ثقافة صحية

هل الكورونا تسببها بكتيريا؟

تنتشر هذه الأيام عبر رسائل نصية على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات كاذبة تدعي ان كوفد -19 ينتج عن بكتيريا ولذلك يمكن علاجه بسهولة. في الواقع، يسبب كوفد -19 فيروس ولا يوجد علاج له.

القصة كاملة:

سبب كوفد -19 هو فيروس شوهد لأول مرة في الصين في نهاية عام 2019 وانتشر في جميع أنحاء العالم، ووصل إلى مستويات وبائية. لا يوجد حاليًا علاج محدد له أو لقاح للوقاية منه.

لكن ادعاء ظهر على الإنترنت يهدف الى تضليل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يخبرهم من بين عدة أمور أخرى ان: "كوفد-19 هو بكتيريا، يمكن معالجته بسهولة بالأسبرين وبأدوية منع تخثر الدم.

بدأت الكذبة تنتشر كرسالة نصية- تم فضح النسخة البرتغالية المتداولة على الواتساب من قبل "منظمة التحقق من الحقائق البرازيلية- اجينسيا لوبا" في 15 اذار، وتم فضح النسخة الأخرى من قبل الهند في 25 اذار. لكنها انتقلت الآن إلى عدد كبير من منصات وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك المنصات العربية والفيسبوك، حيث بدأت تنتشر في مجموعات تؤمن بنظرية المؤامرة.

يدعي المنشور المنتشر في مجموعات أمريكية وغيرها أن السلطات الإيطالية "اكتشفت ان كوفد ليس فيروسًا، بل بكتيريا" وأنها اكتشفت ذلك عندما "خالفت قانون" منظمة الصحة العالمية "بعدم تشريح الجثث". 

تصف وزارة الصحة الإيطالية الفيروس التاجي الجديد، المسمى سار كوف 2، والمرض الذي يسببه، والمعروف باسم كوفد -19، بنفس طريقة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومنظمة الصحة العالمية. جميعهم يتفقون على أن الفيروس التاجي الجديد هو سلالة معترف بها حديثًا بضمن عائلة من الفيروسات المعروفة باسم الفيروسات التاجية، والتي تشمل الفيروسات التي تسبب نزلات البرد وكذلك الأمراض الأكثر خطورة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد أو السارس.

تستمر الوزارة الإيطالية في الإشارة إلى كوفد -19 على أنه فيروس وليس بكتيريا.

وهنا، من المهم فهم الفرق بين البكتيريا والفيروسات. البكتيريا هي كائنات وحيدة الخلية يمكن أن تعيش في بيئات مختلفة، بما في ذلك الأمعاء البشرية، حيث تساعد على هضم الطعام. في حين أن بعض أنواع البكتيريا غير ضارة، أو حتى ان بعضها مفيدة للبشر، فإن البعض الآخر يمكن أن يسبب أمراضًا، مثل التهاب الحلق والتدرن. يمكن عادة علاج الالتهابات البكتيرية بالمضادات الحيوية.

ومع ذلك، فإن الفيروسات أصغر بكثير من البكتيريا وتحتاج إلى مضيف حي لكي تتكاثر. تعمل بطريق الاستيلاء والاختباء داخل الخلايا المضيفة. لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية.

تم عزل الفيروس المعروف الآن باسم سارس كوفد 2 في 7 كانون الثاني في الصين وتم تبادل المعلومات حوله دوليًا لأغراض البحث. انتشرت الصور التوضيحية للفيروس في كل مكان خلال الأشهر القليلة الماضية. وتظهر الصور النتوءات الشائكة التي هي نموذجية لعائلة الفيروسات التاجية.

لذا، فإن الادعاء بأن السلطات الإيطالية اكتشفت أن "كوفد 19 هو بكتيريا، يمكن معالجته بسهولة بالأسبرين والعلاجات المضادة للتخثر" غير صحيح قطعا. فهو لا يسيء استخدام اسم المرض فحسب، بل يوحي زوراً بأن سارس كوفد 2، الفيروس الذي يسبب كوفد -19، هو بكتيريا.

الجزء الآخر من المنشور خاطئ أيضًا. لم تضع منظمة الصحة العالمية "قانونًا" ينص على عدم تشريح الجثث.

لكن وزارة الصحة الإيطالية، التي تم الإشادة بها في هذا الادعاء بإجراء تشريح الجثث، سعت بالحقيقة إلى الحد من تشريح جثث المتوفين ب كوفد -19، وأصدرت توجيهًا في 1 نيسان يقول إن تشريح الجثث لا ينبغي أن يتم على أولئك الذين ماتوا وهم "بكامل طاقتهم".

ونشرت منظمة الصحة العالمية إرشادات في آذار بالتفصيل الاحتياطات الواجب اتخاذها أثناء إجراء تشريح الجثث على أولئك الذين ماتوا من كوفد – 19.

بشكل عام، ذكرت المنظمة، إن الجثث ليست معدية، لكنها حذرت من أن بعض الاعضاء يمكن أن تحتوي على الفيروس الحي. وأوصت بإجراء عمليات التشريح في غرف جيدة التهوية مع وجود أقل عدد ممكن من الأشخاص، وارتداء جميعهم لمعدات الحماية الشخصية المناسبة.

 

أ.د. محمد الربيعي

 

في المثقف اليوم