صحيفة المثقف

من دخل مكة فهو غير آمن؟ / علجية عيش

وما هي  الفتوى التي يمكن أن تصدرها هذه الجماعات إزاء هذه الحادثة بعد إطلاقها فتوى تحريم زيارة قبر النبي (ص)، ولو أن ظاهرة الاغتصاب ليست بالجديدة سواء داخل الجزائر أو خارجها  وسواء كان البلد مسلما أو غير مسلم طالما هذه الظاهرة حدثت داخل بيت من بيوت الله في الجزائر باعتداء معلم قرآن على طفلة في الخامسة من العمر والاعتداء عليها جنسيا عندما كانت تتلقى على يديه تعليم القرآن وآدابه، لكن أن يكون الاغتصاب داخل الحرم المكي فهذا ينذر بالخطر لأنه ليس اعتداء على حرمة فتاة وشرفها بل حلى حرمة المسلمين جميعا وعلى بيتهم المقدس لاسيما والجاني مسلم (يمني) وهذا يشير إلى أن الأمن لم يعد متوفر في البلاد التي يقدسها المسلمون، وبات شعار " من دخل مكة فهو غير آمن" لا مفر منه بعد هذه الحادثة النكراء.

وحتى لا نقول أن ما حدث للفتاة سارة قضاء وقدر فإن اغتصاب وقتل الفتاة سارة لغز مُحَيّرٌ ويطرح الكثير من التساؤلات كون الفتاة مغتربة وتعيش منفصلة عن الوالد البيولوجي وهو ما يدعو إلى الشك بأن هناك خلافات عائلية وأطراف أخرى لسبب من الأسباب وأرادت هذه الأطراف الانتقام منهم مستغلة تواجد الفتاة في البقاع المقدسة؟ أم أن العملية مفتعلة من قبل أطراف تكن للإسلام العداء  لتشويه صورة الإسلام والمسلمين  ؟ والسؤال المحير أكثر هو لماذا وقعت القرعة على الفتاة الجزائرية بالذات ؟ أليس هناك قصر آخرين ومن مختلف الجنسيات يؤدون هذه المناسك؟، وهذا لتشويه صورة الجزائريين كذلك ووصفهم بالإرهابيين طالما  العشرية السوداء والاقتتال الذي وقع بين ابناء الشعب الواحد يبقى وصمة عار في صفحات التاريخ؟ والسؤال يطرح نفسه عن موقف الحكومة الجزائرية في علاقتها مع المملكة العربية السعودية بعد هذه الحادثة التي مست شرف عائلة جزائرية كانت تؤدي واجبها الديني وشوهت سمعتها، وموقف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالذات، وهل سيصدر هذا الأخير قانونا جديدا يمنع فيه القـُصَّرَ les mineurs من أداء مناسك العمرة أو الحج مع ذويهم وأهاليهم؟ تلك أسئلة تنتظر أصحاب القرار للرد عليها، أم أن الحادثة ستركن في زاوية النسيان بمجرد وقوع حوادث أخرى ثم تـُحَوَّلُ إلى الأرشيف في السفارتين وكأن شيئا لم يحدث.

 

علجية عيش

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1523 الثلاثاء 21/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم