صحيفة المثقف

دموع المحار

أو رجع الهدير ...

أيّها البحّار

ما للبحر أمسى كالغدير ...

أين يا بحّار أسراب النّوارس؟ ...

أين موّال الرّجال الكادحين

هل غدا القرصان للشّطآن حارس؟ ...

يزرع الأحزان في الشّرق الحزين؟ ...

أيّ ريح مزّقت تلك المراكب؟ ...

بعثرت في البحر أشلاء الشّراع ...

لوّحت بالملح زادا للجياع ...

ورمت بالشّرق في حضن الضّياع ...

فمحار الشّرق يوما

كان يبكي

من دموع البحر لألاء الدّرر

ومحار الشّرق يبكي اليوم من حمق البشر ...

وعيون الشّرق

لمّا شاقها الحلم القديم

أسبلت للنّوم عينا

ثمّ هبّت

فإذا بغداد غطّتها المشانق

وغراب البين

في الشّطّين ناعق

يطلب الثّأر القديم

رأس "هارون الرّشيد"...

لا تخف أوليس بعد اليوم

أطلق راحتيك

قد إذا شئت جيوش النّصر

خلف البحر

أو نحو الجزر

فعروس البحر غابت في الأفق...

امض أوليس بعيدا...

امض لا تخش الغرق ...

لم يعد للبحر بعد اليوم سحر

لم يعد للشّرق بعد اليوم عذر ...

وتعالى من خلال الموج صوت

صوت بحّار حزين

أطلق الموّال مخمورا يغنّي:

حلموا بالشّرق يوما فشرقنا

إذا شربنا الفجر راحا

وحلمنا بحسان الغرب يوما فجنينا

من ورود الغرب شوكا وجراحا

أيّها الشّرق كفاك اليوم نوما

قد غدا الشّرق ضعيفا مستباحا

 

20/07/2003

 محمد الصالح الغريسي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1360 الاربعاء 31/03/2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم