صحيفة المثقف

ليبرمان يريد المزيد من التشويه لتاريخ فلسطين وشعبها

آخر صرخة في عالم الموضة للسياسة الإسرائيلية قانون جديد من بيت يسرائيل بيتينو، يكشف أكثر مما يخفي، وهو يليق أن يكون نموذجاً لمصممي مايوهات "الحوطيني" (مايوه الخيط)، حيث إذا رغبت في رؤية المايوه فعليك أن تنظر عميقاً بين والساقين والفخذين.

الاقتراح الجديد في سلسلة القوانين، هو اقتراح قانون، يلزم كل المدارس في إسرائيل، أن تدرس الصهيونية وارض إسرائيل.

وستنظر لجنة وزراء(على شاكلة ليبرمان) في اقتراح آخر أزياء قوانين يسرائيل بيتينو، وللأسف لن تظهر عارضة جميلة، بمايوه الخيط...لذلك هناك مشكلة في جلسة مملة، وهو ضمان لتصويت الموافقة، والانفضاض إلى ما يطيب للنفس السياسية.

يسرائيل بيتينو في اقتراحها الجديد، وليس الأخير بالتأكيد، تقترح أن يشمل قانون التعليم الرسمي، إلزاما لدراسة ارض إسرائيل والصهيونية، بمعدل 3 ساعات أسبوعية على الأقل...ومن الواضح أن الهدف تدريس العرب، وكأنه ينقصنا معرفة تاريخ الصهيونية وما أنزلته من كوارث بشعبنا وتاريخ أرض إسرائيل(فلسطين باسمها العربي) التوراتي المبني على خرافات وأساطير نقدها باحثون أكاديميون يهود  في اللاهوت اليهودي وعلماء آثار يهود في كتاب بحثي علمي  هام ( ?????? ????? ) ... والسؤال ما هي بنود برنامج التعليم المقترح؟ هل هو تشويه آخر للتاريخ ؟!

هل هو تطاول على حقائق نحفظها بالممارسة؟ هل يريد ليبرمان أن يخلق تاريخاً جديداً مناسباً لحزبه، ولسياسته الخارجية؟

وهل كان قانون التعليم حتى اليوم على ضلال مبين من خلال ما يدرسه للطلاب من تشويه مبرمج للتاريخ، حتى يجيء ليبرمان، ليجدد ويضيف حصته؟!

انصح ليبرمان مثلاً أن يجعل كتاب المؤرخ اليهودي الإنساني الين بابة عن "التطهير العرقي في فلسطين" كتاباً إلزاميا لطلاب الثانويات ليكونوا على معرفة واطلاع صحيح، على تاريخ الصهيونية الدموي والإجرامي بحق شعبنا.

لا بأس، لست ضد تدريس تاريخ ارض إسرائيل...التي لم يكن فيها لليبرمان وسلالته حكماً، أو دولة، إنما مجرد قبائل متباعدة متناثرة لم تشكل دولة في المفهوم القديم للدول، وكل تاريخها في ما تدعيه عن بناء القدس ، لا يتعدى 35 سنة من التواجد في القدس... حتى  حسب نصوص التاريخ التوراتي. وأين اختفى تاريخ اليبوسيين بناة القدس؟ واين اختفى تاريخ الكنعانيين الحافل والشامل في ارض إسرائيل الفلسطينية وفي القدس التي سموها " يور ساليم" ( مدينة السلام ) ومنها أشتق الاسم العبري ؟ هل الهدف أن نعلم أولادنا أن إسرائيل هي دولة يهودية صهيونية منذ فجر البشرية ؟!

إن لكل فعل، في علم الفيزياء، رد فعل مشابه له في القوة، هذا في الجماد. أما في عالم البشر، فرد الفعل قد يكون هزة أرضية بقوة لا سابق لها يتجاوز حتى ما اعتمده ريختر في مقياسه المشهور.

واضح أن كل ما يخص الموضوع الفلسطيني لا يعلم في المدارس اليهودية. وبالطبع لا يعلم في المدارس العربية... ولكنه يعلم من الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني الباقي في وطنه.

عندما ينظر ابن لاجئ صفورية إلى حقول صفورية وقرية صفورية المهدمة، ويرى آثار هولاكو ... لا يحتاج إلى معلم تاريخ ليشرح له ما عبر على جده أو والده. وعندما يزور أبناء برعم واقرث بلداتهم المهدمة، حيث تقف كنيستي القريتين كنصبين تذكاريين  يؤكدان  على رفض الجريمة. فهم إطلاقا لن يحتاجوا إلى ليبرمان أو كتب التدريس المزيفة ليعرفوا حقيقة ما جرى...

ليبرمان، ربما يريد تشويه معارف وعقول المهاجرين الجدد. ولكن التاريخ يسقط الأكاذيب دائماً.. ويعاقب مزوري الحقائق، كما يعاقب مزوري العملة.

قانون التعليم لا ينقصه إضافات لتشويه الحقائق. جيلي أيضا "تعلم" عن تطور حياة العرب في إسرائيل بعد استقلال الدولة. وعندما كتبت موضوع  إنشاء ، وانأ  في الصف السابع يناقض ذلك، كدت اطرد من المدرسة.. لأن مديرها خاف على وظيفته ، في فترة سوداء من تسلط الحكم العسكري !!

هذا لم يضعف ذاكرتي، بل حفزني لأعرف الحقيقة ، وصرت ، من يومها ..  داعية لها في الصف  ، و فيما بعد في السياسة والأدب والحياة.

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1095  الاربعاء 01/07/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم