أوركسترا

سارة فالح الدبوني: فلتدع زهوركَ تتفتح في ربيعك الأربعيني.. أوركسترا

60-sara1كثيراً ما يقال عن الأربعين بأنهُ بدايةُ خريف العمر.. لكن بإمكانكَ جعلهُ ربيعاً من نوعٍ آخر.. أن تثق بأن الأربعينَ هوَ سنُ توازُنكَ النفسي ونضوجكَ الفكري والذهني بعدَ أن انخراطك بتجاربِ الحياةِ بأشكالها وازددتَ حكمةً وعقلانيةً وهدوءً ..! فأنتَ أيها الأربعينيُ اليوم تملكُ في جعبتكَ مخزوناً كبيراً من الخبرةِ، وقدراً عالياً من الكفاءةِ والقدرة التي لكَ أن تُطلقها وتنتفع منها بشتى السُبلِ للقضاءِ على كآبةِ دائرةِ الأربعين..!

لكَ أن تتخلصِ من مشاعرِ السلبيةِ والدونيةِ بأحساسكَ أنك تتقدمُ في السن وأن لاانتاجَ لكَ بعد اليوم.. فبالعكس، بمقدوركَ أن تبدأ اليوم وتُطلقَ العنانَ لنفسكَ وتتركَ لها بصمة..! ولاتنسَ بأن أغلب النجاحات تحققت وأبرز العظماءِ قد برزوا بعد سن الاربعين لأنهم باتوا في سن تخلصوا عندها من سطوةِ العواطف والرغبات التي بددت طاقتهم وقلصت انتاجهم وقدرتهم على النجاح والتألق.. فلو نظرنا الى سجلات الناجحين كأمثال هنري فورد، جيمس جيه هيل، النابغة الذبياني، جورج دوما، وايزابيل اليندي وغيرهم لرأينا بأنهم لم يصلوا الى ذروة النجاح ولم تفصح قريحتهم عن انجازاتهم العظيمة وابداعهم الا بعد تجاوزهم الاربعين.

60-sara2

فأنتَ اليوم في صدد استخدامِ تلكَ العوامل العاطفية منها والغريزية بشكلها الصحيح وبذكاءٍ فائق مايجعلها لكَ مصدرَ إلهامٍ وابداع.. فحيثُما أُسيءَ فهمُ الحبُ وأطلقت عليهِ الاتهاماتُ مما انزلَ وما لم ينزل اللهُ بها من سُلطان.. أنتَ وحدكَ اليومَ تفهمهُ وتتقنُ معناهُ وعمقه.. فلو كنتَ متزوجاً فلتنظر لحُبكَ في عيني زوجتك.. وإن لم تكُن كذلك فلتبحث عنهُ وستجدهُ حتماً..وإياكَ والقولُ بأنكَ بحثتَ عنهُ وقد أحببتَ في ماسبقَ دونما فائدة، فاللهُ جل وعلا قد كتبَ لكُلِ انسانٍ حُبٌ حقيقي، وأنت حتماً بصدَدِ ايجادهِ اليوم..!

أنكَ  قد كبرت..هذا هو الوهمُ الأكبر..بل الأصح انكَ اليومَ قد بدأتَ فصلاً من أجملِ فصولِ حياتكَ انتَ البطلُ فيها بلا منازع..!

60-sara3

وأنتِ سيدتي الأربعينية.. وقد دخلتِ ربيعاً جميلاً تسري فيهِ جاذبيتكِ وتتألقُ فيهِ شخصيتك..إياكِ والادعاءُ بأنَ العُمرَ قد أخذكِ بعيداً..فبعد أن ارتوت عاطفةُ الأمومةِ لديكِ بأبناءٍ رائعين أنتِ اليوم على طريقِ الوقوفِ الى جانبهم أكثر ..وإن لم تكوني أُماً بعد فأنتِ على رأسِ نجاحاتكِ الحياتية التي ستصلُ ذروتها باصراركِ وقدرتكِ على تحقيقِ كل ماحلمتِ بهِ يوماً، فلا يأسَ داخلكِ ولاذبول وتذكري بأن الجمالَ لايقفُ على سنٍ معينة فالمرأة الذكية تعرف كيف تعيش جمالاً من نوع آخر، حتى لو بدأ العمر يتقدم بها،  وثقي بأنَ فترة الأربعينات من العمر ليست بداية خريف الجمال، وإنما هي ربيع لجمال آخر يتفتح بالعمل والنضج والعطاء بعد أن خضتِ من تجاربِ الحياة الكثير مما يؤمنُ لكِ طريقَ تفاهمٍ خاصٍ مع المحيطين بكِ لتكوني انتِ المرجع لهم خصوصاً بعد أن اصبحتِ أكثرَ جاذبيةً وألقاً....

رسالتي لكُل اربعيني..  لاتستسلم لاحساسكَ بالعجز والاكتئاب اللذين يقع فيهما البعض بل تطلع الى حياة جديدة وآفاق جديدة وحياةٍ أكثر نشاطاً وابداعاً في هذا الفصل الجديد والذي يعدُ كل مادونهِ ضمن التجربة والتمرين لا غير.. فأنتَ لازلتَ أنت..تمارسُ هواياتكَ المفضلة، رياضتكَ المفضلة، تلتقي باصدقائكَ وأحبائك..وماتغيرَ فيكَ إلا حبكَ لتتغيير نحوالأفضل وتركِ بصمتك..! وتذكر بأن مامرحلةُ الثلاثينيات إلا مرحلةٌ انتقالية تحولية الى مرحلةِ الأبداعِ والألق التي ستتذوق طعمها بدءً من الآن..!!!

تحيتي لكُل اربعيني طموح سعيد مُبتسم ومتفاءل.........

 

بقلم: سارة فالح الدبوني – صحيفة المثقف

 

في المثقف اليوم