صحيفة المثقف

المثقف في حوار مفتوح مع ا. د. عبد الرضا علي (3)

س26: منى عبد المجيد: مدرسة / العراق: د. عبد الرضا علي باعتبارك ناقدا، فأنت تعمل رأيك في نقد النصوص الأدبية، لو أضع مسافة بينك وبين نقودك، كيف ترى مستوى الموضوعية فيها؟

ج 26 – لا أمتلكُ مقياساً، أو معياراً دقيقاً لتقييم نقودي موضوعيّاً، لعلّ الآخرين أقدر منّي على ذلك، مع أنّني أزعم أنَّها (على تواضعها) تقترب كثيراً من الموضوعيّة.

س27: منى عبد المجيد: هل يمكن لأي ناقد آن يكون حياديا بشكل مطلق، بحيث لا يتأثر بعلاقة المودة التي تربطه مع كاتب أو كاتبة النص؟ اذا كان الجواب نعم، كيف تبرهن لنا على ذلك؟

ج 27- لا يمكن لأي ناقد أن يكون حياديّاً على نحوٍ مطلق، فعاطفة النص تؤثر فيه، وموقف المبدع الفلسفي من الحياة والوجود له أثره في تحريك دواخله، وارتقاء النص إلى الإدهاش يجذب صانعه إلى دائرة الرضا، ولا يعدم غيرنا غيرها، فضلاً يا منى عن تأثير ما أسميتهِ بـ(المودّة) على العمليّة النقديّة في التخفيف من العيوب، أو تغميض العين عنها كليّاً .

س28: منى عبد المجيد: باعتبارك استاذا اكاديميا وتعتمدا منهجا معينا بالنقد، الى اي المدارس تنتمي في منهجك؟ ولماذا هي دون غيرها؟

ج 28 - مع أنّني أميل إلى المنهج التحليلي في نقد النص الإبداعي، لكونه يوفر لي مساحةً من الحريّة في التفسير والتقييم والمعياريّة، لكنّني أعنى في كثير من الأحيان بتكامليّة القراءة النقديّة من حيث المنطلقات التي تفيدني في التطبيقات.

س29: منى عبد المجيد: مرة اخرى باعتبارك استاذا اكاديما وكتبك احد مناهج التدريس في الجامعات، كيف تقيم القراءات النقدية، المتداولة حاليا؟

ج-29 – فيها الأصيل المتميّز، وفيها الفج غير الناضج، لكنَّ ترحيب المبدع بما يُكتبُ عنه من نقدٍ فج مملوءٍ بالمداهنة والتزلّف هو المشكلة. فلو أنّه سكت، ولم يبادل ناقده المداهنة، لكنّا بخير، ولميّز القارئ الذكي الجاد بين الصالح والطالح منها.

س30: منى عبد المجيد: هل عملك النقدي استاذنا الكريم عملا ميكانيكا، ام للنص تأثيره عليك؟ ولو اعدنا صياغة السؤال، هل النص يجتذبك لنقده، ام انت تجذبه؟

ج 30 - ليس عملي ميكانيكيّاً، فليس النقدُ ربطَ أسلاكٍ أو فكّها بوساطةِ آلة أو أداة، وإلّا لكان الجميع نقاداً، ولأصبحنا مثل الميكانيكيين( الفيتريّة) الذين يصلحون المكائن المستهلة والحديثة على حدٍّ سواء، إنّما الناقد الثبت هو من يميّز بين النص الجيد والرديء، مبيناً مواطن الإجادة في الجيد تبصيراً للمبدعين إلى مواطن القوّة والتميّز في نصوصهم لتوكيد ما يشبهها في إبداعاتهم القادمة، ومؤشراً مواطن الخلل في المخفق منها، وإيضاح ما عليها من سلبيات، كي يتحاشاها صاحب النص في ما ينتج من إبداع في المرات القادمة، علماً أنَّ النص الجيّد هو الذي يجتذبُ الناقد أولاً، ممّا يتيح للناقد الحديث عمّا فيه من جمال.

س31: منى عبد المجيد: هل الاستاذ الناقد عبد الرضا علي شاعرا؟

ج 31 – في داخلي نظّام جيّد، وليس شاعراً، وقد نظمتُ (وما زلتُ أنظم) بعضاً من القصائد والمقطوعات في مناسبات معيّنة، ويبدو أنّ إجادتي في النظم جاءت بعدما تعلّمتُ الأوزان في الجامعة، ولا أستبعد وجودَ استعدادٍ فطريّ شجعَ ظهورَه فيَّ الاكتسابُ المعرفيّ ُ لقوانين النظم، لكنّني بدأتُ بنظم الشعر الشعبي قبل مرحلة الجامعة، ولا أكتمكِ أنّ الإيقاع يُطربني، لهذا كانت أذني موسيقيّة تكتشف الخلل الإيقاعي ببساطة .

وإليكِ أمثلةً من قرزمتي :

قلتُ في عيد ميلاد رافد:

قد جئتَ ريّاً للصدى فاخضرّعودٌ بالندى

جدّدتَ صبحي مولداً أكرم بصبح ٍ مولدا

فيك َسيبقى خالداً عمري إذا ما رقدا

كأنّني أبعث ُحيّا ًمن مفازات ِالردى

*    *    *

يا واعدا ًبِرّاً بنا وناجزا ًما وعدا

كن للجراح ِبلسما وللظليم منجدا

واذكرْ بخير ٍبلدا ً آوى أبا ًمشرّدا

حماه ُمن طاغية ٍ كبّلَ فاها ً ويد ا

شنّ حروباً ومشى يغصبُ جاراً بلدا

لكنّه عند اللقاءِ اختارَجُحراً أربدا

*    *    *

يا رافدا ًللخير ِيجري ضَرَبَا ًعلى المدى

أسأل ُربّي ضارعا ً يعطيك َعيشاً أرغدا

عمراً مديدا ًزاهيا ً مؤيّدا ً مسدّدا

كارد ِف في 2008/3 /23

  1- الصدى: العطش.

  2- البلد الذي( آوى أبا ً مشرّدا): بريطانيا.

  3- أربدا: مظلما ً، (وجحرا ً أربدا ): حُفرة ً مظلمة ً داكنة.

  4- العيش الأرغد: العيش الناعم.

  5- الضَّرَب (بفتح الضاد والراء): العسل.

................................

وحين برئت ميسون الموسوي من علّتها، باركتُ لها البرء

بهذه المقطوعة:

أندى سموَّ الوجنتينِ سَخينُ

وتَحرَّقت للمبدعينَ جفونُ

لم يدركوا ما كان في ميسونِهِمْ

حتّى اشتفتْ من دائـها ميسونُ

فزعوا لِما قرأوا وشفَّ نفوسَهم

خوفٌ من البلوى ..وكيفَ تكونُ

فتوجّهوا نحوَ الإلهِ تضرُّعاً

بالحمدِ، وهْوَ على الشفاءِ ضمينُ

يا خالقَ الأكوانِ ذي ميسونُنا

تدعوكَ منها غُرّةٌ وجبينُ

أنْ تجعلَ الشعبَ المروّعَ آمناً

متوحِّداً، حيثُ العراقُ حصينُ

كاردِف – بريطانيا في 5/6/2009

...............................

وقلتُ في أربعينيّة المرحوم مصطفى الطائي:

نسعى لنيل ِ المجدِ والألقابِ  في كلِّ سهلٍ أو رُقيِّ هضابِ

ونعوذ ُ بالمالِ الوفيرِ ونرتجي  علوا ً لهُ، في جيئة ٍ، وذهابِ

نسعى لكي نحظى بكلِّ مزيّة ٍ ونَعُبُّ منها مُترع َ الأكواب ِ

نلوي الحقائقَ أو نُخاتلُ صِدقهَا  في كلِّ معتركٍ ، وكلِّ خطابِ

ونتوهُ في مُتع ِالحياةِ وعصفِها ناسينَ أنّ هناكَ يومَ حِساب ِ

حتّى إذا ما حانَ وقتُ رحيلنِا عن مُلكِنا والأهلِ والأصحاب ِ

عُدنا ندامى سائلين َ إلهنا !  كيما يُبَدِّل ُ جنّة ً بعذاب ِ

* * * * *

إيهٍ حزانى الروح ِ سافرَ مصطفى عن ذي الدُنى سفرا ًبغيرِ إيابِ

الحاتميُّ مضى كلمعةِ بارِق ٍ عجلاً كطيف ٍ، أو وميض ِشهاب ِ

لم يحتملْ ألَمَ الفراق ِ وثِقْلَهُ حتّى توارى عن لِقا الأحباب ِ

لكنّهُ في الطيفِ يأتي سائلا ً عن كُلِّ صحبتهِ من الأنجابِ

يرنو إلى مُنهلِّ رحمةِ ربه ِ الملكِ الكريم ِ القادرِ الوهّاب

وإلى جَنى الفردوسِ يهفو ضارعاً  ويصيحُ فينا من وراءِ حجاب ِ

قدعِشتُ دُنياكم صبورا ً متعبا ً وخرجتُ منها أبيضَ الجلبابِ

لكنْ سألقى اللهَ ربي خاشعا ولسوفَ أحملُ باليمينِ كتابي

كاردِف - بريطانيا في 25 / 07 /2008

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقلت في النجاحات المتوالية التي حقّقها نجلي رائد في امتحانات طب الأسنان في بريطانيا:

كسبتَ الفوزَ وحدكَ والرهانا  وأسرجتَ المشاعلَ في دجانا

وما كانَ النجاحُ حليفَ قومٍ  إذا لزموا التقوّلَ واللسانا

ولكنَّ الذي يلوي الرزايا  ويغرزُ في الصعابِ له سنانا

وتحدو ركبّهُ دعواتُ شيخٍ ٍ  وأمٍّ تستفيضُ له حنانا

تذلّ ُ له قطوف ٌ دانياتٌ  فيجني المجدّ ضمّاً واحتضانا

* * *

فيا عيداً لرائدِ فضْ سلاماً  على بغدادَ واغمرها أمانا

فقد تعبتْ من الترويع ِحتى  كأنَّ الخوفَ حلَّ بها مكانا

فلا الإرهابُ غادرها بعيداً  ولا التذبيحُ خفَّ بها ولانا

ولا الحقدُ المضمّخُ طائفيّاً  بها بعد السقوطِ قد استكانا

فلا والله لن ترضى ركوعاً  لغيرِ اللهِ ذُلاً ، وامتهانا

ورغمَ الموتِ والتفخيخ ِتبقى  توشّي صدرها درراً جُمانا

على بغدادنا ارتهنت قلوبٌ  على وعدٍ ستكسبُ ذا الرهانا

كما كان الرهانُ حليفَ نجلٍ  يبرّ ُ الأهلَ سرّاً أو عيانا

في7/8/2007م 

..............................

وفي الشعر الشعبي نظمتُ كثيراً، وإليكِ مثالان متباعدان:

1 – الدنيا

الدنيا من تولي ولي

ما ترحم شما جان مركز ممتحنها المبتلي

تنسى أهلها وناسها وما تعرف اخضر، لا ولا يابس

ولا عاصي و ولي

ملموم ما يبقى شملْ

وانصاف ميظل وعدلْ

والما ينكّس راسه للذل يبتلي

واني جرعت منها قهرها وكل إساءتها إلي!

وظنّيتْ شرها ينجلي

مدريتْ أحصد سلّي تالي بمنجلي

وتغرّبت عن ديرتي وموطن صباي وعن هلي

كَلت ابتعد..بلكي عطش روحي الذي يغلي غلي

يبرد، وأتنفّس بكل ريتي مثل كل البشرْ

نسمات ما متلوثة بسمومِ وقهرْ

وبلكي ألاكَي الّي يعوّضني شقاي، و وحشتي وجور الدهرْ

لكن جنت غلطان اهش بمعولي

بالظاهر وخوفي يعيش بداخلي

مزروع اثاري الخوف بيَّ من الزمان الأوّلي

من يوم اباح الغدر أرض الشوملي

خلاني ادوف سموم مرّة بمأكلي

محافظة حجّة – اليمن 1992/1993م

2 – دولة

" في 4 نوفمبر 2000م، وفي الطائرة التي أقلّتنا من الجزائر إلى سورية عبر مصر، ولدت هذه القصيدة الشعبيّة، وكان لها قصّة شهدها القاص والروائي الفلسطيني حسن حميد والشاعران اليمنيّان عبد الحفيظ النهاري ومحمّد حسين هيثم ، وقام الأخ حسن حميد بنشرها في الأسبوع الأدبي التي تصدر عن اتحاد الكتاب العرب في سورية، ذاكراً قصّة ولادتها في مقال جميل "

الدول مثل الأصابع والبناتْ

تختلف أحوالها بكل الصفاتْ

بيها الكبيرة العظيمة

وبيها الصغيرة الهضيمة

وبيها لتقوي الصلات

*****

وقد تجد فيها دول مثل السمكْ

تاكله وتذمّه في كل معتركْ

وقد تجد فيها التي تهلك هلكْ

تدمّر الناس اللي بيها

وتحرم الإنسان من نيل الحقوقْ

وتنشر الغم والرذيلة والعقوقْ

وكل صفات الخوف لتنشف العروقْ

وتعلن العدوان، وتحارب على كل الجهات

*****

لكن الدولة الوحيدة الآمنة بهذي الدولْ

واللي بتنكَط عسلْ

ولترد الروح شوفتها ويشع بيها الأملْ

دولة العبّاس هذي الزاهية فوق الرؤوسْ

وبشعِرها العذب ترتاح النفوسْ

لو مشت مثل العروسْ

شلون اوصّفها إذا هي الحياة.

في الطائرة في 4 نوفمبر 2000م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

س32: منى عبد المجيد: ما رأيك كمتذوق للادب بشكل عام والشعر بشكل خاص في ما يكتب من نصوص؟

ج 32 - الكم الهائل من النصوص التي تُنشر يوميّاً تجعلنا غير قادرين على متابعتها كما ينبغي، فهناك نصوص عديدةٌ تستحقّ ُ الإشادة والتوقف عندها، لكنّ الانشغالات اليوميّة تحول دون إنصافها، وهناك فيضٌ من النصوص الفجّة التي ينبغي تنظيف المواقع منها، لكونها قد أزرت بالذوق الجمالي الذي يريده الشعر ويسعى إلى تحقيقه، وهو هدفه الأسمى.

س33: منى عبد المجيد: اعتقد من خلال اجابتك على بعض الاسئلة يمكننا التعرف على معالم منهجك في النقد: الاستاذ عبد الرضا ما هو رأيك بما يلي:

-     النصوص الايروتيكية

-ج:إن كانت تُكتب عن تجربة صادقة غير مفتعلة فإنّها ضرورة من ضرورات التعبير عن جانبٍ نفسيّ كثيراً ما اصطدم بالرقيب الراديكالي المتزمت، أمّا إذا كانت تُكتب من أجل الإثارة الجنسيّة، ولم تأتِ عفو الخاطر في سياق الأحداث، فإنّها تكون مبتذلة، وفي تراثنا العربيّ القديم نصوص إيروتيكيّة على درجةٍ عالية من التصوير الحسّي لم يقف عندها النقد كما ينبغي استحياءً، كما في قول امرىء القيس:

تقولُ وقد مالَ الغبيطُ بنا معاً    عقرتَ بعيري يا امرأ القيسِ فانزل ِ

فقلتُ لها: سيري وأرخي زمامهُ  ولا تُبعديني من جناكِ المعلّل ِ

فمثلكِ حُبلى قد طرقتُ ومرضعٍ   فألهيتُها عن ذي تمائمَ مِحول ِ

إذا ما بكى من خلفها انصرفت له  بشِقٍ وتحتي شقها لم يحوّلِ

- شعر الحداثة بشكل عام

ج: سبق لي أن قلتُ في شعر الحداثة رأياً أزعمُ أنّني لا أحتاج إلى تعديله، ويمكن تلخيصه بالآتي : "الحداثة موقف فكريّ من الحياة قبل أيّ شيء آخر، يتخذه أفراد يؤمنون بضرورة التغيير، وإحداث الجديد ، داعين إلى تطوير الحياة، وتجاوز السائد المألوف إلى ما هوَ مغاير، ومبتدع .

وحين يجد هذا الموقف الفكري لهؤلاء الأفراد صدى مؤيداً لطروحاتهم التنظيريّة ، وآرائهم الفكريّة، فإنّ هذا الموقف الجديد يصبح ظاهرةً حيويّة لا

يمكن التهوين من شأنها، أو إغفالها .

إنّ الإيمان بالتطوّر هوَ الذي يقود إلى الحداثة، أمّا الركون إلى المسلّمات، وتقديس السائد بحجّة المحافظة على الأصول فهو يقود إلى السكونيّة، واجترار القديم ليس غيرا .

على أنّ التحديث يجب أن ينطلق موقفاً قبل أن يكون رغبة، إذ ينبغي أن يبدأ اللاحق من حيث انتهى السابق، لا على سبيل التقليد الفج، والتكرار

الممل، وإنّما على نحوٍ من الإضافة الفاعلة، والابتداع " .

-هل تميز بين ما تكتبه المرأة وما يكتبه الرجل، أم النص منفصل عن كاتبه برأيك؟

ج-لا علاقة للإبداع بجنسِ كاتبه، وكما تفضّلتِ فالنصُّ منفصلٌ عن طبيعة كاتبه الفسلجيّة، فقيمته تكمن فيه ليس إلّا .

-هل للادب رسالة تحاكم في ضوئها النصوص؟

ج-  لا أحاكم نصّاً وفق رسالةٍ معيّنة، لأنَّ ذلك يوقع من يفعله في دائرة المذهبيّة الفكريّة، أو الأيديولوجيّة السياسيّة، فالالتزام يجب ألّا يكون عقائديّاً، إنّما يكون التزاماً إنسانياً بمفهومه العام .

-ما الذي يجذبك في النص دون غيره؟

ج-  الإدهاش والإثارة والابتداع، ومخالفة السائد.

-     هل لجمال المرأة تأثير على نفسيتك الادبية؟

ج-  الشكل والمضمون وجهان لعملة واحدة، فإذا كان شكل المرأة جميلاً كمضمونها، فالعملة ستكون صعبةً بالمصطلح الاقتصادي، أمّا إذا كان مضمونها أجوفَ فارغاً من الجمال، أو فجاً، وكان الشكلُ جميلاً فقط فإنّ تلك العملة لا تساوي شيئاً خارج حدودها، أمّا إذا كان المضمونُ جميلاً، وقصّر الشكلُ عن اللحاق به، فإنّ المضمون سيتكفّل بسدّ القصور، ومع هذا فإنّ الله تعالى جميلٌ يُحبُّ الجمال.

-     هل لشهرة الشاعر او الشاعرة سلطة تتحكم ببوصلة النقد؟

ج-  النص الجيّد هو الذي يفرضُ سلطته على بوصلة الناقد، وليس ادّعاءً إن قلتُ: إنّني أول من بشّر بنصوص الشعراء عدنان الصائغ وجواد الحطّاب، وهادي ياسين عليّ، وضحى الحدّاد وغيرهم ، لكنّ نضوج التجربة، والحضور الإعلامي الكثيف لصانع الشعر في المناسبات العامّة والمهرجانات الدوليّة يشكّلُ ضغطاً على الناقد أحياناً .

-     هل للعامل النفسي دور في تحديد مسار النقد؟

ج-  لم ألمس ذلك في تجربتي.

س34: منى عبد المجيد: من سلبيات النقد انه يعرض الناقد لسخط بعض الادباء والاديبات، هل الاستاذ الدكتور يعاني من هذه المشكلة؟ ومدى تأثيرها على عملك؟

ج 34 – أذا كان بعضهم ساخطاً عليّ لكونني بيّنتُ أن ما له كان قليلاً إذا ما قيسَ بالذي عليه، فتلكَ مشكلته، ولستُ معنيّاً إن أخذ بآرائي أو رفضها،

لكنّني معنيّ ٌ بتأصيل الظواهر الفنيّة التي أجدها، و إذاعتها بين الناس.

س35: منى عبد المجيد: سؤال اخير وعذرا للاطالة: هل الدكتور عبد الرضا الان راضي عن منجزه العلمي، ام بقيت لديه طموحات اخرى؟

ج 35– لستُ راضياً عمّا أنجزتُ، لأنّني لم أحقّق من مشروعي الثقافي إلّا القليل، ولعلّ ما كان فيّ من فوبيا أيّام جمهوريّة الخوف أحد أسباب

تقصيري، فقد كنتُ قلقاً من تقارير المنظمة السريّة، وملاحقتها لي

بدعوى مقاومتي لانقلاب 8 شبط الدموي، واتهامي بالاشتراك بحركة حسن سريع، واعتقالاتي في مديريّة الأمن العامّة و سجن الموقف في القلعة الخامسة، واعتباري أخيراً من المرتدّين، ممّا جعلني أبحث عن الحريّة في المنافي.

شكرا جزيلا واتمنى لك عمرا مديدا وشكرا لصحيفة المثقف التي انبرت لتكريم رمز من رموزنا العلمية والادبية.

شكراً لكِ، وشكراً لأبي حيدر الأستاذ ماجد الغرباوي الذي أصرّ على أن يمنحني ما لا أراني جديراً به.

 

...........................

خاص بالمثقف

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف: تكريم ا. د. عبد الرضا علي من: 17 / 8 / 2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم