صحيفة المثقف

تملية خارج الشعارات

مدائن القهر تقوم  مرة ومرة تنام

كانت هنا تنتظر الظلام أن يفيق من سباته العميق

وكانت القلاع هاهنا مرسومة على زوايا النهب والتصفيق

كم ضرب الفأس على جحيم نيسابور

وكم تراخى السيف عن ملاحم الناطور

كي تبني تلك الناس مدينة فاضلة في ضيعة الوقواق

عليها أن تمزق الأوراق

من أين ياصحابنا يبزغ هذا النور

والجاهل الجدار يمسك الساطور

يقتل كل شاعر يقول-هيا أشعلوا الشموع

نحتفل الليلة ياصحابنا في فقرة تقول لانجوع

ففي الشعور أولا- بعطسة- ليس لنا يد ولا وسيلة يصرخ بنا الممنوع!

فليس في حديثنا الشرقي من سنبلة تعبر حد السيل للدموع

وليس في بلادنا ثقافة تقول هيا تابعوا المطبوع

وكل ما في جعبة الدهر هنا القاتل والمقتول

من أين يأتي الخير ياحبيبتي ذيل غراب طافح في بركة الدماء

وقصة غريبة وغصة تطول

ونصفها الأرض خرافات فهل نعود يوما نعشق النساء

وقد سبت جهالنا حبيبة الرسول

قد مات لوركا صارخا ينشد ياوتمان

ياوتمان

قد ذبح الطاغية فرانكو هنا سنبلتي ولم يفز الخوف من عيونهم في وحشة الاحيان

ماالاحيان إلا لحظة يدركها الخسران

ماذا يقول الشعر يااميرتي وقبل رقصي ترقص الجدران

احمل غصن زيتون وأنت تحمل المعول كي تحطم الأركان

ياما رأينا قبلنا رامبو الكبير ماضيا في سفط الاقذار

يلعن تلك النزعة القاتله

ويبقرون بطنها كي لا يجيء واحد جديد ينافس القافله

ونحن مازلنا لهذا اليوم ننتظر المجهول

نحكي عن الطموح والتجذير

وربما نظن ذات لحظة قد نحسن التفسير

حرية مرسومة على بنادق الموت فكيف يبدأ  التغيير؟

هل قرأ الشاعر في حياته اغتيال زاباتا وكيف مات  قبله الحلاج

واحدة ثانية ثالثة وما عرفنا وصفة العلاج

أحلامنا مرسومة في وصفة الأبراج

إياك أن تعبر عن دائرة الكلام فأنت في الإنذار

حياتنا مرسومة في لغة الأسوار

ليس لنا الحق بناء قولنا ليس لنا الحق هنا نختار

لذا السيوف رقصت في زمن المختار

فالفقراء اجتمعوا الجميع حول النار

قالوا الظلام ينتهي وشاءت الأقدار

أن يقتل المجرم ابن ملجم أسطورة الفقار

قد كان قربان لنيرودا هنا يمزق الشعار

وليس للنور كما قال البياتي قبلنا أن يفتح الأبواب

 حرية ناقصة ينقصها الحوار بل تفقدها الألباب

تطير فوق سورنا ولا ترى الجواب

فراشة محروقة تلتذ في خمائل النيران

عائشة أما صحت من نومها العميق ياانسان

حسبي المكان فارغ من حارس البستان

وسوف يأتي هادم اللذات

يبعث فينا روحنا من بعد موت دافيء سينقذ الحياة

فكل زهر ذابل وكل عمر زائل لاشي في ارم

لاشيء في العماد

لاشيء في الخابور

نحن قضينا عمرنا نقضم ذاك الورق المسكين

نكتب ألف قصة ولوعة وسوف يمحى ظلها في الطين

أحسننا بل اسعد الناس بنا من يعبر الستين

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1148 الثلاثاء 25/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم