة تلقيها، فهي غير قابلة للتلقي المباشر، لتقول خيارها الجمالي اختلافا. . . ذلك أن قصيدة النثر تجربة أليفة القصد دونما قصد أو إدعاء القصد. تتحرك في سياق حضورها بسبب حاجته القراءة متأملة وهادئة، وربما أيضاً يمكننا اعتباره نص بصري أي يقرأ بالعين وليس على المنبر. .

 وبلا أي جدل قدمت هذه القصيدة أطروحات جمالية مهمة، خاصة في نماذجها الممتازة .لكن المشكلة هو الاستسهال الظاهري الذي قاد الكثير من الأدعياء من تنصيب الغثاثه كشرط سهل التحقيق، هذا لايمكن نكرانه أيضا

 

في المثقف اليوم