صحيفة المثقف

اعادة بناء الكنائس هي رسالة تحدي للارهاب / جمعة عبد الله

لدك صرح العلاقة المتينة بين مكونات العراقية ولزرع الشقاق والفرقة والفتنة والاحتراب والصراع الدموي

من خلال تعميق الخلاف والصراع الطائفي والعرقي وهذا ما تسعى اليه الزمر الوهابية الاجرامية وما تحمل من حقد دفين ضد اطياف العراقية، وضمن هذه الظروف الحرجة تأتي مبادرة وزارة الاعمار والاسكان التي اعلنت عن نيتها

بوضع تصاميم التفصيلية لمشروع اعادة تأهيل وترميم ثلاث كنائس في بغداد التي طالها حقد عصابات القاعدة الاجرامية، وهذه الكنائس هي قلب الاقدس وما ريوسف في منطقة الكرادة والعائلة المقدسة في منطقة البتاوين،وهو رد ما اقترفته

زمر الحقد الشوفيني الخالي من الاداب والاخلاق وانعدام الضمير الانساني الحي وهو مخالف للاعراف والشرائع والاديان السماوية . لقد ارتكبت هذه الكلاب الضالة والمنحطة سلسة من الجرائم البشعة بهدف تمزيق التعايش السلمي والاخاء

الاجتماعي في محاولات تهدف افراغ العراق من مكوناته الاصلية وهدم العلاقات التأريخية والاجتماعية التي جمعت هذه المكونات على مصير واحد ومستقبل واحد . ان تشتيت وقطع اوصال العراق وتمزيقها من خلال ارتكاب جرائم

قتل ضد مختلف الطوائف الدينية والعرقية المتعاشية منذ زمن بعيد منذ نشؤ تاريخ العراق القديم، محاولات التدمير والخراب هو هدف اساسي لزمر القاعدة الوهابية التي تملك سجل حافل بالاجرام والقتل البربري . . ان التطاول على دور

العبادة والاماكن المقدسة هي اولى المحرمات وهي خط احمر ولن تحقق اهدافها الجهنمية بتلاحم وحدة المكونات العراقية امام هجمات الزمر السلفية المنحطة، ولا يمكن ان تنتصر على ارادة الشعب، وان مستقبل العراق يتوقف على

احترام وصيانة الحقوق القومية للقوميات والاقليات المختلفة، وافشال دسائس المتسترين في الدين زورا وبهتانا . وان اعادة بناء وتعمير الكنائس هي رسالة تحدي واضحة وصريحة، بان ابناء العراق يشمخون ويفتخرون بطوائفهم التي

تجمع وحدة المصير والهدف في بناء العراق الجديد الذي يحتضن كل ابناءه من الاطياف والمكونات العراقية المختلفة . وان خطط التعمير والبناء لا تشمل فقط الكنائس الثلاثة فحسب وانما كما ذكر الديوان المسيحي، بانه يسعى لاعادة اعمار

وتوسعة كافة الكنائس القديمة في بغداد وبقية المحافظات البلاد ضمن خطة استثمارية للعام المقبل . وان اعادة مشروع تأهيل الكنائس ودور العبادة لا تخص الطوائف المسيحية فحسب بل تمثل من حيث قيمتها الرمزية معلما من معالم

تأريخ العراق وحضارته وشاهد على تعدد مكوناته وعلى اصالتها وقيمتها التأريخية، وان العراق كان ولايزال مهد الاديان السماوية، وان هذه الرموز الدينية هي عنوان العراق القديم والحديث، وان اي اخلال باحد هذه الرموز يعتبر

اعتداء صارخ وهجين ضد مشاعر واحاسيس نبض الشارع العراقي، والتي هي عنوان التسامح والاخاء الديني الذي يمثل قامة العراق الشامخة وهي محل فخر واعتزاز لكل اطياف الشعب باحترام حق الاقليات في ممارسة طقوسها

الدينية والاحتفال باعيادها الخاصة بها، تمثل ضربة قاصمة للفكر الوهابي السلفي الذي مبني على الحقد والكراهية وبغض الاديان . ان هذه النظرة الشوفينية التي عفا عليها الزمن تكسرت و فشلت بوحدة المكونات العراقية .. انها رسالة صريحة

بان العراق يعتز ويفتخر بوجود مختلف الاديان والقوميات والاقليات المختلفة . انها عناوين المحبة والاخاء والتعايش السلمي وهي رسالة سلام لبناء العراق الجديد

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2195 الاحد 29/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم