أوركسترا

بــغــداد.. باب المعظم

الكتابة هنا ليست ترفا ثقافيا وأنما توثيقا جغرافـيا لاحداث تـأريخية مهمة، لقد بنى الخليفة العباسي المستظهر بالله سور بغداد/ الرصافة 1095ميلادي وبخمسة ابواب ابرزها باب المعظم واحاط السور بالمدينة قوسيا ابتداء من نهر دجلة/  موضع القشلة تاركا مسافة عن الشاطيء (ولايزال جزء منه جنوبي غرب مبنى الدفاع الحالي) ثم يتجه شمالا ثم شرقا لينتهي بالباب الشرقي الحالي وبطول 9 كم وعرض 5.5م مع 117 برجا للمراقبة يحيطه خندق بعمق 7م، وسبق وان تم التشييد الاول للقصور من قبل المنصور لولده المهدي 0770 ميلادي، واخيرا أمر الوالي مدحت باشا بهدم السور1870.

يقترن باب المعظم بالوجهه وليس بالموضع اذ ان مفهومه المكاني متغير اداريا حيث تتعدد محلاته كما تتوسع مدلولاته لاوسع من موضعه، وسيتم هنا تناول المنطقة المحصوره ما بين نهر دجلة غربا وشارع الخلفاء شرقا وما بين (جسر المعظم ومجسر مشاة شارع الخلفاء شمالا) ومحلة الحيدرخانة جنوبا، وبوسطها شارع الرشيد الذي فصل المحلة الواحدة وازال معالم واستحدث اخرى منذ 1916.4182 بغداد

كان باب المعظم وحدة بنائية متكاملة تتكون من بنايتين يربط بينهما مجسر بثمانية اروقة مغلقة ومفتوحة والبناية اليسرى بطاق مقوس بأرتفاع 10م وفيه الباب الكبير المزود بباب حديدي وقد ازاله البريطانيون 1917 لتسهل مرور الياتهم، وهنالك بابين صغيرين لمرور المشاة، اما البناية اليمنى فقد خصصت للادارة والحراسة، ثم ازالت امانة بغداد كامل البناء 1923، ولقد عبرت من الباب عدة جيوش منها التتار1258 والعثمانيين 1534 والصفويين 1624 والبريطانيين 1917 والامريكان 2003.

بالرغم من تنوع استعمالات الارض فأن المحلات السكنية هي الاعلى نسبة وبنسيج حضري عنكبوتي متداخل، وبفعل التجديد الحضري المتعاقب تداخلت المسميات التي تتطلب التحديد الدقيق وعلية فيستم الافترض الفاصل بين المحلات القديمة وفقا لمسارات الشوارع الرئيسة الحالية خلافا لوحدتها المكانية الاقدم، وطبقا لخرائط جونز1852 ومود1917 واطلس بغداد1952 وكوكل2022 كانت هناك اكثر من الف محلة ايام العثمانيين في عموم بغداد وفي 1917 قلصها البريطانيون على عجل وتم تسمية 80 محلة فقط في الرصافة بالدمج او الالغاء لسابقاتها تمهيدا لاحصاء السكان وسميت طبقا للمعالم والشخصيات، وقد عدت محلة السور الاولى في بغداد وأخذ سجل نفوسها للمملكة العراقية 1924الرقم واحد.

محلة السور تقع يسار الداخل من موضع باب المعظم وتمتد شرقا عبر شارع الخلفاء الى نهاية عقارات تكية الشيخ كمر الرفاعي النعيمي حيث تحادد محلتي الفضل والمصرف اما جنوبا فتحادد محلة الطوب، وكان فيها جوار الباب مقرا عسكريا تحول للخيالة ثم للشرطة وفي1955 شيدت بدلها دائرة لمصلحة نقل الركاب والى جوارها البنايات الاهلية والحكومية الى النهاية، اما ساكنيها فغالبيتهم ممن عملو في الادارتين العثمانية والملكية فقد كان خلف مقر الخيالة دار المشير محمد فاضل الداغستاني وكيل الوالي العثماني ببغداد1913 وهو والد اللواء غازي قائد فرقة1956، والى جوار المشير ومقابل جامع الازبك دار الباشا نوري السعيد ابن صالح الملا طه القرغولي والذي انتقل اليه من محلة تبة كرد ولغاية 1936 حيث انتقل الى الوزيرية، وقريبا منه دار صهره الفريق جعفر العسكري النعيمي، ودار السيد رفيق سعيد الدليمي 1890 - 1930 وصهره/ عمه السيد عبد الرحمن وكلاهما عملا بالدائره العدلية العثمانية والملكية بمبنى القشلة ( ومن ابناء رفيق سعدي و احسان والد العميد الركن عبد الرحمن احسان ’’ وابنائه؛ الدكتور الصيدلي عمر عبد الرحمن والدكتور المهندس علي عبد الرحمن’’، والنقيب سمير احسان والد السيد بارق).4183 بغداد

محلة الطوب تحادد محلة السور شمالا وتمتد الى محلتي الميدان وقمر الدين جنوبا، ومن الشرق تحادد محلة المصرف، ومن اهم معالمها القديمة الحمام خلف مبنى دار الكتب الحالي، وكانت امام الحمام مقهى الوقف وسط شارع الرشيد وبجوارها تكية الطالباني لرضا الطالباني مقابل بوابة الدفاع ثم خان علو لايواء عربات الخيول، وقد تم ازالت معظم ابنيتها 1953 لتتحول الى ساحة لبيع الدواب ثم محطة وقود/ بنزينخانة باب المعظم، وحاليا اقيم على انقاضها مبنى (دار الكتب والوثائق العراقية/ 1977، وهي امتداد لمكتبة دار السلام1938 /  العامة/  الوطنية والتي ازيل مبناها 1959 الواقع عند تقاطع باب المعظم بأتجاه الاعظمية، وعلى انقاضها شيدت كلية التقنيات الحالية) وبعد مبنى دار الكتب جامع المرادية للوالي مراد باشا 1566 وجواره زقاق الجيجان الواصل الى محلة علي افندي شرقا وكان من سكنة الزقاق السيدة فوزية والدة الفنانتين هناء وهيفاء العبدالله (فرقة الفنون الشعبية)، وكذلك دار القاصة مليحة اسحق، اما الزقاق الاخر جنوبا فيصل الى محلة راس الكنيسة شرقا وفي ركن مدخله كان دار السيد اسماعيل الحاج خالد الموصلي الذي ارتحل 1938 لتنامي مرافق اللهو، وامام مدخل الزقاق (مقهى خليفة يسار مدخل سوق السلطان/ الهرج والمواجه شمالا لساحة/ حديقة الميدان الصغيرة)، وما تبقى داخليا من محلة الطوب فقد تدعى عبر السنين، وكان من سكنتها والمولود فيها 2013-1925 المؤرخ الاستاذ الدكتور حسين امين عبد المجيد الجشعمي.

محلة قمر الدين، محلة عباسية قديمة 1122 جنوبي محلة الطوب وتوزعت مساحتها مبكرا مابين شارع الرشيد ومحلة الصابونجية وقد ازيلت بالكامل لتشيد على ارضها عدة ابنية منها بناية الاشغال العسكرية، ومقهى الدليمي الحالي.

محلة البارودية/ البارودخانة سميت لوجود مخزن بارود الجيش العثماني وان اصل ارضها يعود الى مقبرة باب أبرز للعباسيين خارج قصورهم، امتدت حدود البارودية من ساحة الميدان الصغيرة غربا الى محلة تبة كرد/ الفضل شرقا ومن محلة الحيدرخانة جنوبا الى المحلات الصغيره/ عكود والتابعة لها شمالا ومنها رأس الكنيسة، واصبح معظم الجزء الشرقي منها ضمن شارع الخلفاء (عالية/ الجمهورية) المشيد 1955-1957 ولم يبقى من اثرها الا اشرطة مساحية ضيقة بفعل التجديد الحضري 1953-1983، وشيدت على انقاضها الابنية الحديثة وساحة باصات الميدان، وكان من سكنتها كل من الوزير/ 1950 حسن سامي تاتار العلوي تولد 1895, الوزيرة/ 1959 نزيه سلمان الدليمي تولد1923، الشيخ جلال الحنفي تولد1914، وهناك تداخل في مسميات معالمها ومحلاتها وعقودها تكرارا وتشابها وعليه سيتم الاخذ بالتسمية الشائعه منها.4184 بغداد

محلة رأس الكنيسة وتقع شمالي البارودية والى جنوبي محلة مراد علي وسميت نسبة للكنيسة (الارثدوكسية/ الارمنية/ المسكنته/ مريم العذراء) التي شيدت ايام السلطان مراد الرابع من قبل قائد المدفعية الارمني كوك نزر 1639 وجدد بنائها 1970 لهبوط ارضيتها مترين عن محيطها، وكان جوارها دار اسماعيل حقي مدير الخزينة الملكية.

محلة الصابونجية وتقع شمالي البارودية جوار محلة رأس الكنيسة وكانت تتضمن دربونه واحدة بعدة ازقة بعضها بمنفذ واحد وفي مدخلها الشرقي موضع جامع (النظر الجميل) المشيد ايام الوالي مدحت باشا، ولها تسميات عديدة تقترن بتجارة الصابون او باعة التبن بالتركية او باعة رؤس الغنم /  الباجة كما في سياق العبارة الرياضية (كله/ رأس) او مكان قطع رؤس المسلمين من قبل هولاكو1256. وشهدت تنامي مرافق اللهو وتضمن مدخلها الغربي عدة دكاكين ومركز صحي واخر للشرطة لازال قائما ومقابل المدخل كانت بناية مقهى/ مسرح الهلال الذي غنت فية السيدة ام كلثوم واستقبلها الشاعر معروف الرصافي1934 وتم اشغال البناية لاحقا بدائرة للتجنيد ثم فرنا للصمون1970. ينحدر سكنتها من مختلف القوميات والاديان والمناطق ومن خارج العراق، ومن سكانها القدماء الشاعر جميل صدقي الزهاوي 1863- 1936، والمقدم صالح العزاوي، والسيدة صديقة الملاية ابنت محمد المولودة في محلة الفضل1901 وسكنت في ما تبقى من دور المحلة الى وفاتها1969، وفي 1953 وبأمر رئيس الوزراء محمد فاضل الجمالي وبهدف التوسع والتجديد الحضري تم هدم وازالة محلة البارودية واطرافها من محالات راس الكنيسة والصابونجية وقمر الدين والميدان وشيدت بمكانها خلال1953-1983 ساحة باصات الميدان الوسعة حاليا وخط من الابنية الحديثة بعدة طوابق، وما بقى من محلة الصابونجية الا عدة دور أيلة حاليا للسقوط.

محلة علي مراد وتقع جوار محلة رأس الكنيسة شمالا وشرقي محلة الطوب التي ترتبط بها عبر زقاق كان مختاره توفيق اجانص، وسميت المحلة على اسم الجامع الذي شيد1720 من قبل السيد علي مراد افندي دفتردار بغداد = وزير مالية، ويقع مدخل الجامع عند الرصيف الايمن لشارع الخلفاء مباشرة بعد ان ابتلع الشارع دربونة القبطان التي كانت امام الجامع، ومن مختاريها سلمان احمد الموصلي والد كل من الفريق ياسين الهاشمي رئيس الوزراء1922 والعميد طه الهاشمي رئيس الوزراء1942، ومن مختاريها محمد عبد الوهاب1928 ثم ولده حبيب 1954.

محلة الجلالي وتقع مباشرة شمالي محلة علي مراد ومن سكنتها الحاج محمد (الضابط في الجيش العثماني) ابن سليم الخالدي الموصلي، والــد النحات جواد سليم1919 الذي كان لشقيقه الفنان سعاد محلا/ مرسما في مدخل المحلة، ومن سكنتها ايضا وزير الدفاع/ 1945 الفريق اسماعيل ابراهيم نامق البياتي تولد 1892.

محلة المصرف وتقع شمالي غربي محلة البارودية وشرقي محلة السور وجوار محلة الفضل شرقا وسميت على اسم جامع المصرف وسطها ومن سكنتها ناجي المصرف/  الخطاط والد اللواء عبد المنعم المصرف متصرف/  محافظ لواء السليمانية1951.4185 بغداد

ان الداخل من موضع باب المعظم يواجه على اليمين مبنى قاعة الملك فيصل الاول المشيدة 1942 ثم سميت الملك فيصل الثاني1953 والشعب 1958 وشيدها كولبنكيان/ شركة نفط العراق، وشهدت مختلف الاحداث السياسية والعسكرية والثقافية، وبجوارها جنوبا جامع الازبك المشيد1682 بضمنه المدرسة الدينية، وموضع القاعة والجامع في الركن الشمالي الشرقي لمبنى الدفاع الذي شيد 1934 على أنقاض قلعة بغداد/ الداخلية 1430 التي جددها وسورها السلطان سليمان القانوني1534، واصل ارض القلعة مباني عباسية بمحلة المخرم الاقدم وفيها بناء طاق قصر الخليفة العباسي المأمون، وأتخذت مخازن عسكرية ودواوين حكومية ادارية وتموينية وسجن القلعة وفي جنوبيها الغربي محلة السكة خانة وتتصدر القلعة شرقا ساحة للتدريب والاستعراض العسكري، وتتكون القلعة من وحدة بنائية مسوره رباعيا مع ابراج ركنية للحراسة محاطة بخندق عمقه 5 م، (ومن اثارها بقايا سورها خلف جامع الازبك وقاعة الشعب)، لقد أتخذت القلعة مرارا مقرا للوالي العثماني، وفي خارج سورها شرقا شيدت مقهى المصلى1846 قرب جامع الازبك تليها مقهى سيد بكر.

محلة الميدان يختلف مدلول اسمها مابين مساحتها الكلية، وساحتها الصغيره عند الركن الجنوبي الشرقي لمبنى الدفاع الحالي، لقد شيدت الساحة اصلا من قبل العباسيين خارج قصورهم للرياضة والتسلية، وبعد ذلك استخدمت لتداول البضائغ والسلع وادى تنامي الاعمار عبر السنيين الى تحولها لساحة صغيرة شمالي موضع جامع الاحمدي وفي 1047وضع فيها طوب ابو خزامة/ مدفع نحاسي بطول4م وبنصف متر لقطر فوهته ويعود للسلطان مراد احمد، وتم بعد ذلك تشييد المحلات التي قضمت من مساحتها ومنها (مقهى البلدية1919 جنوبي غربي الساحة، ومقهى عزاوي يمين مدخل سوق السلطان/ الهرج ), وفي شمالي غرب الساحة مباشرة كان مبنى المدرسة المأمونية، وتم تسييج حديقة ساحة الميدان الصغيرة/ القفص قبل تقليصها1953، ثم ازالتها.

جامع الاحمدي/ الاحمدية (جامع الميدان) شيد على ارض جامع القصر في عهد العباسيين من قبل الوالي العثماني احمد باشا1796 وموضعه مدخل (سوق السلطان/ الهرج اقدم الاسواق العثمانية ببغداد لتداول مختلف البضائع والسلع والصناعات الحرفية، ’’وللسوق مدخل جنوبي صغير ينتهي شرقا بشارع الرشيد بعد انشائه/ الحالي، والذي اوجد ابنية ومحلات جديدة على يمين الشارع تحيط بسوق السلطان من جهة الشرق ابتداء من؛ فندق الهلال فوق خان المدلل، ومقهى ام كلثوم 1970، ومطعم الشمال‘‘)، وكان في جامع الاحمدي مدرسة الاحمدية العلمية الدينية ومن خطباء الجامع الملا طه القرغولي جد الباشا نوري السعيد، وشهد الجامع تغيرات عديدة بدأت باحاطته بالحدائق التي امتدت الى مشارف دجلة ولذلك سميت المحلة التي اقيمت على ارضها بمحلة البقجة.

مدرسة المأمونية الابتدائية شيدت بنايتها ايام والي بغداد العثماني جاويد باشا بأسم مدرسة الاتحاد والترقي، وتحولت الى مدرسة المأمونية الابتدائية1917 نسبة لايوان قصر المأمون في القلعة، وموضعها جنوبي غربي حديقة ساحة الميدان الصغيرة مباشرة وكان مدخلها الشارع الذي يفضي الى بناية المدرسة الثانوية المركزية 1927، ومن طلاب مدرسة المأمونية الملك غازي والملك فيصل الثاني، وقد تم 1957 نقل المدرسة الى بناية جديدة في منطقة الوزيرية اما بنيتها القديمة فقد اشغلت بدائرة معارف بغداد المركزية1959 ثم هدمت1970 وضمت ارضها الى مبنى الدفاع عند جهتة الجنوبية الشرقية.

محلة البقجة/ الحديقة كانت تمتد من موضعي جامع الاحمدي ومدرسة المأمونية الى مشارف نهر دجلة، ومن سكنتها الفنان فائق حسن الذي ولد فيها1914 كما سكنها المحامي نصير كامل الجادرجي ومن معالمها المدارس السابقة الذكر، وعلى يسار شارع المدرسة الثانوية المركزية شرقا وباتجاه جنوبي شرقي هناك بناية دائرة بريد بغداد المركزي ولاحقا بريد باب المعظم ومكتب بريد الاقصى وتعد اقدم دائرة بريدية في العراق وقد شيدها العثمانيون1913 ثم غير البريطانيون نظامها الى البريطاني1917 ادارة وعملا ولغاية قيام المملكة العراقية بادارتها1921 واصدار اول طابع عراقي وبقي نمطها بريطانيا بما في ذلك أليات العمل ونصب الساعات الجدارية داخل وخارج البناية، وقدم بريد بغداد المركزي خدمة بريدية كبيرة لكل المؤسسات الحكومية والعموم ولا زالت البناية بموضعها بالرغم من نقل مكتب بريد الاقصى الحالي الى ساحة الميدان للباصات والمطل على شارع الخلفاء.

قصر الحرم في الاصل شيد مدرسة للصنايع1762 على انقاض قصر ام حبيب ابنة هارون الرشيد وموضعه شرقي القصر العباسي الحالي وشمالي (دار الحكمة المجاور له)، ولاحقا تم تحوير البناء قصرا بثلاثة غرف وحديقة وقد سكن فيه الملك فيصل الاول 1924-1933 ونشأ فيه الملك غازي وكان الى جواره بناية البلاط الملكي الذي استخدم مجلسا للنواب1938-1967 بسياق متقطع، وجرت فيه1958 محاكمات المهداوي، ثم استخدم متحفا عسكريا ثم قصرا للفنون1980، والى دار الحكمة.

محلة السراي نسبة الى السراي الحكومي ثم محلة جديد حسن باشا وحاليا مابين مبنى الدفاع شمالا وشارع المتنبي شرقا، وفي يسار ساحة السراي شرقا شارع حسان ابن ثابت (الذي يمتد الى شارع الرشيد عند مقهى الزهاوي/ وكان فوقها فندق الجواهري) وعند ركن الشارع ومقابل السراي هناك دارا بنمط بريطاني (حاليا البيت الالماني) وكان لصاحبة الاعمال روجينة (شقيقة سليمة مراد زوجة المطرب ناظم الغزالي)، ويقابل الدار شمالا بناية 1957المصرف العقاري/ الخزينة ( وخلف بنايته اثار الحمام والتكية البكتاشية )، وفي غرب ساحة السراي المدرسة السليمانية1792 وجامع النعماني1772 ثم مبنى السراى/  الشرطة العامة والقشلة/ مبنى حكومي 1861 واشغلت القشلة بالعديد من الدوائر والوزارت الحكومية في العهدين العثماني والملكي وقد توج فيها الملك فيصل الاول، ويقابل القشلة شرقا وباتجاه الغرب كل من بناية متصرفية/ محافظة بغداد ثم جامع السراي1704 ومبنى مدرسة/ كلية الحقوق1908 (التي تم تجديد بنايتها 1934 وفقا للتصميم البريطاني/ الفكتوري، ومن ابرز خريجيها الاوئل المحامي/ المؤرخ عباس العزاوي) يلي بنايتها جامع الملك.

هكذا كان باب المعظم بمنطقته ولسنين طويلة بوابة بغداد العاصمية للعراق فالمنطقة كانت بوابة السلطة السياسية والعسكرية والخزان التجاري ومنصة العلم والثقافة والفن والترفيه وساد ساكنيها القناعة والتعايش الراقي بالرغم من تميزها بأخلاط السكان قوميا ودينيا لقدوم بعظهم من مناطق بعيده وعلى امتداد القارات الثلاث، وكان للتطورات الحديثة عالميا وتنامي مختلف الاطماع منعكساتها على ما ساد سابقا مع ان ذلك ليس غريبا عن المجتمعات الانسانية على مدار التأريخ البشري.

***

مجيد ملوك السامرائي

جغـرافـي، كاتـب ومـؤلف وأستاذ جامعي

في المثقف اليوم