صحيفة المثقف

الناخب العراقي ..وسيكولوجيا الاحباط (2-2)

وعن سؤالنا لهم: "لماذا لا تشارك بالانتخابات المقبلة"  توزعوا بين اجابتين:

· ان الذين انتخبوهم.. خذلوهم "وشحصلنا من اللي انتخبناهم"

·  وسواء شاركنا ام لم نشارك "ما راح يتغير شي".

 

هذا يعني أن نسبة كبيرة من العراقيين يائسون من اصلاح الحال، وموقفهم هذا ناجم عن حالة سيكولوجية سببها..ان تكرار الفشل يؤدي الى اليأس، وان الشعور باليأس هذا يقوى اذا جرى له تعزيز من يائس آخر،والأخطر اذا تحول اليأس الى عدوى تنتشر بين الناس..ويبدو أنها ما تزال ساريه وان "لقاحات" البرامج السياسية والدعائية ما تزال غير مؤثره.

 

ومشكلة اليائس انه يرحّل اخطاءه على الآخرين. فاذا كان يرى في عدد من أعضاء البرلمان الحالي أنهم خذلوا الناس، واثروا وفسدوا.. فهم لم يأتوا عبر انقلاب بل هو الذي جاء بهم( الناخب العراقي). ولأن تغيير حاله نحو الأحسن مرهون بمجيء برلمانيين كفوئين ونزيهين، فان الفرصة متاحة له في الانتخابات المقبلة، فبصوته يستطيع ان يغير ليس حاله فقط بل مستقبل وطن، سيما وان الانتخابات المقبلة حررت الناخب العراقي من "طائفية" القائمة المغلقة وانتخاب ارقام قوائم الى انتخاب من يرى فيهم الكفاءة والنزاهة وخدمة الناس.

 

والخطأ الثاني الذي يرتكبه اليائس المحبط أنه يعمم"الانموذج" الرديء. وعلى حد تعبير أحدهم "كلهم نفس الشي دكتور ولا بيهم واحد نزيه" وليس هذا معقولا بالطبع، فالجيدون والنزيهون اكثر قطعا" من الرديئين والفاسدين.

 

انها سيكولوجية المحبط الذي تعلّم اليأس على مدى ست سنوات واستسلم له بطريقة مشابهة لتجربه قام بها عالم نفس على كلاب وضعها في غرفة ارضيتها مكهربة ولا منفذ فيها. وبعد ان تعرضت الى رجّات كهربائية وحاولت الهروب ولم تجد منفذا" للخلاص..استسلمت. وحين وضع معها كلابا جديدة وفتح القائم بالتجربة منفذا" خفيا" وعرّض المجموعتين من جديد لرجّات كهربائية، استطاعت الكلاب الجديدة أن تجد المنفذ وتهرب فيما بقت المجموعة الأولى "التي تعلمت اليأس" تتلقى الرجّات الكهربائية وهي رابضة على الأرض.

 

والحال نفسه ينطبق على الذي وصل الى درجة اليأس من اصلاح الحال، مع ان المنفذ موجود في الانتخابات المقبلة،وتلك مهمة وسائل الاعلام..أن تعتمد سيكولوجيا الاقناع تذهب بها الاحباط عن الناخب العراقي وتوصله الى يقين أن عدم مشاركته بالانتخابات تفريط بمستقبل أبنائه واستمرار بشكواه من واقع أسهم هو بصنعه، فيما استثماره لفرصة الخلاص بحسن اختيارممثليه يختصر الزمن لعراق مرشح لأن يصبح جنة الله في الأرض.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1297 الاثنين 25/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم