أخبار ثقافية
كم أكره القرن العشرين- مُعلَّقة بلوشي.. رواية جديدة للروائي عبدالكريم العبيدي
صدرت مؤخرا عن دار "قناديل للنشر والتوزيع" في بغداد رواية جديدة بعنوان: "كم أكره القرن العشرين – مُعَلَّقة بلوشي" للروائي عبدالكريم العبيدي. تقع الرواية في "442" صفحة من القطع الكبير، وجاء على غلافها الأخير: "كثيرا ما أذلني اليأس من مرارة التجوال، داخل أزقة غدت عزوفة عن تقبُّل أي احساس يداهمني من خارج خوائها. شاخت البصرة يا "بالاچاني"، غادرت ماضيها رسميا بلا رجعة، وتحولت نهاراتها الى مترادفات مبهمة، قبيحة الوجوه، وفاقدة للوضوح أيضا. لم يعد فيها ما يستوجب التمعن أو يستحق أيّ رثاء. لقد بدا الأمر وكأن بصرةً قديمةً تنزاح، مفسحة لمعاول الخراب رسم ركام دورة جديدة من ويلات أواخر القرن العشرين.
تدور أحداث الرواية في ثمانينيات القرن الماضي ابان الحرب العراقية الايرانية وتأخذ بحياة أبطالها القلقة وهم من الفتيان المهمشين المكتوين بمحرقة الضياع بين نيران المعارك وعدمية الحياة التي نهبتها الحرب وسرعة التحولات في خضم القصف المدفعي الايراني الذي أجبر مئات الآلاف من عائلاتهم على التهجير بعيدا عن مدينتهم البصرة جنوبي العراق، كما تتابع تحولات عائلة عراقية بصرية بلوشية وما حصل لها جراء الحرب والتهجير.
نقرأ من الرواية:" كنت أروم اللهو في دواخلهم بعد استفحال الخراب بي. الخراب أم بداية الجنون؟ وكنتُ بأمسِّ الحاجةِ إلى تشريعٍ دنيوي يُبرِّئ رعبي المهول من القزم الذي لا يراه أحدٌ غيري، ومن هربي المصدوع إلى ما تحتِ خط الضياع، فهذا التراجع المستمر في جدوى الهرب، يُطلقُ، في كل مرة، ما لا يحصى من النبوءات عن انهيار وشيك سأتعرض له حتما، وهذا أمرٌ لا ينبغي الاستخفاف به بعد الآن. لابد أن أقر بهزائمي، بموت "رواء" في دمي. لم يعد العقل أعدل الأشياء توزعا بين الناس يا "ديكارت". العقل هنا، في هذه المدينة المجنونة، هو أساس الخراب، بيت الداء المسكون بالجن، النخل الذي "شاص" مبكرا، وبات في أعنفِ نوباتِ شكوكك يا "ديكارت"، مسؤولا على أول ضربةِ معولٍ في فوضى هذه الحواس ".
وسبق للعبيدي أن أصدر روايتين سابقتين هما ضياع في حفر الباطن التي تحولت الى مسلسل درامي بثلاثين حلقة كتب السناريو له الروائي أحمد سعداوي وبُث من على شاشة "العراقية" قبل أعوام، ورواية الذباب والزمرد التي كتب عنها الكثير من النقاد والروائيين.
الروايتان تدور أحداثهما في خضم الحرب والحصار القاسي سيء الصيت الذي فرضته قوات التحالف بقيادة أميركا، وهو ما تجسد في أحداث الروايتين وأطوار حياة شخوصهما الموجعة، وقد لاقت الروايتان اهتماما كبيرا من النقاد والقراء العراقيين معا، كما تناولتهما كتب نقدية بحثية ودراسات. ومن أبرز هذه الكتب هو كتاب:"War and Occupa in Iraqi Ficton " للدكتورة اكرام المصمودي والصادر باللغة الانكليزية عن احدى دور النشر في لندن.
بغداد- خاص