صحيفة المثقف

نزهة فوق جثث الرذيلة

1-

تطوي الخطى  تسرع في رحيلك الأحلام

 تظن أن الروح ردت للعراق ثانيا

وتعبر الزحام

أشعلت قنديل الأسى في إصبع الظلام

ابحرت في اشرعة من خزف الرخام

اثقلك الموج فضعت في عواصف الجهام

قهرت عمرا قاصرا عن لغة الأقزام

وجئت للسماوة العذراء- يا حرام-

كبلت ثوب الشعر لما كنت في منفاك لا تلام

قفلت سيفا متعبا تنوح في ثواكل الأورام

وجدت روح بصرتي قد سلبت وفوق شطي تكسر الأقلام

كم ضعت في الزحام كنت مبعدا فيا ترى هل ينتهي الزحام

لا الحسن البصري عاد ثانيا حتى ولا السياب في المنام

ولا الفراهيدي الفصيح عندنا ولاعلي بيننا قد بدل المقام

أصابع الخراب قد تحنطت وشعرنا محنط في كهف الأيتام

وتشحذ النفوس من لهاثها في غلس الأرقام

ليت الذئاب اتحدت ليت عليا كسر الاصنام

موائد خسيسة تلوج في مزابل السخام

قد هبط الشاعر من منفاه حالما يبحث في الركام

يظن أن دجلة العذراء في صباحها القسري لن تودع الانسام

يظن في منابر الريش لقد تقوست وثرثر الزاد من الفطام

مأدبة شهية في وطني تالله ياما لعقت من حوضنا الأقزام

ليت الضحايا فهمت قضية الضحك على الذقون وليتها قد فهمت خساسة الحاخام

دندت في جوارح الصمت وما لقيت ميتا قد يفلق الأرحام

خرجت من منفاك تحدو طالبا لقياك للإنسان من يتيه في الأوهام

فما وجدت هاهنا شيئا من الأيام

قد سور الإرهاب ارض موطني ومن أجاج ملحنا تكسر الكلام

منابر الريش اغتنت ومن عصا الدرويش فز كوكب الأجرام

أين السماوي الذي يظن كانت أهله تطير في غياهب العشرين في الفالة والمكوار عادت جثثا مسلوبة حتى من العظام

اين السماوي الذي ينسج من حريره ثوبا الى ملاجيء الأيتام

لاتتعب الشعر ودعه ساكتا خاتمك الفضي قد وضأته بسورة الأحلام

النخل السماوي يظل فارغا من عذقه كيف تهز رطبا يليق بالإسلام 

فداحة الخسران فوق أرضنا ليس لها احصاءفي معاجم الجمع ولا الأفراد في الأرقام

وضيعة الإنسان في دروبنا لاتمسك الدعاء من خيوطه قد يزحف الدعاء في الاعلام

حرية مخنوقة فهل تظن المجد يوما يحرق الظلام

وغفلة الأقدار عن ضياعنا ليس لها رجاء لا تقلها يائسا اقولها حقيقة تعرفها فشعبنا المحكوم بالإعدام

عشرون مليونا هنا تحنطت لان سر دفنها يقوده الطاغوت والازلام

فلن أراك عائدا تطلب قد ترتاح ولن أراك ثانيا تخطو إلى مرا فيء الأفراح ولن أراك ثانيا تحط في عجائب الصدام

وقد رجعت خائبا تلوك سن العمر بالنواح والجذام

ارادة مخصية , سياسة منبوذة  وملعب يتيه في ترافس الإقدام

خرائط الصبر عوت كآبة وضاع من جيوبنا المفتاح في ظهيرة ماتت بها السهام

وشهريار أعلنت لن يبزغ الصباح وشهريار ساكتا يموت في حيرته في الصمت والملام

كل الدمى قد رقصت وكان خيطا ناطحا للغيم والانعام

قصي على أسيرك المنكوب يا سنين حكاية لن تشفي الجراح

تفاحة الشمس هنا قد فسدت وارتبكت محض غياب طائل يسبح في الحرام

فكل مهد خائف وكل أم حامل تخشى هنا فرعون يوما يقطع الأرحام

اصح من الحلم عزيزي سيدي يحيى السماوي الذي أحبه من قمة الرأس إلى نخيع العظم في قصائد الوحشة والإلهام

اظن فيك شاعرا يلعنها مقاصل النقمة والإحباط شعاره الوئام

استأمن الوحشي من كتابتي ولن أبيع وطنا يضيع في غياهب الأفلام

استأمن الذئب على مدينتي ولن اشد  قريتي في جبة الأصنام

تبدل العنوان في بلادنا حسبي الفقيرقوله قد يرحل السلام

هذا الرماد شفته قد كان جدا هينا وسوف تلقى عجبا في قادم الأيام

وعندها تقول عفوا قد صدقت يا أخي .......

 

شعر الدكتور صدام فهد الاسدي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1118  الجمعة 24/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم