صحيفة المثقف

زمــــــن الــلآمـــســـرح

ومن خلال الطرفـين تتحقـق قـوة الحضارة في بعدها الشامل وتعود إليه، حسب العطاء والاستمرارية الدافعة للـبحث عن صيغ مواكبة للتطور الحضاري، وبالتالي فالبشرعنصر أساس لذلك، وبالمسرح يبدد غـربته وذاتيته، عبر الاندماج والتفاعل بالآخر بطريقة لاشعورية كمدخل نـفسي، لا عـلاقـة لـه بمفهوم [الكـتـتريس] الأرسطـي، بـقـدرمـا لـه عـلائق بالتـحول الـتلقائي رأسـيا لشعور اجتماعي، من هـنا تتحدد الكينونة الاجتماعـية للكائن البشري ولكينونة المسـرح كجسد انباني في الحياة الإنسانية، وبالتالي إن لم يكن المسرح ضرورة اجتماعية، فلماذا الأفكار والأبحاث وصراع المواقـف وتنوع التجارب ولماذا الأنظمة الحاكمة عبر التاريخ تحاول وحاولت تبنيه ورعايتـه، أوحاولت وتحاول تدجينه؟؟أليس في المسرح سحرا وقـدرة للتفاعل والتواصل بشتى الشرائح الإجتماعية، علما أنه وسيلة من وسائل التـصدير الثـقافي، وتفعيله يتم مـن خلال فـعالية ممارسيه، ومدى قدرتهم على العطاء والاستمرارية.

إذن، فالمسرح المغربي، لايخرج عن السياق العام، وعـن إنسانية المسرح، وبالتالي فـمسرحـنا له مسار تاريخي لايستهان به، ومن الصعب جمعه في قاموس واحد، أوحد، نظرا للتجارب والأسماء والقضايا المتنوعة والأفكـار التي يختزنها سجله، لكن ذاك الزخم الفعلي والتفاعـلي بقضاياالجماهير، وملامسة القضايا الدولية/الإنسانية، لقد انمحت، والانمحاء ليس طبيعيا بل، من خلال الإصراروالترصدوليس في ظروف غامضة، والمساهم فيه بشكل مباشرو فاعــل {المسرحي} شكلا ومضمونيه

 

كيف ولمــــاذا؟؟

جملة من المكتسبات والاستحقاقات، كانت في المجال، من تكا وين بين وطنية ودولية، ومساهمات عربية، واهتمام ورعاية بشكل أواخر من لدن الجهات الوصية والمجالس، بغض النظر عن عملية الاستقطاب وتدجين الفعل المسرحي الذي لم يتحقق، نظرا أن الميدان المسرحي بقواه وفعالياته، كان إلى حد{ما} منفلتا عن ذلك، لطبيعة أنساقه، لأن منشأه الأساس الروح الوطنية، وليســــت المؤسسة:تأكيدا بأن المدارس الحرة آنذاك والتي تبنت فرقا وتجارب مسرحية، لم تكن مؤسسة بالمفهوم القانوني والتنظيمي، ولم تكن خاضعة للحكم الأهـلي(أو) للاستعمـار مقابل هــذا فالمسرح الذي حاولت المؤسسة، إنشاءه على يد{بيير لوكا / أندري فوزان /...) بـغية صـنع نخـب شـعبــوية وليسـت شـعبية كما يبـدو، والنموذج{فرقة المعمورة}لم تفلح بحكم التيارات والتجارب ذات الوقع الإنساني، التي تحكمت في بؤرة الممارسة، باستثناء بعض النماذج التي كانت طبيعة تكوينها النفـسي والشخصي سهلة الانقـياد، والإعلام بكل مشاربه سخر لها لإتمام صناعة {تلك}النماذج، التي كانت عدوى على المسرح المغربي، فيما بعد، لكن لم تستطع تسطيح الوعي الجمالي/الفكري بقدرما استطاعت تحقيق إشعاع لذاتها وعطائها الشعبي: المتخلف، وإن كان هنالك تواطؤ بين تلك النماذج والمؤسسة الوصيــة لاحتضان المسرح، ولم تفلح المناورة، مماتم إنشاء جهاز{الجامعة الوطنية للمسرح}كوسيط، وسيط بين المسرحيين كقوة وطاقة حيوية تضاعفت فاعليتها والجهة الوصية، لكن رغم ذلك ازدادت الحركية المسرحية حراك وإنتـاجية، وتمـظهر عـدة طروحات جــد لصيقة بالفكر الفـلسفي وجمالية الفن، إضافة لتنوع الخطاب السياسي، الذي فرض نفسه كمعطى تاريخي، وبالتالي فالعطاء النوعي وكذا الكمي، بفعل الضغط والمقاومة الحوارية والنقاشات التي واجهت ذاك الجهاز ليتحمل مسؤوليته التاريخية، من أجل الفعل الحقيقي تجاه المسرحيين وليس تجاه الإدارة /المؤسسة، لكن الطبيعة البشرية من الصعب ضبطها، ارتباطا بالتنشئة والتطبــع والتكوين النفسي والإيديولوجي، فكان ماكان من عملية الانقياد والانبطاح المجاني، لبعض المسرحيين، مماتولدت معارضات قوية، من خلالها تم البحث عن البدائل الصادقة تنظيميا، من أجل إبقاء الفعل المسرحي قوي العطاء، لكن دونما جدوى، بحكـم التهافت عن المـادة{الأمـوال}مبدئيا:

هـو حـق مشروع، ولكن بمشروعـية، هاته المشروعـية غير متوفرة لاعتبارات عـدة،

وبالتالي أمسى جيش من المسرحيين يميع ذاتيته وأخلاقية الفن الرابع، متناسين المكتسبات وعقود النضال، وهـــرولوا نحو (1مئة) أين هي الآن؟؟؟

إذ القصد من ذلك، إنشاء نقابة للمسرحيين في غـياب المشروعية {القانونية}وذلك ليتم القـضاء على روح الفعل المسرحي الجا د باعتباره صادم ومشاكس، ومن بين مـاكان {الدعم}هـل يعقل بأن الدولة تخلت عـــن الدعم الأساسي للمواد الضرورية للأفراد، ولم يعد لصندوق المقاصة وجود، وللمسرح دعمه موجود، إنه لغز من ألغاز(العولمة)

وعليه فالكل تهافت نحوه، وإن لم يفلح فباب الترويج شكل من أشكال الدعم، وبشروط غير قابلة للنقض:أهمها أعمال باهرة جمالية وفارغة فكريا وإيديولوجيا، ارتكازا على الأعمال الأجنبية، إن التاريخ يعيد نفسه بمصوغات أخرى، لنعيش زمن اللامسرح، ولـقـد تحقـق ذلك [!!!]

*قاعات دورالشباب شبه فـارغة وأمسـت شبه مقـرات للخطابات الحـزبية والتأسيسية، والتجـمعات الـكروية

* الصحف الوطنية والجهوية فارغة من شيء{اسمه}المسرح،

* السوق الثقافـية لماما ما تجـد كتابا له ارتباط بالشأن المسرحي، وليس المسرح بمفهومه الابيستمولوجي،

*عـدد من حملة الشواهد في المجال المسرحي، دونما فعل يذكر، أولقاء حتى،

* اندحـارالمهرجانات والأيـام والملتقـيات الـمسرحية والـكل طواه النسيان،

* الإعلام السمعي/ البصري، لاوجـود لبرنامج يعنى بالميدان والتعريف برجالاته، وحـتى الـتي كانت حوربت إنه زمن اللامسرح بامتياز،

رغـم انوجاد{النقابة}تمظهرت ربيبتها، ليعلو ويحتدم الصراع على حصــة من حصص الدعم المعلن والمشبوه،

*شلت خصائص{الجامعة الوطنية للمسرح}وتمظهرت{الشبكة الوطنية للمسرح التجريبي}فأمست شبكة مثقوبة بدون خيوط من أجل ترميمها ورثق رتقها، لأن مهرجان{ربيع الشباب}استقطب الجمعيات المسرحية، في صيغة أنها نوادي، ولكن ماذا قدمت؟لاشيء، بحيث الحصيلة أسفـرت على إفـراغ التوهج الذي تحمله تلك الطاقات، وفي سياق الطاقات،

* أين هـوالمسرح الجامعي بعطائه الأكاديمي وعروضه المستنيرة؟لقد أمسى مـزارا للـتسييح وبطاقة فـلكلورية للعبا د ؟؟

* وأين المسرح المدرسي بأسلاكه ثلاثة؟ إنه تكملة لما تبقى من ميزانية- مختلفات – ؟؟

* أيـن هـي الـتداريـب الـمسرحية، واللقاءات التي تـدور حولـها ؟؟

* أيـن هـي النـدوات والمـوائد النـقـاشية حول مـوضوع مـسرحي يفـرض نـفسـه ؟؟

رب قارئ، لايفهم مايروج، وما أكثرهـم لايفـهـمون ما يروج{ضد}المسرح، سيتساءلـون: لماذا هاته السوداوية المنوجدة بين السطر وواقع الحال يؤكد عـلى وجود فعل

مسرحي، نموذج العروض المدعمة مـاديا، مـن ميزانية وزارة الشؤون الثقافية؟

بداهة، فالإجابة بكل بساطة، جل البنيات الاجتماعـية تعـيش إفلاسا مقـصود النية وانهيارا معلنا وبالتالي فالإبداع الفكري والجمالي ينمو ويتغذى من الوضعية الراهـنة، ليزداد قـوة وعـطاء، بمعنى: الإبداع لاحضورله، ولا قـوة لـه إلا في فـترات الأزمات والشدائد الاجتماعية لكن مسرحنا يخـرج عـن هاته القاعـدة الجـيو سياسية، ومـن ثـمة هـو خارج عـن جغـرافية التصنيف، لأننا في زمــــن اللامسرح، (لأن الشروط الضرورية للتواصل المكثف والفـهم التام بين المسرح والمجتمع هي، وحـدة عـضوية تصدر عن نظرية في الوجود وعـن شعور ديني، خلقي) كمـا أشــار ـ مـوكاروفـسكي ـ

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1350 السبت 20/03/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم