صحيفة المثقف

أوجاعي عالية الهمة / وديع شامخ

  

أُصبتُ  بداء  السكري

ربما ليذكرني  بالأيام الحلوة .

ينام في شراييني دسم جاثم

ليذكرني بسنواتي السمان !

وبعد أن بلغت ُسن الحكمة .. طرزت الحياة على  ظهري  ثلاثة " دسكات  "

لأن الحروب تَحسد بقائي منتصبا الى  هذه الساعة !

كلّ هذه الأوجاع  وأنا أسير فوق أرض الله بأثنين ولا أتوكأ .

.............................

 

لديّ  من الصبوات ما يعيدني الى صوابي ..

ومن الَسورات ما يخلط الماء بالزيت الطافي على ماء البئر..

هناك فقط  يعصر " النرجسيون "  وجوههم ويذهبون الى فراشهم  بآدمية ملساء

منْ يرى منْ ؟

.......................

 

أدمنت  أمراضي

قال الحكيم:  إن تكن سعيدا فلا تبارح الألم ..

وأن  فاضت الأيام من يديكَ، فدع الحكمةُ  تسيرُ بك

......................

 

لا أتوب كطفل مفطوم من الثدي

ولا أنحني للعصا  كي تلتهم قوامي

ويَعلم الزمن أيضا، أنني لم أستبح  الأيام سبايا

أنا  أتفقد صرة دوائي،  وأقيس ضغط  الدم لأتجنب المالح من القول

........................

 

أوجاعي تعرفني

وأنا أرسمها  طريقا

أعلُّم نفسي : الأوجاع مسرات..

كي أدّخر للحكمة  كبريائها ..

وأعّلم  نفسي : أن السنوات البالغة البياض قد  أفسدها الملح

......................

 

ثلاجتي  يتقاسمها الغذاء والدواء

وأنا أكابر  لإبطال الاشاعة ..

لَديّ هناك  وشما على الروح

وهنا يحط على كتفي كطير سعدي

منْ يحجب ُمنْ ؟؟

..................

 

أتذكر عسل أيامي

وأضع  إبهامي في فمي ..

لا أعرف :

ندما أم عودة لطفولة كاملة الدسم

أضع يدي على ظهري

لأتفحّص تأريخي وأدللّ الصبوات الرائبة في قوامي

......

 

أيامي  واخزة والزمن نول

أريد أن أتحسّس التقويم

أضع شارة الدخول

من حلو الأيام الى زبدها الطافي

من عصا الزمن الى  قيافة اليوم

سأغزل سجادةً من العيون، وعصا من المآرب، وزمناً من الخطايا ..

سأفترش الأصدقاء والخبر ..

السكري والكوليسترول وضغط الدم

ثلاثية  إبتكرتها الحروب ... والقدور الفائرة  على ثلاث ..كي ُتطفيء حسدها أمام  عِلاتي .

ثلاثية الحب، كي لا يطير الذي " الهناك" ...

أو َيدمن الآخر  النقر على شفتي هنا ..

ثلاثية ... كي أموت وأنا أفقأ دماملي ... وأهش أوجاعي

العالية الهمة ..

 

وديع  شامخ

استراليا – سيدني

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2024 الاربعاء 08 / 02 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم