صحيفة المثقف

تلويحة أجران النمل

في الجرح الناغر ألف جران يتمطى في صخر الهم

حين يسف النخل جريد الأمس سيقوى

وحين ينام الفقر على صوت عارض يلوى

قالوا أن الماء بعيد عن شكل الدم

حين نزلنا من تلك البطن

ضحكنا يوما مره

وبكينا عمرا مرات مرات

في يدنا بستان الرزق ولكن نزرع لا نحصد هيهات

في فمنا كان الصمت حديثا

في الحلم المكتوم تموت هناك الكلمات

 

2

كيف نغير لون البحر؟

في صمت الماء تموت الأسماك

والصياد بغفوة نوم تنسل الأضواء

وتصيخ الضفة الكسلى

من دون شباك

أعناق الفقراء الجذلى تتدلى

 تفصد للموتى الماضين خيوط النوم

أمي ستقمطني بخرقة ثوب بال

ستنادي نساء القرية

كي تلحظ في وجهي شحوب السنوات الكسلى

وأبي يعترض الشارع يبحث عن سيارة قوم ترسله للمشفى

كيف أغير لون الريح

وأنا قبل العاصفة الثكلى اطيح

من خبز الفقر ومن قول الحق يموت يموت ألف مسيح

اني اغرق أبحر اقفز العب في هذا العمر

من دون شباك

فكيف أقول سترضى عن قدري الأفلاك

 

3

الماضون قبالة وجهي حثالة هذا التاريخ

والباكون على أطلالي يخافون تناسل تلك الافكار

أغلق باب الخوف لعلك يوما تبلع حوتك من فيه الشيطان

اطرد من بيتك شمشون الجبار

واعبد ربك كي ترتاح

وقل يارب لماذا داخت تلك الدنيا ساءت منها قنطرة الإيمان

لماذا صار الغش جميلا عكس التقوى والإحسان

السر بهذا ينسل ذاك الإنسان

 من قابيل خيوط الفكر ويصعد شجر الحرمان

اللعنة كل اللعنة للشيطان

غش أبانا ادم يوما بل يغويه على العصيان

قتل هابيل أخانا ويبعد  أمنا حواءا من تلك الشطئان

 

4

الآن عرفت لماذا ساط الفقر بيوت الفقراء

الآن عرفت لماذا اكره بيت الفاقة مثل المعدة تكره بيت الداء

مانفعك أجران النمل تلحين على البسطاء

مثل رحى غاصت في سيف الجهل

تحنط أوهام السخفاء

كنت صغيرا في مدرسة في الخمسينات

احلم ذاك الصبح بكاس حليب من تغذية الفقراء

احلم أن البس حتى حذاء من بيت التعساء

والآن غرقت بعاصفة ليس لها حد وخواء

هل أجران النمل المسكين

 ستبحث مثلي عن بيت الطين

وأنا اقترب اليوم من الستين

ولدي حسنا يا اصغر جيل الألفين وعشره

فلك البشرى

أن تتقمط مثلي في خرقة ثوب بل تتذكر تلك الذكرى

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1350 السبت 20/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم