صحيفة المثقف
أحلام نخلة
ترنو إلى الشّمس المضيئة في السّما
و تمدّ نخل الغاب بالظّلّ الظّليلْ...
هذي جذورك
أيّها الغاب الجميلْ
ضربت بعمق الأرض من دهر طويلْ
و رؤوس نخلك
في شموخ
عانقت شمس الأصيلْ...
ما لي أرك اليوم
قالت نخلتي:
متجهّما
متدثّرا بالحزن
مهموما هزيلْ...
أو لم تكن بالأمس
أخضر زاهيا
و اليوم تكسوك الكآبة
و الذّبولْ...
أين المواويل العذاب و رجعها
بين النّخيلْ...؟
أين الصّبايا قاصرات الطّرف
قرب النّبع
ينشرن الغسيلْ...
أين الحمام الحرّ يبسط للسّلام جناحه ؟
أين الهديلْ...
أين الطّيور على رؤوس النّخل
تصدح بالنّشيدْ...
قالت نخيل الغاب في حزن شديدْ:
هذي رياح الأرض تعصف حولنا
تهوي جذوع النّخل... تعثو بالجريدْ
مابالكم ، ما قد أصاب النّخل
في أرض الصّعيدْ
و بأرض دجلة و الفرات
و واحة اليمن السّعيدْ...
كيف السّبيل إلى البسوق
و حولنا هول العواصف و الرّعودْ...
قالت و صوت الحزن يخنق نخلتي:
بالأمس قلت مقالتي
لكنّكم لم تنصتوا
و رميتم الأقوال خلف ظهوركم
و أعدت قولي من جديدْ
هل تنفع اليوم النّدامة و الأسى...؟
أ وينفع اللّومُ المنافقَ و الجحودْ
فلكم حلمت لأجلكم يا معشر النّخل الحبيبْ
بالجنّة الغنّاء
و العيش الرّغيدْ
مدّوا أياديكم و هبّوا للحياةْ
سترون خير العيش في الفجر الجديدْ...
29/01/2005
محمد الصالح الغريسي
تحيّـــاتي
............................ الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1399 الاثنين 10/05/2010)