تقارير وتحقيقات
كريمة نور عيساوي: جامعة سيدي محمد بن عبد الله تحتفي بحوار الأديان والسلام العالمي
في إطار الأنشطة الثقافية والعلمية التي دأب فريق البحث في علم مقارنة الأديان، التابع لمختبر الخطاب والإبداع والمجتمع: الإدراك والمتضمن، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، سايس، فاس تمت استضافة الباحثة الألمانية الدكتورة Corinna Muhlstedt الخبيرة في حوار الأديان، خاصة الحوار المسيحي الإسلامي حيث قدمت محاضرة قيمة بعنوان: "حوار الأديان والسلام العالمي"، وذلك صبيحة يوم السبت 22 أكتوبر 2016.
افتُتح هذا اللقاء العلمي المتميز بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم تناول الكلمة الدكتور الحسين الوزاني الإبراهيمي مدير مختبر الخطاب والإبداع والمجتمع، الذي أكد على أهمية هذا اللقاء، والدور المهم الذي يقوم به فريق البحث في علم مقارنة الأديان من أجل استنبات هذا العلم في الجامعة المغربية، وترسيخ ثقافة الحوار، متوقفا عند مجموعة من الأنشطة التي قدمها هذا الفريق، والتي لقيت نجاحا كبيرا. وأُعطيت الكلمة للدكتور سعيد كفايتي رئيس فريق البحث الذي استعرض تاريخ علم مقارنة الأديان بجامعة فاس، والذي يعود إلى سنة 2007، وهو التاريخ الذي شهد تأسيسه لماستر الدراسات السامية ومقارنة الأديان. وشاءت الصدف أن تتزامن محاضرة الدكتورة Corinna Muhlstedt مع إعلان افتتاح ماستر جديد باسم اللغات والحضارات الشرقية ومقارنة الأديان الذي يسعى جاهدا من خلاله الدكتور سعيد كفايتي إلا أن يكمل المسيرة التي بدأها منذ عشر سنوات خلت، والتي تعززت بانخراط باحثين شباب أكفاء أخذوا على عاتقهم السير قدما بهذا العلم، فأصدروا العشرات من الكتب، ونشروا العديد من المقالات ترجمة وتأليفا. ثم قدم تعريفا مسهبا حول الدكتورة Corinna Muhlstedt وإنتاجاتها العلمية القيمة المكتوبة باللغة الألمانية، وكذا تجربتها الصحفية الرائدة باعتبارها موفدة من ألمانيا لإحدى الإذاعات الوطنية الشهيرة لتتبع الشأن الديني في الفاتيكان.
ثم كان للجمهور موعد مع الدكتورة Corinna Muhlstedt التي افتتحت محاضرتها بالحديث عن اهتمامها الكبير بموضوع الأديان والحوار، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث زارت العديد من البلدان الإسلامية لتتعرف عليها عن كثب، ولتُقدم صورة صحيحة وواقعية عنها للإعلام الغربي. وتطرقت لتجربتها في المغرب، و في العديد من البلدان الإسلامية الأخرى، كما ركزت في معرض حديثها عن الحوار المسيحي الإسلامي على الوثيقة المعروفة باسم "فى زماننا هذا" التي أصدرها سنة 1965 المجمع الفاتيكانى الثانى. وكان الغرض من ورائها ربط علاقات متينة بين المسلمين والمسيحيين. وقد تطرقت في محاضرتها إلى الفكرة التي بُني عليها انعقاد المجلس العالمي للأديان، والتي تتمحور حول الإيمان بالحق في حرية الأديان، ومبدأ التعددية الدينية، والحق في الدعوة للدين بشرط اجتناب العنف. وأشارت أيضا إلى وثيقة أخرى أُطلق عليها اسم "شهادة المسيحي في عالم متعدد الديانة"، وهي نتاج عمل المجلس البابوي للحوار بين الأديان، ومجلس الكنائس العالمي، والاتحاد الإنجيلي العالمي بين عامي 2006 و2011. وتؤكد هذه الوثيقة، في مجملها، على نبذ العنف، ورفض التبشير عن طريق التلاعب بالعقول، أو ما أطلقت عليه اسم العنف النفسي. وذكرت الدكتورة أن دورها يتجلى في الحرص على تفعيل توصيات الوثائق السابقة، والحث على العمل بها. وفي هذا السياق يندرج سعي البابا جون بول الثاني نحو محاولة إيقاف الحروب، ومنها حرب العراق التي لم تجد آذانا صاغية لدى السياسيين. كما حذر البابا فرانسيس من وقوع وشيك لحرب عالمية ثالثة، مشيرا إلى أن الذين يسعون لإثارة الحروب لا يخدمون سوى مصالح مادية تتعارض مع مشيئة الله. وقد لقي رأيه دعما من طرف مجموعة من الكنائس المسيحية المختلفة المذاهب.
و قُدمت هذه المحاضرة باللغة الإنجليزية مصحوبة بترجمة فورية، تناوب عليها كل من الدكتور الحسين الإبراهيمي الوزاني والدكتور رشيد الوردي. واختتم هذا اللقاء العلمي بحوار صحفي أجرته الدكتورة Corinna Muhlstedt مع كل من الدكتور سعيد كفايتي رئيس فريق البحث في علم مقارنة الأديان والدكتور رشيد الوردي.
الدكتورة كريمة نور عيساوي - باحثة في علم مقارنة الأديان