صحيفة المثقف

إسمي هو ذاك المزوَّد بالزهور

السعي كلّه إلى حيث الضوء. الموج يدفع بعضه في حركة دائبة من دون انقطاع والفريسةُ الكُليّة أخيراً خرجت من بحر دمها. قلْ هي الصدفة، الخطأ والحظّ. قلْ ما تشاء، لكنّها خرجت تحثّها غريزة البقاء التي أدركت وتأمّلت بالعالم وبداخلها. 

لا انقطاع في تسلّق الذرى: ذرى العالم وذرى الداخل بإصرار المستعدّ لأن يبذل عمرَه في سبيل العمر الأوسع. 

ومثلما عثرات وآلام دائماً كانت نسائم وزهور وابتسامات. ومثلما هباء دائماً كان هناك رسوخ دائماً. لم يكن ظلام كلّه ظلام ومثلما ليس كلّه ظلام هذا الظلام. الجحود رذيلة: جحود الجذور رذيلة. نحن ما سعوا إليه وما نسعى في آن، نحن بنيانهم عند نقطةٍ جحودها رذيلة. 

هنا بعض الفراعنة العظام وإليهم:

 

1 ـ

"لا يمكن تمثيله في الحجر

لا يُمكن أن يُرى في الصوَر

التي يحفظُها التاجان المتّحِدان:

تاجُ الجنوب وتاجُ الشمال

ما مِنْ سبيل ليأتي مِنْ مكانِه السرّي

المحلُّ الذي يحلُّ فيه مجهول

لا وجود لمكان يحتويه

ما مِنْ سبيل لتدرِكَ صورتَه

في قلبِك".

 

2 ـ

"جسمكَ مِنْ معدن لامع

رأسُكَ مِنَ اللازورد الأزرق

وبكَ يحيق ألقُ الفيروز 

يا مَنْ يتخلّل الأشياءَ كلّها

يا مَنْ هو جميل المحيّا

هبْ لي الأبّهة في السماء

والقوّة على الأرض

ومنزلاً إلى أبد الآبدين

في حقلِ القصب

مزوَّداً بالقمح".

 

3 ـ

"لكَ التجلّة

دعْ روحي تدخل في الحضرة

لتكون إلى جانب سادة الحقّ 

ها قد أتيتُ إلى المدينةِ

لكي أسكن في هذه الأرض 

أنت سيّد الحقّ والحقيقة

أرضك تجتذب كلَّ أرض 

الجنوبُ سيأتي إليها

مبحراً فوق النهر

والشمالُ مسوقاً بالريح".

 

4 ـ

"لكَ التجلّة

إنّني لم أُطفف المكيال

لم آكل قلبي

لم أخرِّب الأراضي المفلوحة

لم ألوِّث الماءَ الجاري 

لم أتصرّفْ بغطرسة".

 

5 ـ

"لقد فعلتُ الحقّ والحقيقي

من أجل سيّد الحقّ والصدق 

أعطيتُ زورقاً للملاّح ذي السفينة المحطّمة  

طُهِّرتُ في حوض الجنوب

واسترحتُ في مدينة الشمال  

إسمي: هو ذاك المزوّد بالزهور

والساكن في زيتونته".

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1437 الخميس 24/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم