صحيفة المثقف

تساؤلات محرجة ..في الدين (3) الدين والصحة النفسية

 

 Neurosis .1 العُصاب

يعني سلوكاً حياتياً يعوزه التكيف، ويتصف بالقلق، والانهزامية دفاعاً عن الذات . ومن خصائصه اللاواقعية في تقييم المحيط، وتجنب مواجهة الضغوط والمشكلات وإيجاد حلول لها، والميل الى الاستمرار في هذا السلوك بالرغم من طبيعته غير المتكيفة والمفضية الى افشال الذات .

 

Psychosis . 2 الذهان

إضطراب عقلي حاد، يفقد الفرد صلته بالواقع، مثل إضطراب الفصام "الشيزوفرينيا"

والفرق الرئيس بين هذين المفهومين هو أن إدراك الذهاني للواقع الذي يعيش فيه يكون مشوهاً بدرجة كبيرة، وقد يفقد اتصاله بالواقع. أما العصابي فأنه يبقى على إتصال بالواقع، على الرغم من أنه يشعر بالضعف، والعجز وسوء التوافق مع نفسه ومع الآخرين . فضلاً عن إن الذهاني يكون تفكيره مضطرباً، وسلوكه غريباً أو شاذاً، وعلاقاته الإجتماعية تكاد تكون مفقودة تماماً .

 

3. Disorder الاضطراب

كان الشائع هو إستعمال مصطلح " المرض النفسي أو العقلي " وتعني في اللغة الإنكليزية (Disease) أو (Illness). ولأن هاتين المفردتين مصطلحان طبيان يصفان حالة الفرد عندما يصاب عضو من جسمه بمرض، سببه جرثومة يمكن تشخيصها. ولأن الحالات النفسية والسلوكية والعقلية غير السوية لا تكون ناتجة عن جرثومة محددة. وتجنباً للإشكاليات التي يحملها مفهوم " المرض "، صار من الأفضل تداول مصطلح " إضطراب " لوصف ما كان يصطلح عليه " بالمرض النفسي".

 

 Mental Health. 4 الصحة النفسية (العقلية)

الصحة العقلية لا تعني غياب الضيق أو الكرب (Distress) أو إنعدام الصراع داخل الذات، بل تعني التفكير بوضوح وبشكل عقلاني وعلى نحو منطقي .

وتفيد نتائج البحوث الحديثة بأن الأشخاص الذين يتمتعون بالصحة العقلية أوالنفسية، يتصف سلوكهم بعدد من الخصائص أهمها :

 

إدراك الواقع كما هو - تقبل البيئة الطبيعية والبشرية - النظرة الواقعية الى تحديات الحياة- تحمّل المسؤولية- تقييم النفس بشكل متوازن - إقامة علاقات إنسانية حميمة - العمل بما يتلاءم والقدرة العقلية - الشعور بقيمة الإنجاز وثمرة الجهد. وأُضيف لها مؤخراً، الجانب الروحي بالمعنى الإيجابي للإيمان.وبعكسه فيما يخص من لا يتمتع بالصحة النفسية.

 

 5. Mental Disorders  الاضطرابات العقلية أو النفسية

هي أعراض أو أنماط نفسية - سلوكية محددة تحديداً إكلينيكياً دقيقاً تظهر على شخصية الفرد وترتبط أرتباطاً وثيقاً بالضغوط التي يتعرض لها في حياته الحاضرة مثل الوفاة الصادمة، والألم المبرح، والعجز أمام ظروف الحياة، ومواجهة العقبات المستعصية .

 

Insanity .6 الجنون

مصطلح قانوني أو شرعي (Legal)، وليس نفسياً أو طبياً نفسياً، يوصف صاحبه بأنه غير مسؤول عن أفعاله الخاصة، بما فيها السلوك الإجرامي. ويفضل المختصون بالطب النفسي تداول مصطلح " إضطراب عقلي Mental Disorder " بدلاً منه .

 

 Personality Disorders  .7 إضطرابات الشخصية

 أنماط من السلوك غير المتكيف، وغير المرن، والمستمرة طويلاً، وتظهر على الأشخاص المصابين بها سمات شخصية مفرطة ومتصلبة، تضعف من توافقهم مع بيئتهم .

 

وقد إستقر عدد اضطرابات الشخصية في آخر صورة للمرشد التشخيصي الإحصائي الأمريكي على عشرة أنواع، تصنف إلى ثلاث مجموعات، الأولى (القلقة / الخائفة)، وتشمل اضطرابات الشخصية: التجنبية، والأعتمادية، والوسواسية - القهرية . و الثانية : (الشاذة أو الغريبة الأطوار): وتشمل اضطرابات الشخصية: شبه الفصامية، والفصامية النموذجية، والزورية (البارانويا). أما الثالثة فيطلق عليها (الدرامية/ الاندفاعية)، وتضم اضطرابات الشخصية: التحويلية (الهستيرية)، النرجسية، الحدّية ((البين بين))، والمضادة للمجتمع.

 

 Stress  .8  الضغوط النفسية

أحداث خارجة عن سيطرة الفرد تجعله في وضع غير إعتيادي، أو متطلبات إستثنائية عليه، أو تهدده بطريقة ما ... أو هي الصعوبات والأحداث التي تسبب للفرد توتراً أو تشكّل له تهديداً .

 

ومصادر الضغوط النفسية، أحداث سببت للأفراد الذين تعرضوا لها، صدمات جعلتهم يتوجسون خيفة من كل ما في الحياة، في الغالب، حيث يشعرون بعدم الأمان، ويتوقعون أحداثاً مؤلمة، تؤدي الى مايسمى باضطراب التوافق.

 

9. Dissociative Disorders الاضطرابات الانشطارية

 اضطرابات نفسية تنفصل فيها افكار الفرد ومشاعره وذكرياته عن وعيه او درايته، وتتضمن تغيرات معرفيه في الذاكرة والادراك والهوية .

 

10. Somatoform Disordersالأضطرابات النفسية الجسمية

مجموعة من الاضطرابات تظهر فيها على المصابين اعراض جسمية حقيقية في غياب وجود سبب عضوي ظاهر، في عضو او اكثر، لايجد لها الطبيب عاملا مرضيا" عضويا" مشخصا" بيقين ثابت، فتعزى اسبابها الى عوامل نفسية.

 

Delusions.11الاوهام

تعني وجود معتقدات او افكار لدى الفرد لا يوافقه عليها المجتمع بشكل عام، او قد ينظر لها الناس على انها تفسيرات خاطئة للاحداث او الاشياء لا تستند الى اسس واقعية، وهي على انواع : الاضطهاد، السيطرة، الشعور بالذنب، الوساوس ...

 

 Hallucinations.12 الهلاوس

 صور عقلية قوية يخبرها الفرد في ادراك شيء ما يبدو له واقعيا ولكنه غير واقعي بالنسبة للآخرين، كما هو الحال مع الفصامي الذي يدرك أشياء غير موجودة في الواقع. واكثرها شيوعا" الهلاوس السمعية تليها الهلاوس البصرية.

 

تساؤلات

·هل المتدينون اكثر راحة نفسية من الملحدين؟

· وهل الذين يشكّون بوجود الله اكثر قلقا" من المؤمنين به وغير المؤمنين؟ (بالمناسبة: بطل رواية الحب في زمن الكوليرا يسألونه هل تؤمن بالله؟ فيجيب: لا .. ولكنني اخاف منه).

·هل تؤدي بعض الاديان الى الاصابة بالوساوس – القسرية بشكل خاص - الى درجة مرضيه، اي ان المصاب به يكون بحاجة الى مراجعة طبيب نفسي؟. وهل هنالك فرق في نسبتي الأصابة بها بين المتدينين والملحدين؟

·هل الدين يزيد التعرض الى الاصابة بالاضطراب العقلي، ام انه يساعد على الشفاء منه؟

· هل ادوار الدين في الصحة النفسية والعقلية متشابهة في كل الثقافات؟

· هل الخيالات  visions والاوهام والهلوسات تعني دائما ان الشخص المتوافره فيه يكون مجنونا"؟

· واذا كانت بعض الاديان تشجع على خيالات ورؤى " صوفيه " تجلي الذات الالهية مثلا" فهل المؤيدون لهذه الاديان يعرّضون انفسهم الى احتمالية ان يكونوا مجانين؟ ام ان الاديان بممارستها الطقوسية " الصلاة مثلا" تؤدي الى تحسّن الصحة النفسية والعقلية؟

· ما الدور الذي تلعبه العوامل الثقافية في علاقتها بالصحة النفسية من جهة وبالدين من جهة اخرى؟ وهل تتباين الثقافات في هذا الدور؟

· هل الامراض النفسية الجسمية " قرحة الاثني عشر مثلا" " تعزى الى اسباب روحية، وانها اكثر شيوعا" بين اتباع دين معين دون غيره ؟. وهل الملحدون أكثر أم أقل أصابة بها؟

· هل يصح القول بأن اضطرابي الفصام (الشيزوفرينيا) والاكتئاب، أكثر انتشارا بين أتباع دين معين وأقل حدوثا بين أتباع دين آخر ؟.وهل أنهما بحديهما الأدنى بين الملحدين؟

· هل الطاقة على تحمّل الضغوط النفسية تكون بأعلى درجاتها بين أتباع هذا الدين وبأوطأ درجاتها بين اتباع ذاك الدين ؟.وكيف هي فيما يخص الملحدين؟

· هل تشيع اضطرابات الشخصية، بأنواعها العشرة، أو أحدى مجموعاتها (بالتقسيم في أعلاه) بين أتباع دين معين دون غيره، بمعنى أن الشخصية الزورية " البارانويا " او الشخصية النرجسية، تكثر بين أتباع دين معين دون غيره؟ وهل تكثر بين الملحدين أم تقل؟

· هل يمكن ان نميز بين غشيات دينية " جمع غشية بفتح الغين " وحالات استحواذ possessions روحية، وبين اضطرابات انشطارية بالمصطلح الطبي النفسي ؟

· هل يمكن القول بوجود دين عصابي، وآخر ذهاني، وآخر مريح للصحة النفسية والعقلية؟ واذا كان الامر كذلك فهل هذا يعني ان نبي الدين العصابي، عصابي؟ ونبي الدين الذهاني، ذهاني ؟ ونبي الدين المريح للصحة النفسية والعقلية يتمتع بصحة نفسية وعقلية عالية الجودة ؟. واذا كانت الاديان كلها من الله، فهل يمكن ان تجتمع هذه الصفات المتناقضة فيه، ام ان انبياء هذه الاديان اسقطوا على الله حالاتهم النفسية الذاتية ؟.

·  هل الفروق في حالات الصحة النفسية والعقلية التي تساءلنا عنها، سواء بين أتباع الأديان أو بين المؤمنين والملحدين، دالّة سببية أم ناجمة عن الصدفة ؟.

 

اكرر القول انني الى الان اطرح تساؤلات ولا اقرر موقفا" شخصيا"،وأذكّر بأن الموضوع سيكون ضمن مشروع كتاب يسهم في تحريره أصحاب التعليقات عليه .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1074  الاربعاء  10/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم