أخبار ثقافية

مواطنة شرف للأديب فتحي فوراني

دأب مجلس عارة وعرعرة المحلي في السنوات الأخيرة على تنظيم أياماً ثقافية لمدة أسبوع، أو ليومين متتاليين، وهو أمر مرتبط بالميزانية، وتمنح خلال ذلك مواطنة شرف لأحد المبدعين المحليين لمن لهم بصمات خاصة في المشهد الأدبي والساحة الثقافية .

وبالأمس (في يومي الجمعة والسبت الأخيرين) تم تنظيم فعاليات وأنشطة ثقافية في القرية، ومنحت مواطنة هذا العام للأديب الأريب فتحي فوراني (أبو نزار)، رئيس اتحاد "الكرمل" للكتاب والأدباء الفلسطينيين في الداخل، وذلك تقديراً وتثميناً لدوره الطليعي والريادي، ولنشاطاته الثقافية المتنوعة ومنجزاته الادبية الابداعية، وعطاءاته التي لا تقدر في خدمة ثقافتنا العربية الفلسطينية في هذه الديار .

وكان مجلس عارة وعرعرة المحلي منح المواطنة سابقاً للشاعر الكبير الراحل سميح القاسم، وللكاتب القصصي والروائي محمد علي طه .

وفتحي فوراني هو صفدي الولادة، نصراوي المنشأ والمربى والدراسة الثانوية والحياة الاجتماعية واللقاءات الأدبية والثقافية والصداقات والعلاقات الشبابية، وحيفاوي العمل والعطاء والابداع والكفاح والعمل الاهلي .

وهو أستاذ للغة العربية، ومدرس سابق في الكلية الارثوذكسية العربية في حيفا، ومحاضر في " اورانيم " الكلية الاكاديمية للتربية .

وهو شاعر وقاص بامتياز، وناقد وكاتب مقالة من طراز رفيع، كذلك فهو ناشط ثقافي ويرأس اتحاد " الكرمل " للأدباء الفلسطينيين، وأشغل سابقاً نائباً لرئيس بلدية حيفا .

له أكثر من خمسة عشر منجزاً في الأدب والتراث وقواعد اللغة العربية، ومن أبرز مؤلفاته : " دفاعًا عن الجذور، الأخطاء الشائعة في اللغة العربية، مسيحيون ومسلمون تحت خيمة واحدة، بين مدينتين (سيرة ذاتية)، حكاية عشق (سيرة أدبية)، وجداريات نصراوية - شرفات على الزمن الجميل " وغيرها .

وفتحي فوراني مشارك بشكل بارز ودائم في " نادي حيفا الثقافي " الذي يجري نشاطاته الأدبية والثقافية تحت رعاية المجلس الملي الارثوذكسي الوطني في حيفا .

فتحي فوراني أديب مبدع أثير، خفيف الظل، تقدمي الفكر، رفيع الذوق، يمتاز أسلوبه بالرشاقة والعذوبة والجمال والمتعة اللغوية، وحصافة الرأي، وكلماته كالسلسبيل منسابة تتغلغل في القلب والعقل معًا، وحدود مملكته تمتد من مدينة صفد المتربعة على سفوح الجليل، وبين مدينة البشارة الناصرة الى لؤلؤة حيفا وعروس البحر والكرمل حيفا .

انه أيقونة ثقافية، ودرة ماسية في المشهد الثقافي والاجتماعي والوطني والحضاري .

فتحي فوراني يستحق المواطنة، وهي مبادرة طيبة ولقتة تقديرية من مجلس عارة وعرعرة، يستحق عليها التحية والثناء .

آنني إذ أهنىء صديقنا الغالي فتحي فوراني، الكاتب الأصيل، والأديب المثقف (بالفتحة) والمثقف (بالكسرة)، والانسان الشهم والرائع الراقي، والمربي الفذ عاشق لغة الضاد، الذي تخرجت من معطفه عشرات الأجيال .

مبارك يا أبا نزار، وتمنياتي لك بدوام العطاء والابداع، ومزيداً من النشاط الثقافي في خدمة مجتمعنا العربي، وتحية حب ومودة خاصة .

بقلم : شاكر فريد حسن

 

 

في المثقف اليوم