تقارير وتحقيقات

حول ندوة المفكر الجزائري بوخاري حمانة

احمد ختاويإذا كان التنقيب عن النفط في جوف الارض، فإن التنقيب عن مأثر ومناقب المفكر ا لموسوعي، والفيلسوف الكبير بوخاري حمانة، لا يسعها لا ظهر الارض ولا جوفها ولا باطنها، وفي غورها، فهو معدن من لؤلؤ ومرجان، مهما نقبنا عنه لن نجد قرارا لعمق المأمول والنضال والطيبة والتنوير الفلسفي، بمعزل عن النظرية الفلسفية الغربية السائدة بحوضنا وبأحواض غربية أخرى، إلا إذا استحضرنا "وجدان الذاكرة" وولجنا "مناهل الرجل ومآثره وهو الذي واكب كثيرا من التحولات الاديولوجية وتصدى لشوائبها بعمق " أطاريحه الفلسفية " ب "منظار" وعي موسوعي لا يتوفر عند الأغلبية، وهو المتشبع بالفكر النير، اليبرالي في مفهومه الموسوعي، في عمقه وفي أطاريحه الممكنة وغير الممكنة، هذا التنقيب حصل زوال اليوم بالمركز الثقافي / العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة في ندوة فكرية، نظمتها جمعية الدراسات الفلسفية فرع العاصمة، تحت إشراف رئيسها الدكتور عمر بوساحة وقد دعا لها خصيصا من جامعة وهران على وجه التحديد من عاصروه وعايشوه وتتلمذوا عليه، و" ناظروه " في سجالات فلسفية مفعمة ب " الوحي والتنظير الفلسفي" حتى الحلقات المفقودة في مساره المسوعي و حتى في أبهى طرافته و ذروة " مهابته ونرفزته عندما تستولي على أفكاره وتتزاحم برؤاه " نظريات لم يحققها،.

الندوة اكتست طابع "النوعية المعرفية" في شقيها التنظيري والعلمي المعرفي،

بعد كلمة الافتتاح والترحيب بالحضور من قبل البروفيسور الدكتور عمر بوساحة الذي استعرض في توطئة شاملة مسار المفكر الكبير، الفيلسوف بخاري حمانة، مبرزا خصاله وتوقه المتأجج لفتح فرع للفسفة أو على الاقل ملحقة له بأي حرم جامعي سواء بوهران أو بالجزائر العاصمة، وقد بات هذا " الانشغال " يؤرقه في بعده الزمكاني، ولكنه تحقق بفضل تورية " أثثها " الاستبطان، الظاهري الجوفي، الوجداني أيضا عبر تضاريس " المأمول المنشق عن الطرح المركزي لذات المفكر والفيسلوف بسلوكيات المفاهيم المعاصرة،متحديا في ذلك الصعاب التي واجهته أنذاك .

رئيس جمعية الدراسات الفلسفية فرع العاصمة، البرفيسور عمر بوساحة في معرض حديثه عن المفكر، المرحوم بوخاري حمانه وقبل أن يشيد بخصاله، عرج في توطئته على أن الرجل حظي بمكانة مرموقة وعاصر عن كثب وألتقى بكبار الشخصيات والرؤساء وكان يلازمهم عن قرب، منهم جمال عبد الناصر، ياسر عرفات، تيتو، القدافي هواري بومدين والرئيس الحلي عبد العزيز بوتفليقة وكان محل اهتمام من قبل الهيآت العالمية الفلسفية في أكبر المحافل، في كل القارات، خاصة بالولايات المتحدة الامريكية، حيث القى محاضرة من " أكبر المحاضرات " على الاطلاق أمام أزيد من 500 منظّر في الفكر الفلسفي، فكان محل انشغال " الفكر الفلسفي في هذه الاوساط وغيرها،

وكانت " سابقة غير معهودة، في سجل " الراهن الفلسفي المعاصر، وبها صدّر المأمول فيه على صعيد " التنوير الفلسفي، والقفز على " النظرية الفلسفية الغربية السائدة والمستهلكة ..

الجلسة ترأستها الدكتورة نعيمة حاج عبد الرحمن، هي الاخرى أفضت بشهادات ميدانية في حق الرجل، لتبرز بدورها خصاله ومناقبه، وهي طالبة بجامعة وهران، في " كنف أشرافه وتوجيهاته، وغيرها، الدكتورة نعيمة توقفت عند ثلاث محطات مهمة في حق الفيلسوف بخاري حمانة، كلها كانت ميدانية لتعرج أيضا عن بعض خصاله الاخرى ونظرة الجيران إليه، عند العزاء هذه النظرة الموقرة " المبجلة للرجل، محطاتها الثلاث وزعتها على ثلاث مراحل من حياته، سأتطرق إليها في ورقة لاحقة .

ثم أحيلت الكلمة للدكتور بن شرقي بن مزيان من جامعة وهران، والذي جاء خصيصا من جامعة وهران للأدلاء بشهادته في حق هذه الموسوعة الفذة، مستعرضا في إفضاءاته ومداخلاته جملة من " المعابر " في مسار فقيد الفكر الفلسفي العالمي، الجزائري بوخاري حمانة، وقد غلبته الدموع وهو يسرد خصاله، هذه الدموع التي تسربت من مسرب الوجدان والوفاء عند ذكره لملازمه وصديقه الدكتور عبد اللاوي محمد، الذي لم يستطع حضور جنازته، حتى لا يغمى عليه، وهذا من فرط احترامه وتبجليه للرجل، فأناب عنه ولده في هذه المراسيم المهيبة، إفضاءات الدكتور بن شرقي مزيان، أتناولها هي أيضا في ورقة لاحقة، ثم تلاه الدكتور عبد الرحمن بوقاف من جامعة وهران أيضا، ليغوص في عمق " شخصية المفكر الفيلسوف بخاري حمانة، أشاد بخصاله ومآثره، ولي أوبة ألى أفضاءات الدكتورعبد الرحمن بوقاف في ورقة لاحقة أيضا ..

ثم اعتلى المنصة البروفيسور، الدكتور الناقد مشري بن خليفة ليبرز هو الاخر بدوره، أمكانيات وقدرات الرجل، عبر مساره العلمي ن الموسوعي والتنظيري، وعلاقته به أيام كان صحفيا، أي الدكتور مشري بن خليفة بصحيفة المجاهد، الاسبوعية وعلاقة اختياره لجامعة وهران، دون غيرها، في مساءلة معرفية، حول ما أفضى به الدكتور مشري بن خليفة، أعود اليها هي الاخرى في ورقة لاحقة ..

بعده أعتلى المنصة ألمتحدث : أحمد ختاوي، ليدلي بشهادته في حق الرجل، مبرزا بعض الحلقات المفقودة في مساره، من منظور معايشته ومعرفته،

مشيدا بخصاله ومآثره وما أكثرها، أفضاءات المتحدث أحمد ختاوي، هي الاخرى لها إرجاء في ورقة قادمة ..

اطلالتي هذه في هذه الأوبة من ندوة، أوكما اسمتها الدكتورة نعيمة حاح عبد الرحمن "تأبينية هي أطلالة مقتضبة لعالم فلسفي نوعي وعميق عمق أطاريح المرحوم، وهي إلتافتة نوعية، جديرة بالثناء والتقدير، كانت جمعية الدراسات الفلسفية - مشكورة - سباقة اليها، وهي ترافع لصالح فكر الرجل، وتستعطف" المأمول: في دراسة فكره، وهي بادرة حسنة يحسب لها ألف حساب .

في أعقاب الندوة، تعهدت وأعلنت جمعية الدراسات الفلسفية الجزائرية عن عقد ملتقى دولي بوهران مطلع شهر فيفري القادم، تخليدا لروحه الطاهرة و الذي يصادف ولادته .

ولي أوبة بأكثر تفاصيل الى هذه الندوة في نص آخر مستقل،

هذه " عصارة " تورية " استبطانية، لخمس شهادات كما الفرائض في ممكن الممكن معرفيا وفلسفيا، بعيدا عن المنحى العقدي

 

كتب: أحمد ختاوي /   الجزائر 

 

في المثقف اليوم