صحيفة المثقف

أيها العرب – طمنئونا عنكم

نحن في الحقيقة قلقون عليكم، فأوضاعكم لاتسر العدو، فكيف بالشقيق رغم أنكم حاولتم شقه بمناشير غيظكم، طمنونا عنكم، تصلنا أنباؤكم مصحوبة بالغبار، ففي فلسطين، يتنافس عباس وحماس على هدر المزيد من أطفال غزة، وهم يبحثون عن تاج وسلطة، وفي مصر الكنانة – الخالية من السهام – يستعد مبارك لتطويب ولده – جوجو – كوريث شرعي على ملك كافور، فيما ينلصم القذافي بعد أن دفع الفدية، ويطلق بالثلاث، ثورياته وعنترياته السابقة، أما في الجزائر، فمازال "المجاهدون" يسبون النساء ويقتلون الحوامل، وهناك في موريتانيا التي هي أقرب من حبل الوريد، يغتصب السلطة جنرالات ببضعة جنود، فيما تعيش تونس الخضراء، أحلى أيامها بعد أن أصدر عاهلها زين العابدين مرسوماً جمهورياً عين نفسه فيه  رئيسا مدى الحياة -  طمنونا عنكم  .

بشير السودان يلمّ أغراضة في حقيبة من خوص دارفور، وهو يتكوبس هلعاً من محكمة العدل الدولية المتربصة به، فيما شقيقه الأشقر الحاكم في الشام، ينتظر بقلق محاكمة مماثلة لقتلة الحريري وقد تطاله محكمة العراق ، مما سيناله من الشرارماقد يناله، أما جيرانه في لبنان، فيحشدون السلاح بدعم من خادم الحرمين  وبقية المحسنين  في (تهران)، إستعداداً لجولة قتال جديدة – طمنونا عنكم .

حاكمية آل سعود، وبعد يأسها من تخريب العراق الحزين  ونشر الفتنة في  اليمن السعيد كي لايطالبها بنجران وعسير، (تحلق) هذه الأيام بموسى مثلوم، لبعض إمرائها بعد ان تراجعت موارد النفط وتراجع معها مقدار إنفاقهم على مايعرف بصالونات الغرب وفضائيات الفضائح الملونة ، أما جيوش اليمنيين، فمنهمكة بالقبض على الزنابير من الحوثيين المتحصنين في صعدة و(جبال الألب)، وفيما تبتزنا الإمارة الكويتية بدعاوى " الهولوكست "، لاترفع حكومتنا الأصبع في وجوه حكامها الخائبين، خشية إتهامها بمعادة "السامية" باعتبار إن آل الصباح ومن شاكلهم، هم العربان الأقحاح – طمنونا عنكم، ونعاهدكم، باننا سنبني ماتدمرون، ونطفىء ماتحرقون، ونداوي ماتجرحون – لكننا ايضا سنحب ماتكرهون، فقيس منا، وكذلك ليلى . طمونا عنكم، أما نحن، فمطمئنون .

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم