صحيفة المثقف

صالح المطلك يدعو الى (ربيع) سلفي في العراق / علي جابر الفتلاوي

واخر فعالية في هذا الخصوص،دعوة صالح المطلك الذي لا يزال يحمل اسم نائب رئيس الوزراء لتدخل خارجي في العراق واوجب ذلك قبل التحرك السلفي في سوريا اذ دعى دول الخليج السلفية كالسعودية وقطر، الذين يعملون جاهدين لتخريب العملية السياسية الجديدة في العراق، ومحاولة تغيير مسارها لصالح الفئات السلفية والبعثية المتحالفة معها، والمدعومين من امريكا وحلفائها في المنطقة، هؤلاء شكلوا محورا بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية، خاصة الدول التي تشهد ثورات شعبية ومحاولة سرقة ثمارهذه الثورات لصالح التيار السلفي الخليجي، سيما وان هذا التيار المتخلف الذي تقوده السعودية وقطرهو الان في خدمة امريكا والكيان الصهيوني وقد صرح ممثل الكيان الصهيوني في الامم المتحدة بذلك علنا عندما قال ان مصالح دول الخليج واسرائيل متفقة على اسقاط النظام في سوريا، لكن صالح المطلك اوجب التدخل في العراق من هذا المحور قبل سوريا، بسبب قضية طارق الهاشمي وبسبب قضيته هو،دعى صالح المطلك المحور الخليجي الامريكي للتدخل في العراق لصالح الرجال في العملية السياسية المحسوبين على هذا المحور، ومنهم المطلك والهاشمي والسياسيين الاخرين الذين فرضوا من امريكا على العملية السياسية بوسائل عدة منها وسيلة التزوير، طالب المطلك محور التخريب الامريكي الخليجي بالتدخل في العراق مثل تدخلهم في سوريا، وقال ان التدخل في العراق اكثر وجوبا من التدخل في سوريا ونسي المطلك ان من استنجد بهم لتخريب العراق انما هم فعلا متدخلون، ويدعمون الارهاب في العراق، والا فهذا القتل الجماعي لابناء العراق بالعبوات والسيارات المفخخة والانتحاريين من اين يأتي؟ ومن الذي يدعمه؟

الامر الذي يجلب الانتباه، ان نجد مسؤولين في الدولة يُمارس الارهاب تحت عباءة مسؤوليتهم، كالذي حصل لطارق الهاشمي، بل اكدت حمايات هذا المسؤول انه على علم باعمال القتل التي يقومون بها،واكثر من ذلك انها تجري تحت اشرافه وتوجيهه اما بالنسبة لصالح المطلك فانه يمارس التخريب للعملية السياسية، وهو نائب لرئيس الوزراء، ويقول في كلام سابق له انه يتشرف بالانتماء لحزب البعث المقبور وهو متعاون مع المحور السلفي الخليجي الذي يدعم فلول البعث، ويتشاور معهم بهدف تخريب العملية السياسية الجديدة في العراق، ان بعض افراد المجموعات السياسية المنضوية في مؤسسات الدولة والمتعاونة مع اطراف خارجية لاجل تخريب العملية السياسية او اسقاطها، متورطة في الارهاب وعندما اكتشف الهاشمي كواحد من شخصيات هذه المجموعة، نرى الباقين من هذه المجموعة تحاول تسويق قضيتة وكأنها قضية تخص المكون السني، اذ اخذوا يلعبون على وتر الطائفية، في حين ان الارهاب يُمارس في العراق ضد جميع ابناء الشعب العراقي بغض النظرعن الانتماء الطائفي، كما ان الارهاب لا يحمل هوية سوى هوية القتل وسفك دماء الابرياء لكن الاجندة الخارجية مصرّة لتحويل قضية الهاشمي من قضية قضائية الى قضية طائفية بالتعاون مع من بقي من هذه المجموعة المسيّرة خارجيا، امثال المطلك والهاشمي بالتعاون مع الاعلام المدفوع الثمن مسبقا من دولارات البترول العربي، ان دعوة المطلك لدعم تحرك داخل العراق يزعزع الامن والوضع السياسي على غرار الدعم المقدم للسلفيين وافراد القاعدة في سوريا بل اوجبه قبل سوريا، بسبب انكشاف امر الهاشمي وبسبب تصريحات المطلك واتخاذ موقف من الحكومة العراقية حيالها ربما يفقده منصبه الذي يمارس مهامه من خلاله، جاءت دعوة صالح العاجلة الى دول المحور الخليجي المدعومة من امريكا والكيان الصهيوني، بالتدخل في شؤون العراق الداخلية لتخريب العملية السياسية وخلق الفوضى،كما هو الحاصل في سوريا عجبا من هكذا مسؤولين، يدعون دولا خارجية للتدخل في الشأن العراقي من دون حياء من شعبهم، الذي رفض كل انواع التدخلات الخارجية ومن أي جهة او دولة كانت،هذا الشعب الذي احتفل قبل ايام باليوم الوطني لانسحاب المحتل الامريكي، اذ شكرالشعب المفاوض العراقي الذي حقق هذه النتائج الكبيرة، يوم الفرح هذا الذي انسحب فيه الامريكان، تحول الى يوم حزن وهستيريا الى بعض السياسيين المندسين في العملية السياسية بعد ان باءت جهودهم بالفشل لعرقلة الانسحاب، ومن هؤلاء السياسيين جماعة الهاشمي الذين بذلوا جهودا كبيرة من اجل عرقلة الانسحاب، او ثني الامريكان عن الالتزام باتفاقية سحب القوات مع الحكومة العراقية بقيادة السيد المالكي، وحتى بعد الانسحاب دعوا المحتل لعودته من جديد وتحت ذرائع شتى ان الخط البعثي والسلفي يتمنى اليوم عودة المحتل او أي تدخل خارجي من دول المحور الخليجي الامريكي، عسى ان ينقذ موقفهم المتهاوى والمفضوح للشعب العراقي، وباتت نواياهم معروفة، وعرف الشعب ما اقترف هؤلاء من تجاوزات واعتداءات بحق ابناء الشعب العراقي، خاصة بعد افتضاح امر الهاشمي، ورّدة فعل صالح المطلك القوية تجاه السيد المالكي، فجاءت دعوته العلنية للتدخل الخارجي لانقاذ موقفهم، لكن الشعب العراقي يقول للهاشمي والمطلك، ان امنياتكم بالتدخل الخارجي، بغية انقاذكم هي من نسج خيالاتكم، اذ الشعب العراقي تذوق طعم الحرية وعرف الديمقراطية الحقيقية التي يكون الحاكم فيها منتخبا من قبله، ويرفض الحكم الذي يفرض فيه الحاكم نفسه على الشعب،العملية السياسية الجديدة في العراق اقضّت مضاجع حلفاء الهاشمي والمطلك في الخليج، الذين يتوارثون الحكم الابن عن ابيه ويرفضون أي صوت معارض، فيخنقونه قبل ان ينطلق، فلن يسمح الشعب صاحب التضحيات الكبيرة، لهؤلاء وامثالهم بالتدخل في شؤونه الداخلية، ولن يسمح بأن تتراجع عجلة التقدم الى الخلف، وسيحافظ على انجازاته السياسية الكبيرة التي اقلقت دول المحور الخليجي السلفي، ذات الحكم الوراثي الديكتاتوري .

 

   علي جابر الفتلاوي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2024 الاربعاء 08 / 02 / 2012)

   

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم