صحيفة المثقف

تحت رقصات اللهيب

 اللحظة التي تعلمت فيها الكتابة التي أحالتك طريدا غريبا في سماوات فارغة من الضوء

دعني أرد على قصيدتك وقصصك الشعرية الرائعة

ودعني الوي عنان الريح فالأشجار العالية تأبى الضيم أكثر من غيرها

واركن إلى الصمت فالشاعر جبل لاتهزه عواصف الجهلاء والشاعر الشاعر من يصمت ليقول كثيرا

 

1/

لو لم أكن هذا الضمير

 ملأت قارعة الطريق من السهام

لبلعت من رقص الضمير حكاية الدم والعظام

لحضنت قبل تفصد الموتى القبور سلا لما تجزي الفطام

ماذا حضنت وما جنيت من الكلام سوى الخصام

لشربت من هذا السحاح مدائنا

ماذا شربت من الحقيقة والصدام

 

2/

هل تسال الأنقاض عن تلك الشعوب

لا تسأل الأنقاض عن تلك الشعوب سوى الحطام

ما همهم عد الاصابع في مزايا العاجزين

ولا الحقيقة حين يذبحها الظلام

هل تذكر الأمس الهزال وكيف بهرج في الخيام

ياما طوى الخدر الثقيل بيادر الخوف الدفين

قالوا لنا أن الحياة جميلة أين السعادة يا  الأناس الطيبين لم نحصد الماء القليل من الرغام

كم تجمعون من المزابل ذاك ما ترك الغني

وتشربون بقايا ذاك ما ترك الأناس المتخمون

وتسحبون من الغنيمة بعض ما ترك العمام

بالله يا بشري اليتيم تعيش في بحر وتنتظر الغمام

الله يا بشرى المتاع إذا سقط الهزيل ويلحس القرد السخام

 

3-

 لوحت هل يصحو الضمير من الرجال المتعبين

 بالله كم عد الأناس المتعبين

كم شلت ضيم القهر من عين اليتامى الضائعين

مالي على وطني سوى دمع الصغار الجائعين

قالوا لماذا ما سكت ؟ أيسكت القلب الحزين

ندريك قد غنيت شمس الفقر في بيت الضياع

وكم تدافع يا أخي وطلبت شيئا لا يصير

بالله هل يصحو الضمير

لو عالجوا فقر المدينة كل عام كل عام

بالله هل هذا حرام

لو فكروا أن الكراسي

 لا تدوم لواحد والشمس تبزغ من ظلام

بالله هل هذا حرام

يوما نعلم شعبنا لغة التفاهم والنظام

بالله هل هذا حرام

يوما نعلم شعبنا لغة الكتابة والدراسة والكلام

بالله هل هذا حرام

يوما ننظم سيرنا فوق الشوارع لا زحام

بالله هل هذا حرام

يوما نعلم شعبنا أن يستفيق من المساوئ والخصام

بالله هل هذا حرام

فالعمر يمضي مسرعا ما نفعه عمري إذا كتم الحقيقة واستسر بما يقرره الكرام

 

/

صدقت النوتي كثيرا في ذاك البحر

وربطت حصاني الجامح في ناعور الشوك

اثلج صبري حتى فز النوم من الليل يصيح

من يرجع تلك الريح

قفزات الموتى في القبر تقول

لقد خدر النوم كثيرا في ذاك الجوف

بل يبس الصبر على شفة الإنسان

ومازال الزمن القسري يقود الرعيان

لمزبلة التاريخ

كم يتأبط شرا في هذا اليوم

كم شمرا دس السم الى عبدا لله الطفل

الا وطني من تلعب فيه الفئران

 

6/

يبقى يبقى مهما دارت في الريح ومهما أغلق شطيه العصيان

ويبقى جنة عدن مهما يعلو في الكون البنيان

ويبقى الشعر كبيرا سيدق الأجراس إلى العميان

ويبقى يحيى سماويا مهما يشتد الهذيان

ويبقى الشعر عراقيا يصهل في خيل البركان

ويبقى السياب البصري كبيرا في عين الحرمان

وسوف يعود الحق كبيرا ويزهق رأس (البعران)

ويبقى سعدي اليوسف بصريا يبصق في وجه النسيان

وأبقى وحدي أحب عراقي لا أشرك مذهولا في هذا العنوان

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1394 الاربعاء 05/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم