صحيفة المثقف

الدبس لن يموت / سردار محمد سعيد

نقاط تنتظرها جنادب الحشائس الفاغرة الأفواه

نقاط .. تساقط على جرف سـَري ّ تحتها

نقاط .. تساقط على زغب عصفور

ينمو الزغب لـَزِج الرغبة

ينتثر البعض فيغدو نمشا على فخذ حبيبتي

إكتشفت هذا توا ، والنخل يمطر شهده مذ فتق الرتق

كم ريح عوت في مقل البوادي ؟

ماطـَلـَت الحصون والقلوع ، واستدارت ، وما قرّت ولو شـُهقت الشمس وزُفرت الظلمة

لملمت نفسها وتجاوزت جند السلطان

لا شك ان السلطان لا ينفك يعبث بنتوءات جاريته الألف التي لا يعرف شكل ساقها

ساق إثر ساق ، لاتشبعه الأماليد ولا الثغور ولا الرخام ولا تمخض الغواني على سريره المبتل منذ الأزل

أكره الدبابير تخلد بأذيال حبيبتي

طردت الدبابير

سارعت وأخبرت السلطان

أصر أن يلعق الدبس

والدبس نمش

والنمش في السيقان

والسيقان نحت فنان

والفنان يريد عقلا

والعقل حبيس هبل

وهبل تصنعه الشعوب

والشعوب في لغوب

أبرق للقوادات أن يتلصصن على سيقان الغواني في الحمامات

المنادون في الشوارع يصدحون بالأناشيد الوطنية وخطباء الجوامع يدعون لسليل الدوحة المقدسة

ينسب الجميع نفسه للسلالة ولم ينتج أحدا منهم سلالة

نحن نصنع هبل

هبل لا يدري من صنعه

هبل البشري  (سرسري)

هبل الطيني لا يستبيح الأفخاذ

كان منزويا واقفا

ولما حطموه  لم ينبس ترك المكان ولم يفكر بالردة

أنصح السلطان ثمة جبل قرب العاصمة الجزائرية فيه واد للقرود ليذهب ويتخذ له مكانا بينهم

كان لي صديق اسمه صيهود

قـُتل صيهود

أكله الدود

كان حارسا للدبس

لايعرف السلطان إن لعق الدبس من فخذحبيبتي

العذوق ستسح قرابا

ستحملها نسائم الجنان وتقذفها بفخذ حبيبتي

لا يعرف هبل البشري ما طعم الدبس

يعرف الإسم

يعرف يلعق ما ليس له

هبل سيموت

الدبس لن يموت

كم أنت أبله

سيقان الحبيبات ستنمش بدبس العراق

والعراق باق

وسيأتين مع العراق

غير أنك إلى تلاق

مع ربك فما عساك تقول ؟

كم صيهود سيمسك برقبتك ؟

في أي مجرى قذر سيبصقوك ؟

لا مـَلـَك هناك يقبل الرشوة

ولا من يهبك أرضا على ضفة الدجلة

ليس هناك دجلة

دجلة ستستحيل ملاكا بأجنحة من ماء

وأنت  محض هباء

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1477 الاربعاء 04/08/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم