صحيفة المثقف

التأني في اتخاذ القرارات / خليل ابراهيم الحلي

وندرسها والبعض الآخر يخرج عشوائياً بدون دراسة

وقبل اتخاذ القرار هناك مجموعة من الخطوات المتدرجة التي تصل إلى الهدف المعين واللذين يتعاملون مع القرار كخطوة واحدة لاشك يفقدون الصواب في قراراتهم المتخذة لأن إتخاذ القرار يحتاج إلى خطوة أولى وهي الدراسة ثم خطوات متتابعة للإختيار بين البدائل ثم الوسائل للوصول للقرار السليم . 

الشخص الناجح هو من يرسم حياته بنفسه ويتخذ القرار. و هو من يتحكم في حياته ومن الجميل أن نكتسب من الآخرين صفاتهم الرائعة وسلوكياتهم  الجميلة كنهج  يزيدنا  ثراءاَ من الحِكم والتبصر ولكن بشرط أن لا نطمس شخصيتنا ولا نكون نسخة أخرى لهم.

 إن المقدرة على اتخاذ القرارات من أهم مميزات الشخص الناضج ففي حياة كل منا مواقف تحتاج منا إلى اتخاذ قرار فيها ، فعلى سبيل المثال سوف تجد نفسك أمام موقف معين أو مسئلة تحتاج البت فيها وقرارك هو الفيصل وهو السبيل الوحيد للخروج بنتائج مهمة وحاسمة  وسريعة وان ما يدفعك إلى التسرع في اتخاذ القرار هو اما إحساسك بالمسؤولية تجاه أمر من الأمور، أو الخوف من ضياع الفرصة ، أو ضغط الناس اللذين قد لا يهتمون بنتائج  القرارسواء سلباّ أو ايجاباّ بقدر اهتمامك به وهنا تقع الأخطاء بسبب التسرع في اتخاذ القرار وعدم الانتباه لبعض المسائل الضرورية،  فمن المسائل المهمة لاتخاذ القرار ..أن لا تتخذ قرارا مهماَ وأنت عصبي المزاج مثل ان تكون غاضبا أو ساخطا أو متسرع في حسم أمر ما وقد تسمى أحياناّ (الثورية في حسم الموقف) من الافضل ان يؤجل لوقتٍ آخر تكون فيه أكثر استرخاء وراحة فاتخاذ القرار يحتاج إلى صبر وتروي وتفكير دقيق ونظرة ثاقبة لكل جوانب الموضوع وكلما دُرس الموضوع بعناية وبكل الظروف المحيطة به ساهم ذلك في اتخاذ القرار الصائب. قد تكون عملية اتخاذ القرارات رشيدة و منطقية اذا استخدم فيها التمييز وحسن التقدير.

ليس هناك قرارا يستحق أن تتخذه مالم يكن وراءه هدف .. فكلما عظم الهدف اصبح الشخص بحاجة شديدة الى التأني لاتخاذ القرار وفي حالة وقوع القرار بين هدفين كلاهما قريب من قلبك فعليك أن توازن بينهما وتقيس منفعة كل هدف لك سواء في الواقع أو المستقبل وبعدها ستجد نفسك قد اتخذت القرار الصائب الذي يوفر عليك الكثير من الجهد والعرق الذي ستبذله في حالة عدم اتخاذك للقرار.                                                                 

لا شك أنه لا يتبين نجاح مسؤول أو فشله أو عدم صلاحيته إلا عبر تخطيه ونجاحه في تجاوز الازمات  الصعبة  .. ولاشك أن اجتياز مرحلة الأزمة يتوقف على نوعية القرار المتخذ فيها .. لذلك كان اتخاذ القرار من أصعب المهمات التي تنتظر المسؤول أو المدير في أي عمل يقوم به .. بل نستطيع بلا مبالغة أن نقول أن القيادة هي .. صنع القرار الناجح في تخطي الازمات والمحن وعدم الوقوف مكتوفي الايدي ننتظر الحلول من الاخرين

خليل ابراهيم الحلي/سدني

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1554 السبت 23/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم